موجز تاريخ العراق القديم
بقلم د. عبد العزيز حميد صالح
أولاً: عصر فجر السلالات
ثانياً: الحكم الأكدي
ثالثاً: الحكم السومري
رابعاً: العصر البابلي القديم
خامساً: العصر البابلي الوسيط
سادساً: العهد البابلي الحديث
سابعاً: إنجازات العراق القديمة
بدأ عصر الزراعة في بلاد الرافدين, وهو أول عهد للإنسان بتعلم الزراعة, بحدود سنة 9000 قبل الميلاد وتطور حوالي سنة 5500 ق.م. في قرية (جرمو) في شمالي العراق في أواسط العصر الحجري الحديث. ومن البديهي أن تكون الزراعة عصرئذ محدودة وعلى نطاق ضيق جدا.
فجر الحضارة في العراق
بدأ فجر الحضارة في العراق بحدود سنة 5000 قبل الميلاد وانتهى بالحقبة الزمنية التي ابتدع فيها الإنسان العراقي الكتابة لأول مرة في تاريخ الإنسانية في الربع الأخير من الألف الرابع قبل الميلاد. وإن نشوء الحضارة الناضجة في بلاد الرافدين قد سار بخطوات ثابتة وعلى مراحل وبأطوار متعاقبة. عرفت تلك الأطوار في العراق للمختصين المحدثين بأسماء المدن والقرى والمواقع التي ظهرت فيها لأول مرة, ومدن الطور الأقدم هي: (حسونة) ثم (سامراء) و (حلف) و (العبيد) و (الوركاء) و أخيرا (جمدة نصر).
لقد شهد العراق خلال هذه الأطوار اتساع الزراعة و بداية الحياة الحضرية و نشوء أولى المدن. وعرف بناة الحضارة أيضا فن التعدين وابتدعوا دولاب الخزاف وصنعوا الآجر المفخور والعربة ذات العجلة وكذلك المحراث فضلا عن السفن الشراعية. وعرف في أوائل تلك الأطوار أيضا فن النحت, وظهرت كذلك المباني العامة كالمعابد حيث كثرت وازدادت أهميتها منذ طور (العبيد). وعرف طور الوركاء (3500 ق.م.) بالعهد الشبيه بالكتابي, ومن المعروف أن الكتابة قد أرسيت قواعدها تماما خلال الطور الذي أعقبه وهو (جمدة نصر) في حدود سنة 3000 ق.م.
أولاً: عصر فجر السلالات
ثم بدأ عصر فجر السلالات في العراق في حوالي سنة 2800 ق .م. واستمر لمدة ستة قرون والذي يعرف أيضا بالعصر السومري القديم أو بعصر دويلات المدن حيث لم تتوحد البلاد بعد تحت مملكة كبيرة واحدة. ويقسم العلماء هذه الحقبة الزمنية من تاريخ العراق إلى ثلاثة عصور هي على التوالي:
فجر السلالات الأول ( 2800 –2700 ق.م.)
فجر السلالات الثاني (2700 02600 ق.م.)
فجر السلالات الثالث (2600 – 2400 ق.م.)
من الأمور المتفق عليها بين غالبية العلماء المختصين في العصر الحاضر أن السومريين هم سكان العراق الأصليون، وأنهم الذين كانوا يعرفون بأصحاب حضارة العبيد في وسط وجنوب العراق وكانت أراضيهم تمتد جنوبا إلى جزيرة دلمون (البحرين) في العصر الحاضر قبل أن ترتفع مناسيب الخليج العربي ليصل إلى حدوده الحالية.
ولغة السومريين, وهم أصحاب أقدم حضارة أصيلة متطوّرة في العالم, من اللغات التي تعرف بالملتصقة Agglutinative. من خصائص الإلصاق فيها أنه كثيرا ما يدمج مفردتينن لتصبحا كلمة واحدة يستند معناها إلى معاني الكلمات الداخلة في تركيبها, مثل (لوكال) أي الملك المكونة من (لو) أي الرجل و (كال) أي العظيم, و (إي-كال) تعني القصر أو الهيكل مكونة من كلمة (إي) وهي البيت و(كال) العظيم. ثم أن الجمل فيها تتألف أيضا بطريقة إلصاق الضمائر والأدوات إلى جذر الفعل بحيث يصير الجميع كلمة واحدة.
