ضرورة المدارس الألكترونية

نورس الخالدي

لاشك في ان التطور العلمي المذهل الذي حققه الإنسان في القرن العشرين قد اثر بفاعلية على اسلوب الحياة في كافة المجتمعات االمعاصرة

فقد أسهمت تكنلوجيا الاتصالات على وجه الخصوص في هذا التطور المعاصر عن طريق تسهيل سرعة الحصول على المعلومات وسرعة معالجتها واستداعائها في أي وقت وزمان ولأي مجال كان سواء حسايبا ام تحليلا .

وبما ان سمة العصر الغالبة  هي السرعة صار من غير المنطقي التعامل مع كل ما لا يمت للسرعة بصلة ،ومن هذا  المنطلق بدأت التكنلوجيا بكل أنواعها السعي للوصول إلى الطريق الأمثل لمواجهة التحديات التي تمر بها الأمم وبالتالي التمكن من بناء اقتصاد وطني متكامل فأصبحت التكنلوجبا وحسن استخدامها هدفا قوميا لكل الأمم ، فهي السبيل الأوحد لنمو قدرات المجتمع وحسن استخدام موارده ، ومن هنا ظهر مفهوم المدرسة الالكترونية باعتبارها أساس لتطوير التعليم العام  الذي يسعى نحو خلق مجتمع متكامل ومتجانس ومتفاعل مع كل ما يدور حوله من تقدم مذهل سريع كسرعة البرق  . فتجانس أولياء الأمور والطلبة والمدرسة من جهة والمدرسة مع المدارس الأخرى من جهة أخرى  اعتمادا على تكنلوجيا الاتصالات والمعلومات

سيوفر بيئة تعليمية  تسمح للطلبة والمعلمين وإدارة المدارس وأولياء الأمور والمجتمع بالتفاعل والتواصل في أي وقت وفي أي زمان كما انه سيحقق متطلبات التعليم الالكتروني المباشر إذ سوف يغطي عدد من المستخدمين في وقت واحد مما سيغير بيئة الصف التقليدية   من بيئة محدودة المصادر إلى بيئة مفتوحة فاعلة مشوقة تساعد الطالب على التفاعل مع الدرس الالكتروني بالصوت والصورة وإجراء تجارب عملية  تطبيقية وغيرها من الأمور التي ستسهم بشكل فعال في  رفع التحصيل العلمي  ولا يقتصر مشروع المدرسة الالكترونية على تزويد المدارس بما تحتاجه  من أجهزة الكمبيوتر وملحقاته ليعتاد الطلبة على استخدامه والتفاعل معه بل يجب تغير المناهج  وبما يلائم وأسلوب المدرسة الالكترونية وهو إيداع المناهج التعليمية في اسطوانات ليزرية أو مواقع ويب أو المزج بينهما هذا فضلا عن تزويد المدرسين ببرامج تدريبية في التكنلوجيا والتعليم وطرق شرح حديثه بما يلائم تكنلوجيا العصر ، بيد أن هذا التطور الفعال في مجال التدريس قد يحمل بين طياته  سلبيات لابد من الوقوف عندها لعل من أهمها  أن السمة التي تتميز في المدارس الاعتيادية قد لا تتوفر هنا واعني بهذه السمة هو التواصل بين المدرس والطالب من الناحية التربوية فالمدرسة بالأساس هي تربية مكملة لتربية المنزل والعائلة وفي المدرسة الالكترونية يكمن دور المدرس في كونه مبرمجاً للدروس  فتصبح الفجوة كبيرة بين المجمتع بتقاليده وبين  بعض أنواع التكنلوجيا المجردة من إنسانية التعامل .

لذا يجب اخذ الحيطة والحذر ومعالجة هكذا آثار سلبية بان يكون هناك تماس مع الطلبة  من قبل المدرسين ففما لاشك فيه أن التقنيات العلمية والتعليمية غيرت الكثير في حياتنا ووفرت الجهد والوقت ولكنها ليست الوسيلة الوحيدة كما أنها دائما ليست الأفضل لذا يجب أن نحسن استخدامنا لها ووضعها بموضعها الملائم ، ومراقبة آثاره السلبية والايجابية على المعلمين والمتعلمين ويبقى حلم تحقيق مثل هكذا مدارس في العراق أملا نصبو إليه جمعينا لنبتعد عن التسييس والتهميش لدور التعليم وقوقعته التعليم على نفسه  وفقدان هيبته  أثرت بشكل واضح على تراجع مستوى التعليم في العراق وهذا . إذن لنبدأ من حيث انتهت الدول المتقدمة لنعدّ جيلا متمكنا من العلوم الحديثة ، وقد يبدو كلامي حلما اليوم  لكني أراه حقيقة واقعة غدا  إذا ما تكاتفت الجهود وصدقت النيات .