استقالة؟؟ أم عودة؟؟
أحمد الحسين
ذات استياء، لم أجد نفسي قرب نفسي
لم أتكلم كثيراً مع نفسي
كما يحدث عادة
كلما ذهبت ولم أجد.. أي شيء!!
قررت أن أصمت
فقد مللت من نفسي
كما وربما
هي ملت
لم أجد أحداً يشدني
لا إلى القاع
ولا إلى السماء
كنت نفسي
وحدي
أشدهما
لتشداني..
ذات اشتياق
لم أجد أيضا..
كانوا لم يكونوا..
في الانتظار!!
كنت وحدي
ذات انتظار
أراقب الغمام
وأستمع لهديل حمامة
استعششت عشاً قريباً من حمامي
تطل على عورتي كل يوم
على ما أفعل سرقة
واختلاساً
تسليني
وتعاتبني
بهديلها
طرقت النافذة لأخيفها
لم تخف مني
رفرفت جالسة
هنا وطني
ذكرتني بموطني
فقدته صغيراً
أشتاقه كبيراً
لا أشعره الآن
هي
وطني
لكنها
ليست
كالوطن
الوطن
هو من يحتويني
هو من يحسن ظنه
في سوء ظني
هو من يعانقني
وأنا بحضن امرأة غيره
الوطن
أمور اعتيادية
تصير جزءاً من مد الحياة
تتناوب على التواتر
وعلى التراخي
الوطن
أبحث عنه
لا تسيئي الظن
فقد اعتقدته هناك وهنا وهنا
لكنني لم أجده
إلا
بوطن واحد
ما زال يناديني
ما زلت أؤذيه
وما زال يصالحني
ما زال يؤذيني
وما زلت أصالحه
هو الوطن
أم هي الوطن
سرد
وسرد
وجدل
أي الوطنين وطن
وطن لا تشعر به
إلا بعمقك التاريخي
أم وطن لا يتمسك بك
إلا بتمسكك به
أي الأوطان أنا
منفى لوطن بعيد
أم وطن لمنفى جديد
سئمت
من أوطان لا تخلدني
ومن قصص تكررت
في أجنحة نرجس ميت
وسنابل فضية
خافت من الغلاء
وطن
بلا تعريف
أم الوطن
بـ الـ التعريف
هذه قلادة سلام
معفية من التعريف
لم تنشأ من الذاكرة
وسائد الحجر
ولا أسرة المعاني
إلا في طيات نفسي
قلم
وحجر
اتهمني صديق ذات يوم
بأني أطيل بالسرد
وهل في الكون كلمات
تناسب الوطن
بلا سرد؟
كنت أراه وطناً
كنت أراها وطناً
كنت أرى في كل حضن
شيئاً من الوطن
وأنا وحدي
ولست وحدي
وآه من وحدي
أخاف وحدي
حين تهرب مني
دقائق وطن
وحين تتغرب عني
أنشودة
في خفايا الغربة
كلمات تنتشي سباقاً
لا تهتدي فيه
في هنا
شيء ما
لا يتواجد هنا
كما يجب
ولا يجب على نفسي
كما أرى
إلا التعب
ولا يستبق شيئاً
من عبثيات لاجئ
لا مداهمة
ولا استباق
فأنا
ككل شخص
بعيد عن نفسه
متعب
حتى المنفى…
احمد الحسين
كاتب فلسطيني مقيم بالسعودية