لقد قسم علماء الآثار عصر فجر السلالات إلى ثلاثة أطوار: الأول ( 2800 –2700 ق.م.) والثاني (2700 02600 ق.م.) والثالث
(2600 – 2400 ق.م.). إن لكل من هذه الأطوار الثلاثة خصائصها المميزة. ومع ذلك يمكن القول عموما بأن فن العمارة قد قطع شأوا بعيدا في هذا العصر وبخاصة في بناء القصور والمعابد فظهرت العقود لأول مرة في البناء وكذلك القبوات كوسيلة في التسقيف. وتقدم فن التعدين وسبك المعادن, وقطع فن النحت شأوا بعيدا من التقدم.
لقد نضجت الكتابة وانتشر استعمالها في العصر السومري فدونت بها في عصر فجر السلالات السجلات الرسمية وأعمال الملوك والأمراء وعلاقتهم بغيرهم من الحكام. وكذلك شؤون الناس العامة كالمعاملات التجارية والأحوال الشخصية والمراسلات والآداب والأساطير فضلا عن الشؤون الدينية والعبادات.
ثانياً: الحكم الأكدي
انتهى عهد فجر السلالات بقيام سرجون الأكدي (2371-2316 ق.م.) بتوحيد العراق في مملكة واحدة. كان سرجون من الأكديين وهم فرع من الأقوام التي نزحت من الوطن الأم شبه جزيرة العرب إلى العراق ربما في أوائل الألف الثالث قبل الميلاد أو قبل ذلك بقليل. وليس من المستبعد أن الأكديين قد عاشوا جنبا إلى جنب مع السومريين منذ أقدم العصور وعرف القسم الأوسط والجنوبي من العراق منذ ذلك الزمن باسم بلاد (سومر وأكد).
”
خلال فترة حكمه التي دامت خمسة وخمسين عاما أدخل مؤسس الأسرة الأكدية الملك سرجون الكثير من الإصلاحات على نظام الحكم والجيش، وتطور في عهده فن العمارة
”
حكم مؤسس السلالة الأكدية سرجون خمسة وخمسين عاما أدخل خلالها الكثير من الإصلاحات على نظام الحكم والجيش بما في ذلك تطوير أساليب الحرب والسلاح. وكذلك حصل تقدم عظيم في العمارة والفنون بعامة التي تميزت في العصر الأكدي بالقوة والحيوية والحركة. ويعد (نرام – سين) أقوى ملوك السلالة لأاكدية الذي حكم زهاء أربعين عاما.
عّم الاضطراب في المملكة أواخر العهد الأكدي, فقد حكم بعد نرام – سين ملوك ضعاف مما شجع الأقوام الجبلية وهم الكوتيون, الذين عرفوا في النصوص المسمارية القديمة بأعداء الآلهة, على غزو بلاد (سومر وأكد). إن حكمهم الذي دام حوالي مائة سنة كان عهدا مظلما كادت أن تنقطع فيه عنا أخبار العراق القديم. وقد عوض عن ذلك ازدهار الحضارة في جنوبي العراق وبخاصة في مدينة (لكش) وما يجاورها. وقد اشتهر من بين الأمراء السومريين في أواخر هذا العهد أمير أو ملك اسمه (جودية) الذي عرف بتماثيله الكثيرة التي وصلتنا والذي عمل على إحياء الآداب السومرية وتشييد العديد من المعابد الفخمة.
ثالثاً: الحكم السومري
ثارت على الكوتيين مدينة (الوركاء) بقيادة أميرها السومري (أوتو –حيكال) الذي لقّب نفسه بملك (سومر وأكد) وأهاب بأهل البلاد لحرب الطغاة الأجانب, فالتّفت حوله المدن وتمكن من القضاء على جموع الكوتيين الكبيرة وخلص البلاد منهم.
مدينة أور
انتقل الحكم السومري بعد ذلك إلى مدينة (أور) وتكونت فيها سلالة عرفت بسلالة (أور الثالثة) أسسها الملك (أور- نمو) الذي تعد أيامه من عهود العراق المجيدة وآخر عهد في حياة السومريين السياسية (2113-2006ق.م.). لقد استطاع ملوك هذه السلالة الخمسة أن يعيدوا إنشاء إمبراطورية واسعة على غرار لإامبراطورية الأكدية شملت جزءا كبيرا من أقاليم الشرق الأدنى. وانتشرت مع التجارة والفتوح حضارة العراق القديم تماما كما كان عليه الحال في العصر الأكدي. لقد اشتهر ملوك هذه السلالة بأعمالهم العمرانية الفذّة وامتازت دولتهم بالتنظيم وحسن الإدارة في الداخل والخارج وأصبحت العاصمة (أور) في زمنهم قبلة الشرق القديم ليس من النواحي العمرانية والفنية والاقتصادية فحسب بل إنهم سنّوا الشرائع بحسب العرف الاجتماعي و وحّدوا الشؤون القضائية في البلاد.
