طائرات أف 16 حصل عليها العراق لمهاجمة إسرائيل
في نظر الرأي العام العراقي وحسب رأي وقناعة العديد من القيادات العراقية والمثقفين والكتاب المرتبطين أن إسرائيل عدو العراق.
وعلى الولايات المتحدة الأمريكية أن تعيد النظر في بيع 36 طائرة هجومية للعراق ، وعلى إسرائيل أن تعترض وتوقف اتفاقية بيع هذه الطائرات كما هي تعترض على أي صفقة أسحله مع أي دولة عربية…لأن إسرائيل دائما متفوقة في جميع المجالات وبالخصوص التسليح العسكري من جميع الدول العربية، وإسرائيل هي الوحيدة التي تمتلك القوة النووية وتحرم وجودها في المنطقة القريبة والبعيدة والصراع الإيراني الأمريكي على المفاعل النووية الإيرانية خير دليل.
لماذا يجب على إسرائيل الاعتراض على 36 طائرة وهي تملك عشرة أضعافها فقط من نفس النوعية…وتمتلك من أجود الأسلحة وأكثرها فتكاً في المنطقة…هذه ليست مزحة من جانبي، ولستُ معنياً بإسرائيل…والدول العربية قد باعت الأراضي الفسلطينية لإسرائيل منذ زمن بعيد…وأصحاب القضية كثيرٌ منهم شركاء في مجمل النكسات. ولا يهمني إلا العراق أولاً، وبعد أن يتحقق الأسلوب الديمقراطي ويعم السلام والأمان ويتطور الإنسان العراقي ويخرج من عوزه…بعدها أفكر بالآخرين…والسبب منطقي حيث إن لم يكن بمقدوري مساعدة نفسي وذاتي وأهلي فمن غير الممكن أتوجه لمساعدة الآخرين وإن كانوا أشقاء أو أصدقاء.
والذي أستغرب منه سياسة أمريكا…المعروف والمؤكد أن أمريكا السند القوي لإسرائيل وأن الدولة الإسرائيلية قد حققت والفلسطينيين باتوا يتوسلون للحصول على دولة أو ما يسمى بدولة فلسطين على جزء بسيط ونسبة ضئيلة من مجمل الأرض، والحكومات العربية قد طبعت مع إسرائيل بكل ما يمكن للكلمة من معنى. والشعب العراقي قدم التضحيات منذ تأسيسه للقضية الفلسطينية، وأن آخر ما قدمه العراق وشعبه الانهيار الكامل في كل مفاصله نتيجة جملة رعناء من دكتاتور تباهى ورفع صوته بأنه قادر على حرق نصف إسرائيل بالمزدوج…ولحد الآن لم أعرف هذا السلاح الفتاك الذي يحرق نصف إسرائيل وأسمه المزدوج ما هو ومن أخترعه.
العجيب ما في الأمر أن أمريكا تبيع طائرات هجومية ولا توفر مولدات للطاقة الكهربائية وهم أعرف من غيرهم حاجة الشعب العراقي الماسة للكهرباء…وهنا لابدَ لي أن أشيد بالأستاذ مهند حبيب السماوي لمقاله حول موضوع الطائرات الهجومية…وسؤاله المهم: لماذا لا تشتري الحكومة العراقية مولدات ضخمة بهذه المبالغ الضخمة عوض الطائرات التي ليس العراق بحاجة لها لا حاضراً ولا مستقبلاً…لأن الشعب العراقي ذاق ما فيه الكفاية من الحروب الداخلية والخارجية…ولا يخفى على أحد قصف الطائرات في زمن الدكتاتور للقرى الكردية ومحو 50ألف قرية من الوجود وقصف حلبجة بالكيماوي، وما جناه أهل الأهوار والجنوب ومناطق الفرات…ودول الجوار. هل أعمار العراق من خلال شراء طائرات هجومية أم هناك غاية أمريكية وراء هذه الصفقة وإن كانت قليلة…هل أنجزت الحكومة كل ما هو ضروري لكي تلتجئ لتسليح الجيش العراق بسلاج هجومي…ومن هو العدو؟
من جانب آخر…أثبت البرلمان العراقي أن السياسة الجديدة لم تتغير عن السياسة القديمة حيث أعتبر إسرائيل العدو اللدود للعراق…وأن العراق جزء لا يتجزأ من حزب الله والأحزاب الإسلامية الفلسطينية مع أن الفلسطينيين وقفوا بوجه العملية السياسية منذ الوهلة الأولى ومازالوا… دفاعاً عن شهيدهم وبطل العروبة وقائد الضرورة صدام…وأن البرلمان العراقي في صف إيران في قضاياه الاستراتيجية والمعادية للشيطان الأكبر…هنيئاً لإيران ولكل من يقف معها من شيعة وسنة. فقد خلطت الأوراق السياسية على الإنسان العراقي البسيط. أ هكذا تفهم !
كلما حدث أمرٌ ساخن وخلق البعض مشكلة كبيرة لجأ الجميع للدستور لكي يكون الفيصل، والظاهر كل طرف يفسر مواد الدستور حسب اجتهاده دون اللجوء لمجلس القضاء الأعلى والقادرين على حل رموز الدستور السحرية. وكلما اشتهى طرف معين أو أوعز لها بأمر… خالف الدستور وضربه عرض الحائط وإن كان هو من مهندسين مواد الدستور.
