“ما أجملَ الرّبيعَ.. وما أقصرَهُ!”
(حكمةُ البُستاني)

الشاعر الفقيد وديع العبيدي

أنا حكْمةُ البُستاني
سائسُ الزهورِ البَريّة
وفارسُ خيلِ الرّيح
أقودُ العَصافيرَ إلى وُكناتِها
وأمشّطُ شعرَ الصّباح
بأناملَ من بلّور،
مغتسِلاً..
بدمُوعِ الوَردة.
*
اللّحظةُ.. زقزقةُ عِصفور
السّاعاتُ.. قطاراتُ أزمِنةٍ تترنّح
الليلةُ.. عشيرةُ امرِئ القيس
النهارُ شئ كمثله..
الجَّمالُ.. براءةٌ غيرُ محتمَلة!.
*
أنا.. حكْمةُ البُستاني
أيقظتني الطّبيعةُ
وجبيني مغسولٌ باللُجين
بين يديّ وشاحٌ من نور
وحواليّ.. حروفٌ لا تكتمل!.
*
أنا..
نسمَة تغني بِصَمتٍ
وَقرنفلٌ سَاجد
فرَاشة بَيضاء
في حدائقِ سَافو السّرّية
متلهّفة..
لطفلة لم تلدْها!.
*
آهِ.. ما أجملَ الزهور
في Little Venice
ذاتُ ظهيرةٍ في ماي
آهِ. ما أقصرَ الرّبيع
والضحكاتُ..
يعجنُها الارتباك.
*
الانتظارُ.. مِهنَةُ البُستاني
العجلةُ وظيفةُ الزّمن
الارتباكُ.. طبيعَة الزّهرة
الفقدانُ.. حكمَةُ الوجود
النسيانُ.. هِبَة الطّبيعة
العصيّة المَنال..
*
أنا حكمَةُُ البُستاني
أعتذرُ للزهور
من رهقِ الأنسِجة
وارتجافِ الأنامل
وعيوني الحائلةِ للابيضاض.
*
يشعرُ الرّبيعُ بِالخَجل..
وتسكنهُ الغُربَة
لذلك ترتبكُ أنامِلُه
وهو ينثرُ الزّهورَ
وتعثرُ قدمُه
منحِدراً في الهَاوية.
*
الذين يبحثونَ عن الجّمال
عليهُمْ اكتشافُ الوَرد
الذين يبحثونَ عن الوَرد
عليهُمْ انتظارُ الرّبيع
الذين ينتظرونَ الرّبيع
عليهُمْ تسويةُ الأرْض
وتبييضُ الأعيُن
من أجلِ قدمِهِ العَرْجاء
وغربتِهِ المُستديمة.
*
ملاحظة.. لِمنْ يعنيهِ الأمر:
“الرّبيعُ لا يكرّرُ نفسَهُ!”.
*
“رفعت الأقلام، وجفت الصحف!”
*
خميس كلبرن
السابع من يونيو 2007
لندن