رابعاً: العصر البابلي القديم
وفي أوائل الألف الثاني قبل الميلاد قامت في العراق أسرة حاكمة جديدة عرفت بسلالة بابل الأولى (1894 – 1595ق.م.) اشتهرت بملكها السادس حمورابي (1728 – 1686ق.م.) الذي جمعت في شخصه خصالا فذة جعلت منه القائد والسياسي والمصلح والمشرع فاستطاع بهذه الخصال أن يوحّد البلاد. ثم وقعت حرب ضروس بينه وبين الدخلاء العيلاميين أظهر خلالها حمورابي من حسن التدبير والحزم ما مكّنه من تمزيق جموعهم شر ممزق. ومدّ فتوحه بعد ذلك إلى شمالي بلاد الرافدين وإلى جهات الهلال الخصيب الأخرى. ومن أعماله المهمة سنّ شريعة واحدة تسري أحكامها في جميع أنحاء المملكة عرفت بقانون حمورابي التي تعد من أولى الشرائع المتكاملة في العالم حيث تجمع بين القانونين المدني والعقوبات فضلا عن الأحوال الشخصية.
إن أهم ما تمّيز به العصر البابلي القديم اتساع المدن وكثرتها, كما حدث تطوّر مهم في العلوم والمعارف البشرية حيث انتقلت من أطوارها العملية إلى طور التدوين والبحث بحيث يصح أن نعد بداية ظهور العلوم البشرية الحقة كانت في هذا العصر. ليس هذا فحسب بل إن الحضارة من بلاد الرافدين قد أخذت طريقها في العصر البابلي القديم إلى جميع أنحاء المشرق وإلى أطراف العالم القصية.
خامساً: العصر البابلي الوسيط
ولقد غزت العراق في أواخر العصر البابلي القديم أقوام جاءت من الشرق أو من الشمال الشرقي عرفوا بالكشيين. أسسوا سلالة حاكمة جديدة دام حكمها زهاء خمسة قرون. وقد عرف هذا العهد بالعصر البابلي الوسيط الذي يعد من العصور المظلمة في العراق. لم يخلف لنا الكشيون وثائق أو سجلات تاريخية بلغتهم الأصلية وإنما استعملوا لغة بلاد بابل. ويبدو أنهم قد تخلّوا عن ديانتهم التي كانوا عليها ليعتنقوا الديانة البابلية. وقد أسسوا في منتصف عهدهم عاصمة جديدة قرب بغداد الحالية عرفت باسم (دور- كوريكالزو) أي مدينة الملك الكشي كوريكالزو.
الأشوريون
”
أقام الآشوريون مملكتهم في شمالي العراق، ونازعوا الكشيين زعامة البلاد السياسية
”
وصادف قيام السلالة الكشّية نمو المملكة الآشورية في القسم الشمالي من العراق. فبدؤوا ينازعون الكشيين زعامة البلاد السياسية. والآشوريون فرع من الأقوام الجزرية التي هاجرت في الأصل من شبه جزيرة العرب. وهناك نظرية أخرى مفادها أنهم جاؤا من جنوب العراق من أرض بابل وحلّوا في شمالي بلاد الرافدين في زمن لعله في العهد الأكدي ومما يدعم ذلك أنهم يتكلمون بلهجة من اللهجات البابلية. ويرى غالبية المختصين أن اسمهم مشتق من اسم معبودهم الإله (آشور).
يمكن وضع تاريخ الآشوريين في ثلاثة عهود: القديم والوسيط والحديث.
العهد الآشوري القديم
وتدخل فيه حقب طويلة لاسيما إذا أدمجنا فيه عصور ما قبل التاريخ. لقد بدأ الآشوريون في هذا العهد ببناء مملكة قوية موحدة مستقلة, ظهر منهم ملوك أقوياء مثل (إيلو – شوما) الذي عاصر مؤسس سلالة بابل الأولى وكذلك شمشي أدد الأول (1814 – 1782 ق.م.) الذي بلغت المملكة في زمنه من القوة ما مكّنها من فرض سلطانها على القسم الشمالي من بلاد بابل.
ودأب الآشوريون على تنمية كيانهم السياسي, تعرضوا فيه إلى سلسلة من الامتحانات والمصاعب بسبب ضغط الدول والأقوام التي كانت تجاورهم, خرجوا من كل ذلك أشداء أقوياء إذ خلقت منهم قوة عسكرية رهيبة فرضت سلطانها على شعوب العالم القديم لعدة قرون تلت. ويعد شلمنصر الأول (1266 – 1243ق.م.) من أعظم ملوك هذا العهد سيما في حقل التوسع والفتوح الخارجية بعد أن توطدت شؤون المملكة الداخلية في عهده.