لهذه المقالة نتيجة وإشارة…ولابدَ لي أن أقول بعض جمل بخصوص الدكتور مثال الآلوسي بعد أن وصلتني عدد من الرسائل والطلبات من كتاب أعزاء وأصدقاء وبعد أن نشر العديد من المثقفين والأساتذة الأفاضل الكم الكبير من مقالات تدافع عن موقف مثال وتعتبر إجراء البرلمان برفعه الحصانة عن مثال الآلوسي إجراءاً غير قانوني ومخالف لمواد الدستور…ومثل هذا الإجراء على أنه نسخة من طبق الأصل عن نظام وقوانين صدام التي لا تعتمد على أسس بل حسب المشتهى والرغبة الخاصة والحالة النفسية.
جميع العراقيين وبالخصوص البرلمانيين يعرفون حق المعرفة أن مثال قد زار إسرائيل قبل أن يشكل حزب الأمة العراقية وبسبب زيارته طرده الدكتور أحمد عبد الهادي الجلبي من حزب المؤتمر الوطني العراقي…وبذات السبب طرد من الوظيفة الذي كان يشغلها مدير عام في الهيئة الوطنية لاجتثاث البعث وكان المدير العام لقسم الإعلام والثقافة…وبمسئوليته كان تأهيل البعثيين ونشر ثقافة المقابر الجماعية…ودفع ثمن وقوفه بوجه الإرهاب أثنين من أولاده.
السؤال؟ هل أن البرلمان العراقي تصرف وفق الدستور…وهل كان تصرفه تناغماً مع الأمة العربية…أو مع مواقف إيران…وهل أن سفر مثال لإسرائيل في وقته وكان تصرفه لائق بقائد سياسي لا يمتلك إلا مقعد واحد في البرلمان. هل هو بهذا المستوى من القوة السياسية وله سند داخلي وخارجي ليقوم بهذه المجازفة الخطيرة…أليس هو عارف أن إسرائيل تنتهك جميع الأعراف والقوانين الدولية بحق الفلسطينيين الأبرياء. أليس يتذكر السيد مثال الآلوسي الحروب التي شنتها إسرائيل على لبنان وحطمت بنيتها التحتية لمرات عديدة…أليس في معجم وقاموس السيد مثال أن إسرائيل مازالت قوة محتلة لأراضى عربية…وفي كل يوم تقتل وتحطم الدور على الأبرياء.
هل العراق وأوضاع الشعب الذي يفتقر لأبسط مقومات الحياة البسيطة يسمح لأن السياسي العراقي يزور دولة وضعت رغماً في الشرق الأوسط من قبل قوى استعمارية قد نال منها إنسان المنطقة الويلات…أليس في تاريخ مثال أن إسرائيل قصفت بغداد …أليس في تقويم مثال أن من زار إيران قد أعتبر جاسوساً وألقي القبض عليه من قبل القوات الأمريكية بتهمة المجموعات الخاصة وهو زميل له ويعرفه حق المعرفة.
من وجهة نظري أن السفرة لإسرائيل خطأ كبير…وليس له صلاحية أو مكانة تجعلهُ يخاطر بموقف العراق الداخلي والخارجي…وتضر بمصالح العراق في هذه الظروف الحرجة. وإن كان موقف البرلمان يخالف الدستور حسب آراء أصحاب المعرفة القانونية، لكن هناك مصالح عراقية كبرى يجب أن تتعرض للخطر من قبل عضو في البرلمان العراقي. وإذا كان مثال يعرف أن هناك سياسيين آخرين قد زاروا إسرائيل فيجب عليه بيان ذلك ولا يسكت عن هذا الأمر. الحكومة هي وحدها التي تقدر متى تزور هذه الدولة وتلك…والعراق ليس في موقف اجتماعي ولا صحي ولا سياسي ولا…ولا..ولا…يسمح أن نضع مصلحة وسمعة السياسة العراقية بسبب تصرف غير مسؤول. وبالتالي على القضاء العراقي أن يكون الحكم والفيصل. لكن تصرفات البعض في البرلمان العراقي غير مقبولة وهي تصرفات غير ديمقراطية.
وأطرح السؤال الأخير…هل تصرف الآلوسي حسب رؤيا شخصية، أم أنه تحرك حسب توجهات ورؤى خاصة وخارجية. أم أنه رأى أن تصرفه نشاز وقد حصل من سفرته الأولى أصوات كثيرة…فعليه أن زيارته الثانية يجعله في مكان أعلى ونحن نقترب من انتخابات مجالس المحافظات. مثال جازف…وعليه أن يحصد ثمن مجازفته…وأسأل جميع الذين خطوا بأقلامهم التأييد لمثال أنهم قد وقعوا في مطب لا يمكنهم الخروج منه…وكانوا على عجالة من أمرهم وموقفهم. لأن البرلماني مطلع على جميع الأسرار فهو ليس ملك نفسه كما أشار البعض أن الدستور العراقي لا يمنع مواطن من زيارة أو السفر لإسرائيل…وهل أطلعوا على النظام الداخلي للبرلمان العراقي…بحيث يسمح للبرلماني أن يزور أي دولة بدون علم الجهات المسؤولة. هل مثال خالف القوانين والنظم والآداب…أم أن تصويت البرلمان بهذا الكم يعد مخالفاً للدستور والنظام الداخلي…أم جميع النواب لديهم عداء خاص مع مثال الآلوسي…أم أن جميع أعضاء البرلمان مؤيدين لإيران كما أشار مثال…ومن أيده من كتاب ومثقفين.
أخيراً…وقد أكون مخطأ…الطرفين تسرعا في الحكم…مثال سفرته في غير محله…والبرلمان رفعه للحصانة عن مثال متسرع…ولهذا الموضوع آراء… أحترم جميع الآراء التي طرحت…فنحن في طور التعلم.
المخلص
عباس النوري
18/09/08