عـبـاس حويجي
جــــــــــــــوع وقــطــط
وإذا الــجــوع يــعــوي ،
نــدجـــــنـــه كـا لـقــطـط
وإذا لـقــمــة هـربــت مـن يـديـــــــــــك
نـتا بـعــهـــــا كـالــقــطـط
وإذا الــخـبــز عــاد الـى نـفـســه ،
فـتـبـرً أ مـن صــحن ســـافـل ،
ومــلاعــق مـكـبـوتــة كـالـقــطـط
وإذا مـا تـحـدَر دمــع الـسـكــاكـين
نـشـطـفـها بـلـعـاب الـهـمـوم ،
ونـلـعـقـهــا كـالــقـطـط
وإذا طـوحــت بالـكـمـنـجــة ريـح الـغـريـب
نـعــد أصــابـعـنـا ، ونـعـزي الـجــمــال الـمـهـان
الـجـمـال الـمـعـد إلـى حــتـفــه كــالـقــطـط
وإذا كـان لـلـجــوع أطــروحـة
سـنــتــوج ورد الــقـمــــــــــامـة ،
ورد الــسـراويــل ،
حـتى نــشــيخ ،
ويــولــد فـي الـحــرب جــيــل الـقــطـط
أيـلول/2001
***********
عباس الحويجي
خــــــــــرقـة الـصــــــــــــوفي
خــرقة مـن هذه التي تلـبس أيـُـهـا الـفتى ؟
الحــلاج صـُلـبَ من دون ملابـس ،
والنـفـًري غاب في أعالي الشرق ،
البســطامي كـُفن في خـرقـتـه ،
وبشر الحافي لم يملك يوما نعال خوص ،
الجـنـيد قـضى بين أحزان الفـقـراء
و ابن أدهم تاه في حب الله ،
ولم يوتـِّر قوسه الا عند الموت .
والرفاعي شيخ المنقطعين ، ترك سرّه في البطائح .
لم يورث احد منهم خرقة صوف ،
أو عمامة ، أو روث معزى هزيلة .
ذهـبـوا كـالـعـيـّارين .
فخرقة من هذه أيـها الفتى ؟
وجهك شاحب كالـفجر ،
وفمك مختوم كبرعم صغير ،
عرق جبهتك المحفورة يبلسم الارض ،
عودك يتطاول بفقر نبيل ،
فقر كريم آمن .
خبزك جاف وملحك ابيض،
كأنها مائدة الله ،
تلك التي تجعلك من دون جوع
سبعة أيام من التوكل .
حبل العمل يشم ظهرك ،
وحطبك زكي الريح
محرابك يحيطك بجناحيه ،
مأنوس بلا أنس
مستوحش بلا وحشة
عاشق بلا محبة
يتيم بآلاف الآباء
الذين يمرون زرافاة ووحدانا
لتقبيل هذه النعمة القريبة من الله
أكل هذا أورثوك إياه ،
وأنت ما تزال طريّ العود ؟
أنا صاحبتهم طويلا في الكتب ،
ولم يورثني أحد منهم بيت شعر .
لا حـــــاجة لشـــيء
تـذكـِّرنـي بالوقـتِ أيـّهـا العزيز ،
مـا حاجـتـي إلى الـوقـت !
الشمـس الـدوارة دلـيلي .
تـذكـِّرني بالظـلّ أيـّهـا العزيز ،
مـا حاجـتي إلى الـظـلّ !
كـفـّي المفتوحة مـظـلـّتي .
تـذكـّرني بالـمطر أيـّهـا العزيز ،
ما حاجـتي إلى المطر !
ودموعي ترطـّب وجـنتي .
تـذكـّرني بالطبّ أيـّهـا العزيز ،
ما حـاجـتي إلى الطـبيب !
الأعشاب تـمـْلآ حديقـتي .
تـذكـّرني بالصلاة أيـّهـا العزيز ،
ما حـاجـتي إلى الصلاة !
الأيـمان يـُصـوّب جـناحـيّ .
تـذكـّرني بالنوم أيـّهـا الـعزيز ،
ما حاجتي إلى النـوم !
واللـيل يـسـكـنني .
تـذكـّرني بالـدار أيـّها العزيز ،
ما حاجـتي إلى الـدار !
الـعالم الفـسيح بيـتي .