ولقد تدهورت الأوضاع الآشورية في أواسط القرن الثامن قبل الميلاد انتهت بثورة قامت بها مدينة (كالح) الآشورية على الملك (أشور – نراري) الخامس, فقتل وتولى زمام الأمور تيجلاتبليزر الثالث (745-727ق.م.) الذي بدأ عهدا جديدا في تاريخ الآشوريين تكونت فيه آخر وأعظم إمبراطورية آشورية حيث صارت فيه مجددا سيدة الشرق القديم, وكان من أعظم إنجازاتها توحيد بلاد بابل وآشور في مملكة واحدة.
الملك سرجون الثاني
يعد الملك سرجون الثاني (727 – 705 ق.م.) واحدا من أعظم ملوك هذه الحقبة ليس فقط بسبب إنجازاته الفنية والمعمارية العظيمة والتي كان منها تشييد عاصمة جديدة قرب نينوى أطلق عليها اسم (دور شروكين) أي مدينة سرجون والتي تعرف خرائبها بـ (خرساباد) في الوقت الحاضر. كما عرف بفتوحاته الخارجية العظيمة منها القضاء على المملكة اليهودية الشمالية (السامرة) بسنة 721 قبل الميلاد وترحيل الكثير من سكانها إلى أماكن أخرى داخل حدود الإمبراطورية الآشورية. وكذلك قضاؤه على التحالف بين الفراعنة والدويلات الصغيرة في فلسطين وسوريا, وكان المصريون قد أرسلوا جيشا قويا لمساعدة قوات التحالف. فتصادم الجيشان قرب مدينة رفح تمخّضت عن اندحار قوات التحالف وفرار القائد الفرعوني.
آشوربانيبال
آشوربانيبال (668-626ق.م.) فيعدّ من أكثر ملوك هذا العهد ثقافة فقد أغرم بالأدب والمعرفة فجمع الكتب من أنحاء البلاد وخزنها في دار كتب وطنية خاصة شيّدها في عاصمته نينوى جمع فيها مختلف أصناف العلوم والمعارف التي بلغتها حضارة العراق والتي عّرفتنا بنواحي الحضارة العراقية القديمة المختلفة.
سادساً: العهد البابلي الحديث
مدينة بابل
آخر العهود العراقية الزاهرة في العصور القديمة (626-539ق.م.). ويعد حكم نبوخذنصر الثاني (604-562ق.م.) بحق من العهود المجيدة في التاريخ البشري عموما وفترة انتعاش قوية عاشتها الحضارة البابلية, فلم تسجل الكتابات التي خلفها هذا الملك إلا أخبار البناء والتعمير في جميع مدن العراق المهمة. من أعماله العمرانية الرئيسة كان بناء الزقورة وتشييد عدد كبير من المعابد الفخمة في بابل. وكان من جملة إنجازاته في هذا الميدان أيضا إقامة شارع رائع عرف بشارع الموكب ومدخل مهيب ضخم يدعى بباب عشتار, يقع وراء هذا الباب قصره الفخم بجنائنه المعلّقة الذي عرف في المصادر اليونانية بإحدى عجائب الدنيا السبع.
وفي زمنه أعلنت دولة (يهودا) الصغيرة العصيان مع عدد من الدويلات الشامية الصغيرة الأخرى بتحريض من الفراعنة التي لم تكترث لنصائح النبي (ارميا) وتحذير ملكها (يوهوياقين) بوخامة العاقبة. فجرد نبوختنصر حملة تأديبية لم تقو (يهودا) على مقاومتها فسقطت العاصمة (أورشليم) في عام 596 ق.م. فرحّل قسم من سكانها ومعهم ملكهم عن فلسطين. ونصّب نبختنصر بدلا عنه عمه (صدقيا). وبعد بضع سنوات اشتركت (يهودا) في عصيان جديد وبتحريض من الفراعنة أيضا الذين حاولوا استرجاع مكانتهم في سوريا وفلسطين. لقد كان غضب الملك البابلي في هذه المرة عظيما فدمّر المدينة وأحرق الهيكل ورحّل من سكانها عددا كبيرا جدا إلى العراق واضعا بذلك حدا لمملكة يهودا. لقد وقع ذلك الحدث بسنة 594 ق.م.
