La roué، العجلة ، The wheel،
مسرحيّة قصيرة جدّا
تأليف : محمد فطومي
الشّخصيّات:
أربعة إخوة تتراوح أعمارهم بين الثلاثين و الأربعين. يردون في الحوار بصفة ترتيبهم العمريّ.
يتشارك الإخوة ملكيّة عربة خشبيّة ذات ثلاث عجلات، يتناوبون بيع الخضر عليها، و كلّ يعمل لحسابه الخاص.
المشهد العامّ:
عبارة عن مستودع في ركن منه تكوّمت أغراض قديمة، و صناديق خضر فارغة. أرضية المستودع مهملة عليها آثار خضر داستها الأقدام. يفضي المستودع إلى أربع غرف معدّة للنّوم.
الإضاءة تشمل كلّ الفضاء.
**********
وجه أوّل:
يظهر الأخ الأصغر مرهقا و هو يدفع العربة، معتمدا فقط على عجلتيها الخلفيّتين. على متن العربة عجلتها الأمامية معطوبة.
يخرج الإخوة تباعا من غرفهم،أحدهم يمسك بقطعة خبز،الآخر في يده قارورة حليب صغيرة أمّا الأخير فيقشّر عباد الشّمس و ينفثها في الهواء بفضاضة.
في دهشة و إحباط يتحلّقون بالأخ الأصغر لاستطلاع أمر العجلة الأماميّة.
الأخ الأكبر و هو يبصق القشور:
– ما بها؟
الأخ الأصغر و هو يلهث:
– كما ترى..انقسمت نصفين.
الثاني رافعا كتفيه:
– تُصلحها حالا.
الأصغر:
– كلّنا نستعمل العربة، بالتالي كلّنا مسؤولون بالتّساوي عما يطرأ عليها..ما حدث أنّ العطل وقع في دوري عن طريق الصّدفة..كان من الممكن أن يحدث معك أو معه…
الثالث يلقي قارورة الحليب بغيظ:
– لا تجعلني أفقد أعصابي، بالأمس كانت في حالة جيّدة..يجب أن تصلح ما أفسدته و الآن..
الأصغر:
– لم لا تصلحها أنت؟ ألست تحمل عليها ما أحمله عليها أنا بالضّبط.
الأكبر:
– نقتسم التّكاليف..ما رأيكم؟
الثاني:
– كيف أدفع و أنا لا ذنب لي؟
الأكبر كأنّه لم يسمع ردّ أخيه:
– ما ردّكم؟
الثالث:
– ليس معي نقود..أصلحوها أنتم مادمتم مقتنعين.
الأخ الأصغر:
– أساهم بالنّصف و أنتم تقتسمون النصف..ما رأيكم؟
يفكّرون.
الثالث:
– لا دخل لي بكم..غدا دوري و أريد العربة كما أعرفها.
يحتد النّقاش بينهم فتراهم يصرخون في وجوه بعضهم البعض في آن واحد، فيستحيل حوارهم غوغاء عالية غير مفهومة.
وجه ثان و أخير:
الفضاء العام لا يتغيّر.
تقتصر إضاءة جانبيّة على الزاوية حيث يركن الإخوة العربة. فيما يسبح بقيّة الرّكح في العتمة.
يظهر الثالث في المستودع حيث العربة و هو يركّب عجلة جديدة. ينتهي من تركيبها، يحمّلها بعض الصّناديق ثمّ ينصرف بها.
يلبث الرّكح هامدا برهة، بعدها يخرج الأخ الأكبر من حجرته يتثاءب، يحكّ بطنه، يلوي عنقه و يقوم بحركات بيديه كي يطرد النّوم، ثمّ ينهمك في قراءة ورقة الأدوار الملصقة على الجدار مستعينا بسبّابته.
يعود إذاك الأخ الثالث إلى المستودع و هو يدفع العربة، يلقي على أخيه التحية برأسه، يركن العربة، يفرغها من محتوياتها ثمّ يخلع العجلة الأمامية و يغادر إلى غرفته. في تلك اللحظة يعترضه أخوه الأكبر قادما من حجرته و بيده عجلته الأماميّة..
يضاء بقيّة الرّكح ليكشف عن ثلاث عجلات معلّقة بمسامير على أبواب الغرف.
ستار.