ما حاجتي الى ا لـكلام أيـّها العزيز ،
ما حاجتي إلى الكتاب !
ما حاجتي إلى السلام !
ما حاجتي إلى الـغِنـاء !
ما حاجتي إلى الـتأمّـل !
ما حاجتي إلى الـفـرح !
ما حاجتي إلى الـحبّ ! إلى الـنضال ! إلى الطبيعة ! إلى الـفن !
إلى الـكمال ! إلى الخـلود ! إلى الصبر ! إلى الحكمة ! إلى الـسلاح !
إلى الـتأريخ ! إلى الـمال ! إلى الـعزاء ! إلى الوداع !
إلى……. إلى ……. إلى …… إلى ……. إلى ….. إلى …..
بل مـا حـاجـتي إلـيّ !!
/////////////////////////////////////////////////
صوت ضائع
القدر يبتعد
لن أتبعه بالطبع ،
حظي ليس معه ،
كذلك صوتي الذي أضعته منذ خيبات مضت .
قلت : كيف يرضى بإقتناء صوت مغضوب عليه .
قلت : ربما يصقل بحته ،
يحك صدأ السكوت عن نواجذه ،
يصعقه ببيت شعر مفخخ ،
يخطفه ويدعكه بالرعب ،
يمرنه على الجوع والخوار ،
ويستبدل باحشائه المنخورة
أخرى معفاة من الضرائب ،
يحقنه بتقوى الكلام ،
ويوزعه على المنابر.
لكن في النهاية…
هل يكون هو نفسه صوتي ،
ذلك الذي أضعته منذ خيبات مضت
///////////////////////////////////////////////////
غيابة الجب
الجبُ سكينــــة والفكرة البكر ،
الجب بيت المجد . والغبار .
للاسف لم يرمني به أحد فهي وحدها منطادي
من مصر الى الشام الاليف .
أنتظر كل يوم
بلا أخوة يكرهونني
بلا نبوة أحسد عليها قدم ثقيلة
بلا جمال يشتهى قد مك ثقيلة
أنتظر عِير المغامرين ، قدمك عنف متزن
والذباحين ،والزنائين ، قدمك باب
أنتظر عِير المنجمين ، خلعته أعين البصاصين
والقصاصين ،والمؤولين ، قدمك تمثال
أنتظر حتى ريح الرمل خانته الازاميل .
كي تقذفني في الجب قدمك ثقيله
لانني لو رميت نفسي قدمك شتائم بلا لثام ،
لما اكتملت نبوءة في كتاب . وشايات مدجنة ،
صرخات كونكريتية ،
ودمامات بلا عزاء .
قدمك ثقيلة
سقوط إرفعها قليلا
أسقط كليمونة ممصوصة واعطني يدك
أسقط كفكرة تلك التي لن اصافحها أبداً .
لما تكتمل بعد
أسقط كغبار
على راحة شرشف
هجرته الاجساد
أسقط هنا وهناك
دون توقف ،
ليس ثمة كابوس حتى أفز ،
ليس ثمة أرض حتى أرتطم ،
ليس ثمة يدين حتى أستنجد .
لكنني وانا أسقط
ألقف الليمونة الممصوصة ،
صوت ضائع
القدر يبتعد
لن أتبعه بالطبع ،
حظي ليس معه ،
كذلك صوتي الذي أضعته منذ خيبات مضت .
قلت : كيف يرضى بإقتناء صوت مغضوب عليه .
قلت : ربما يصقل بحته ،
يحك صدأ السكوت عن نواجذه ،
يصعقه ببيت شعر مفخخ ،
يخطفه ويدعكه بالرعب ،
يمرنه على الجوع والخوار ،
ويستبدل احشاؤه المنخورة
بأخرى معفاة من الضرائب ،
يحقنه بتقوى الكلام ،
ويوزعه على المنابر.
لكن في النهاية…
هل يكون هو نفسه صوتي ،
ذلك الذي أضعته منذ خيبات مضت .
/////////////////////////////
لـُعـبـة ُ صـيـْف
عـباس حـويـجي
إنـّهُ الـصـَيـْف ،
نـلـعـبُ ونـنـط ّ ،
نـخـتـَبـِيءُ خـلـْفَ الأجـَمـات ،
نـتـَسـلـّـقُ مخـدّاتٍ صـُفـْر ٍ ،
نـَحـفـرُ هـنا وهـناك ،
مـَصـائدَ لـِمـَسـرّاتٍ غـائـبـة
وفـِخـاخَ لرغائبٍ مـُعـتـلـّة
(لا عشـْبٌ يـهـْمـس ،
لا مـَوْجٌ يشـْخـَط ،
سـوى الـسجاجيد المـتـآكـِلة )
إنـّهُ الـصـَيـْف .