خلف هذا الملك العظيم عدد من الملوك الضعاف وبخاصة آخرهم نبونائيد (555-539 ق.م.) فتدهورت الأوضاع في البلاد خلال عهودهم وانتهت تلك الإمبراطورية العظيمة بسقوط بابل على يد (كورش) ملك الإخمينيين بسنة 539 ق.م. وليعفى على حضارة العراق وتطمر علومه وأمجاده لقرون طويلة تلت.
سابعاً: إنجازات العراق القديمة
السواقي وعودة للتاريخ
إذا انتقلنا إلى نشوء أولى الحضارات في العراق القديم يمكن القول إنها كانت بجهود العراقيين الأوائل في تفاعلهم مع البيئة الطبيعية في وسط وجنوبي العراق. فمن المعروف أن الزراعة تعتمد في هذا الإقليم دوما على الإرواء الصناعي الذي كان لا يتم إلا بالسيطرة على الأنهار وإقامة السدود وتجفيف الأهوار. إن الري -كما هو معروف- كان الدعامة الأساس في الحياة الاقتصادية لهذا الإقليم وعلى ذلك فقد تجلّت عبقرية الإنسان هنا بأجلى مظاهرها في الإرواء الصناعي وإن نشوء أول حضارة في بلاد الرافدين قد تحقق بلا أدنى ريب بعد أن سيطر سكان هذا الإقليم على الأنهار فيها وذلك عن طريق إقامة السدود وحفر الأنهار والجداول وتجفيف الأهوار, فذللوا البيئة الطبيعية واستغلوا إمكاناتها العظمى. ليس هذا فقط بل استغل العراقيون الأقدمون ارتفاع مناسيب نهر الفرات قياسا إلى دجلة فشقوا أنهارا عظيمة من الفرات إلى دجلة لتروي أراضي واسعة كانت بأحوج ما تكون إلى الماء. لقد طغت أخبار شق الأنهار والجداول على غيرها من أخبار الملوك وأعمالهم. إن حفر أو شق نهر جديد كان يعد بحد ذاته حدثا هاما يؤرخ به الكتبة الرسميون للدولة الأحداث الجسام.
نتيجة لكل هذا نلاحظ أن أول شيء يلفت النظر في العراق شهرة البلاد الزراعية إلى الأزمان المتأخرة, حتى أن الكتاب اليونان -مثل هيرودوتس- قد تحدثوا عن وفرة المحاصيل الزراعية في هذا الإقليم, وهو ما يذكرنا بتسمية المؤرخين والبلدانيين العرب لأرض العراق بـ (السواد) لكثرة زرعها وخضرتها. ومن الأمور المتفق عليها إن فن زراعة البساتين نشأ في العراق مما ساعد الإنسان كثيرا على الاستقرار ومن ثمّ نشوء الحضارات المتقدمة وتطوّرها.
والنخلة -على ما يرجح- كانت أقدم وأهم شجرة في تاريخ العراق الزراعي القديم حيث اختص العراق بزراعة النخيل منذ فجر التاريخ. وكانت العادة أن تزرع الفراغات بين النخليل بالأشجار المثمرة الأخرى مثل التين والرمان والتفاح والكروم وغير ذلك. ومايزال يعد أعظم وأوسع مركز لزراعة النخيل في العالم لاسيما المنطقتين الوسطى والجنوبية منه.
وفي سبيل تحقيق الاستقرار والأمن في البلاد, وللحفاظ على هذه المنجزات والمكاسب العظيمة كان من الضروري وجود حكومات قوية مستقرة. وكان الملك في العراق القديم على رأس السلطة حيث عدت سلطته التنفيذية والتشريعية مستمدة بشكل مباشر من الآلهة لحكم البلاد, فهو الذي كان يتولى قيادة الجيش وقت الحرب حيث أن من أولى واجباته المحافظة على حدود الوطن, وكذلك توفير الوسائل الكفيلة التي تساعد البلاد على الرخاء الاقتصادي عن طريق تنفيذ المشاريع الحيوية العامة مثل حفر القنوات والأنهار وبناء المعابد تقرّبا إلى الآلهة. لقد خلّف الكثير من الملوك العراقيين القدماء مآثر كتابية أكدوا فيها ما ذكرناه حتى أن بعضهم قد صوّر نفسه وهو يحمل سلال التراب والآجر رمز قيامه بتنفيذ المشاريع العمرانية الكبرى وبخاصة بناء المعابد تقربا للآلهة. والكثير منهم قنّنوا الشرائع والقوانين في سبيل تنظيم الحياة العامة ونشر العدل بين الرعية.
”
تعتبر الشرائع المدونة في العراق هي الأقدم في تاريخ العالم ويلاحظ أنها دونت بأسلوب علمي وبلغة قانونية دقيقة
”
ومن الأمور المعروفة للجميع أن أولى الشرائع المدّونة في العالم قد ظهرت في العراق القديم, وهناك من الإشارات ما يدل بشكل قاطع على ظهور القوانين المدونة في عصور فجر السلالات. إن الشرائع في العراق القديم لم تكن أولى الجهود البشرية في تنظيم الحياة الاجتماعية فحسب بل إنها دوّنت بأسلوب علمي وبلغة قانونية دقيقة. إنها قوانين بهيئة مواد متسلسلة مقتصرة على الشؤون المدنية لا تتعرض للعبادات في شيء.
وكان من تمسّك سكان العراق الأقدمين باحترام القانون والنظام أن تصوروا الكون كله على هيئة مملكة تحكمها الآلهة يتجلى فيها مبدأ الطاعة وبخاصة طاعة القوانين والسير بموجب أنظمة المجتمع وأعرافه الشفهية والمدونة. وبلغ من تقديرهم لفضيلة الطاعة أنهم تخيّلوا ظهور عهد ذهبي بين البشر في يوم ما تسود فيه الطاعة والنظام وسيادة القانون.
ومن ثمرات الحضارة الناضجة نشوء الصناعات الأولى وكذلك التجارة وبخاصة التجارة الخارجية لجلب المواد الخام التي اعتمدت عليها تلك الصناعات. ومن البديهي أن يصاحب كل ذلك تقدم العلوم والآداب والفلسفة.
وفي العراق القديم بدأت أولى المحاولات الفلسفية الجريئة الخاصة بأصل الكون والوجود والأساس في مكونات المادة. ومن المؤكد أن السومريين قد سبقوا الفلاسفة الإغريق بقولهم بمبدأ العناصر الأربعة الأولية التي عدت أصل جميع الأشياء.
ومن البديهي أن يولي العراقيون القدماء أيضا الأدب الكثير من اهتمامهم. لقد كان شأنه شأن الآداب العالمية القديمة الأخرى يشرك الآلهة في الملاحم والقصص أو الأساطير. أما الشعر السومري والبابلي فقد كان يخضع لفن خاص من النظم والتأليف فهو موزون ولكنه غير مقفى. إنه من النوع المعروف في الوقت الحاضر بالشعر المرسل. وما خلفه لنا العراقيون القدماء من الروائع الأدبية أكثر من أن تحصى, ربما أهمها (ملحمة جلجامش) و (قصة الخليقة) و (قصة الطوفان) وعدد كبير جدا من الأساطير.
وفي باب العلوم الصرفة كالرياضيات مثلا عرف البابليون أسسا مهمة في خواص الأعداد وكذلك في العمليات والطرق والمعادلات الجبرية الأساسية. من ذلك مثلا معادلات الدرجة الأولى بأنواعها المختلفة فضلا عن معادلات الدرجة الثانية والثالثة. لقد اتبعوا في طرق حلها عمليات مدهشة لا تكاد تصدق لتطابقها مع الطرق العلمية الحديثة. ومما يقال اليوم بوجه عام إن الفضل في تقدم الجبر الحديث يعود إلى البابليين والعرب أكثر مما يعود إلى اليونان.
ومن الأمور المتفق عليها أيضا في تاريخ المعارف البشرية أن البابليين هم الذين أسسوا علم الفلك الرياضي، وبدؤوا يدونون ملاحظاتهم وإرصاداتهم أو حساباتهم الفلكية منذ العهد الأكدي، وتقدم هذا العلم إلى درجة كبيرة مذهلة في العهد البابلي القديم. أما معرفتهم بالعلوم الطبيعية مثل علم الكيمياء, على سبيل المثال وبخاصة ما يتعلق منها بخواص المواد وتأثير الحرارة فيها أو العوامل الطبيعية الأخرى فقد بدأت عندهم في وقت مبكر جدا والتي لا سبيل في هذا الملخص من الدخول في تفاصيلها الدقيقة.