نـقـفـِزُ ونـرْتـَمـي على الـشـواطيء :
شـواطيء زُرْق ٍ مـُخـْضـرّة ،
عـاريـةٍ من غـيـر ريـح .
شـواطيء مـرسـومـة على جـدران الـغـُرَف ،
الـغـُرَف المـُعـْتـمة ،
حـتى يـَنـِزّ الـدمُ ّ من الـجـِبـاه !
*****
////////////////////////////
مـاعـندي وعـنـدكِ
عـنـدَك ِ الـنار ،
وعـنـدي حـطـَب ُ الأزمـِنـة 0
عـنـدكِ قـهـْقـَهـَة ُ الصـواري ،
وعـنـدي نـواحُ الـريـح 0
عـنـدَكِ مـا يـبـْذلـُه ُ الـنـّهـار ،
وعـندي مـا يـسـلـبـُهُ الـلـّيـْل 0
عـنـدَك ِ خـجـَلُ الـنارِنـْج ،
وعـنـدي عـناد ُ الـسـفرْجـَل 0
عـنـدَك ِ سـواحـل ُ الـتـَرَف ،
وعـنـدي خـانـات الـتـشـرّد 0
عـنـدَك ِ تـِحـَف ُ الأنـاجـيـل ،
وعـنـدي ألَـمُ الـصـَلـيـب 0
عـنـدَك ِ مـُعـْجـِزة ُ الـوَرْد ،
وعـنـدي مـَذبـَحـَة ُ الـعـَوْسـَج 0
عـنـدَك ِ أزامـيـلُ الـدهـْشـَة ،
وعـنـدي خـواء ُ الـحَجـَـر 0
عـنـدَك ِ فـخـّارُ الـكلام ،
وعـنـدي طـينُ الـسكوُت 0
عـنـدك ِ رتـاج ُ الآسـْرار ،
وعـنـدي مـفاتـيـحُ الـفـضـيـحـة 0
عـنـدك ِ خـنـوع ُ الـبـُكاء ،
وعـندي صـلافـَة ُ الـدمـوع 0
عـنـدك ِمـَكـْر ُ الـصـيـّاد ،
وعـنـدي وصـايا الـفـريسـة 0
عـنـدكِ مـرايـا لارا
وعـنـدي خـيـْبـَة ُ ( الـبـَيـاتـي ) 0
فـلـماذا تـشـْهـَقـِيـنَ إذن ؟
إذا أضـفـْت ُ مـاعـنـدي إلى مـاعـنـدَك 0
*********
///////////////////////////////
مـنـفيــون
عـباس حـويجي
ثـكـلتكم أمـهاتكم .
أنتم الذيـن حرثـتم قلوبـهن بالأيدي والأرجل
بـفزاعات الـمنـافي ،
ومـعاطن الحـزن ،
بمـهامـيز السياسة ،
وصـديـد الكـلمات .
كـل يبحث عن يوتوبياه
بأرواح لم تنـقه بعد من الـثأر
ونفوس لم تتوقـف عن التسرب
وقلوب منـفوخة كبالون .
وحـدها أجسـادكم خارج المعـركة
تلك التي تعرفـها أمهـاتكم
قـبل الثكل وبـعده
قبل الموت وبعـده
بأكفان أو بدونها
بقـبور من دون شـواهد
من دون دعاء أو خـفـقة ماء ,
بالـمدن الغـريـبة
انسكبتم بـقوارير جديـدة ،
رمـلكم أجـمـل من الصـحراء ،
ونظـركم أبـعد من الأفـق ،
وصـراخكم أعـدل من الـنامـوس ,
لـكن يـوما ما ستفكرون :
أكـل هـذا الـمداد الذي صـبغـتم به وجه المنـفى ؟
والـعذابات المـرتبة كـديكور ؟
والمخاوف المـرقطة كجـلد فهد ؟
ومباذل الحب الصغيرة الطازجة ؟
هل تطـفئ لوعـة أم ؟ ؟
************