____________
* أستاذ التاريخ بكلية الآداب – جامعة بغداد
Öööööööööllll
#1
07-01-2009, 11:38 PM
dhyaa_iraq
بغدادي جديد
سجل ويانة بيوم:: Jan 2009
المشاركات: 120
معدل تقييم المستوى: 64
لمحات من حضارات العراق القديمة
________________________________________
المقدمة
خير ما نبتدئ به عملنا هو كتاب الله عز وجل ، القران الكريم قال تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم
( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون )
صدق الله العلي العظيم
لا يخفى علينا ما للعراق من حضارات عريقة امتدت جذورها إلى الآلاف من السنين فكان العراقيون السباقون في مختلف العلوم التي امتدت إلى أنحاء العالم واشتهرت وتطورت إلى يومنا هذا ، فقد كان السومريون أول من اخترع الكتابة المسمارية حسب ما دل عليه علم الآثار وما اكتشف من منحوتات وألواح كتابية وتعدد الأماكن والمدن الأثرية والحضارية في مختلف مناطق العراق من شماله إلى جنوبه
ولقد أثبت الحفائر الأثرية والأدلة الأنثروبولوجية , أن العراق كان يعيش حياة مستقرة في عصور ما قبل التاريخ من الألف الرابع قبل الميلاد , ونظرًا لما تتسم به أرض العراق من مميزات جغرافية فريدة فقد كانت من مواطن الاستقرار البشري الأولى في العالم , وعرفت الحضارة الإنسانية بدايات نشوئها متمثلة في أرقى حضارة زراعية وصناعية عرفها الانسان حينئذ حيث عرف النار وكيفية توليدها,وكذلك صناعة الفخار وأدواته المبكرة 0
وسنتناول في هذا التقرير بعض أهم المدن الأثرية في العراق ومواقعها الحالية التي اكتشفت في فترات سابقة وفترات حالية ومنها ما لم يكتشف لحد ألان والتي استغلت من بعض أصحاب النفوس الضعيفة في المتاجرة بها وبيعها خارج البلاد حيث باعوا حضارتهم وتطورهم دون علم بما يعملون ، وهناك مواقع أثرية سلبت من قبل الاحتلال ومن حضر معهم لنهب تراث هذه الأمة العريقة كما يحدث ألان في المواقع الأثرية في مدينة ذي قار وبابل ونينوى وغيرها من المدن العراقية ذات الحضارات الأصيلة
ضياء رزاق خلاوي
كلية التربية / قسم التاريخ
البلاد السومرية :
وهي الحضارات الواقعة في محافظة ذي قار والديوانية ألان ومن اهم مدنها :-
- نفر : وهي الحد الشمالي من بلاد سومر
- الوركاء ( أوروك او أرك )
- لارسا ( السنكرة )
- أيسن ( ايشان بحريات )
- أدب ( بسمي)
- شروباك ( فارة )
- لجش ( تلول الهباء )
- اوما ( جوخة )
- زبلام ( بزيخ )
- أور
- اريدو
وغيرها من الحضارات
البلاد الاكدية :-
وتشمل المناطق الشمالية من العراق
- سبار ( أبو حبة )
- بابل
- كيش ( الاحيمر )
- بورسا ( برس النمرود )
- دلبات ( الديلهم )
- مرد ( ونة والصدوم ) (1)
البلاد الاشورية :-
1- كلخو ( النمرود )
2- دور شوركين ( خرسباد )
(1) راجع تاريخ الحضارات القديمة طه باقر ج1 ص 9-10
1- نفر ( ينبور )
—————–
وهي من المدن السومرية القديمة وتقع هذه المدينة نحو 45 ميل جنوب شرق بابل بالقرب من بلدة عفك اشتهرت في تاريخ حضارة وادي الرافدين بمكانتها الدينية المقدسة حيث كانت مركز عبادة الالهه المقدسة ( انليل ) وزوجته ( ننليل ) وتقول مآثر وادي الرافدين ان الحكام والملوك حتى تثبت شرعيتهم عند تولي الحكم للسلطة يجب تسلمهم التاج والصولجان وشارات الملوك من هذه الالهه .
وتتألف من مساحة واسعة حوالي (180 أكر ) (1 أكر = 4000 م2 ) ونقبت من قبل البعثات الأمريكية في 1888-1900 وفيها معبد للالهه عشتار (انانا ) القريب من زقورة المدينة (1)
وعثر المنقب الأمريكي هلبرثت قرب مجرى شط النيل القديم شمال شرق الديوانية إلى الجانب الشمالي الشرقي على بقايا الحي الديني محصن مع زقورة ومعبد مكرس الى الالهه انليل (2)
ومما يدل على حضارة هذة المدينة التاريخية انها حدثت فيها اول سابقة قضائية ومحكمة في العالم القديم في زمن الملك( اور- نينورنا) حيث كان فيها ادعاء ومحامون (3)
2- الوركاء ( أوروك )
——————
تقع هذه المدينة شمال شرق مدينة ذي قار حسب الخرائط القديمة وان أكثر المصادر ذات المعلومات الغزيرة ما انتجة الألمان والتي استمرت حفرياتهم النصف قرن تقريبا تحت أشراف H.J.Lenzen فأوروك التي تسمى حاليا الوركاء هي نفسها ايريخ التي ذكرها العهد القديم ، وارتبطت في الأدب السومري مع اسم كلكامش احد حكام السلالات الأولى الذي يعتبر الآن شخصية تاريخية حقيقية . ويعتقد ان المدينة في عصور ما قبل السلالات كانت ذات مساحة تقرب 200 أكر يغطي ثلثها المعابد (4) 0
وهي من السلالات الحاكمة في العهد البابلي القديم وكان أقدم ملوكها ( سين كاشد) والتي لا تعرف بداية حكمة ولعله حكم تقريبا عام 1860 ق.م ومن مخلفاته الشهيرة قصر الوركاء قرب سور المدينة
(1) راجع تاريخ الحضارات القديمة ( طه باقر ) ج1 ص270
(2) راجع اثار بلاد الرافدين من العصر الحجري الى الاحتلال الفارسي ص 123
(3) راجع محطات مضيئة في تاريخ العراق (جاسم محمود ) ص115-116
(4) راجع تاريخ الحضارات القديمة ( طه باقر ) ج1 ص52
3- لارسا ( السنكرة )
—————–
وهي من المدن الاثرية القديمة تعرف حاليا باسم السنكرة وتقع على بعد 30 ميل شمال غرب الديوانية ومؤسسها يدعى (نبلام ) شيخ احد القبائل استطاع ان يحكم مملكة ويؤسس لارسا سنة 2025-2005 ق.م وقام بحكمها 14 من الملوك وقد تحرى فيها الفرنسيون فترة وجيزة عام 1933 برئاسة باور (1) (2)
4- أيسن ( أيشان البحريات )
———————–
وهي مملكة قام ببنائها ( أيشي – اير) سنة 2017- 1985 ق.م وكانت موازية لسلالة لارسا التي توسعت على حسابها الى ان قضت على على اخر ملوكها ( ريم – سين ) عام 1794 ق.م . ثم تحول الصراع بين ملك لارسا وحمورابي سادس ملوك سلالة بابل الأولى الذي قضى على لارسا عام 1763 ق.م (3) 0
5- شروباك ( تل فارة )
———————-
وهي موطن بطل الطوفان البابلي (أشور – نبشتم ) وعرفت حديثا باسم تل فارة ويقع على بعد 64 كم جنوب شرق الديوانية وكانت تحرياتها قصيرة الأمد من قبل البعثات الألمانية سنة ( 1902 – 1903 ) ثم قامت بالتنقيب البعثات الأمريكية سنة ( 1930 ) وقد كانت من الحضارات المزدهرة في عصر فجر السلالات وكانت من السلالات الخمس التي حكمت فيها سلالات من الملوك في عصور ماقبل الطوفان وعثر في هذا الموقع على اثأر ترسبات غرينية تفصل بين دور جمده نصر وعصر وبين بداية عصر فجر السلالات 0 وعثر فيها على مجموعة من الأختام الاسطوانية يرجع تاريخها إلى عصر فجر السلالات الثاني (4)
(1) تاريخ الحضارات القديمة ( طه باقر ) ج1 ص413
(2) نفس المصدر ص 131
(3) نفس المصدر ص414
(4) نفس المصدر ص 271
6- لجش ( تلول الهبة )
———————-
وهي أشهر دويلات المدن التي قامت بدور بارز في تاريخ حضارة وادي الرافدين في ذلك العصر وتقع في مساحة واسعة بالقرب من شط الحي ( الغراف ) في منتصف المسافة بين دجلة والفرات نحو 10 أميال شمال شرق بلدة الشطرة وتتآلف من جملة تلول أثرية ابرزها المنطقة المسماة تلو التي أثبتت الدراسات الحديثة أنها موقع المدينة القديمة ( كرسو او جرسو ) ومنطقة تلول الهباء موضع مدينة لكش الشهيرة التي سميت باسمها دولة المدينة ثم التلول المعروفة ( سرغل ) وهي المدينة القديمة نينا او سرارا وكانت مدينة واسعة حيث تبلغ مساحة منطقة تلو وحدها ما يقارب 4×3 كم 0 وعثر على مجموعات كثيرة من الواح الطين وقطع كثيرة من المنحوتات والآثار الأخرى بعضها منقوش ايضا بكتابات سومرية تعود الى حكام سلالات لكش الأولى ومنهم مؤسس السلالة ( اور – ننشا ) ونخص منها مسلات فنية مدونة تخلد انتصارات المشاهير من حكام هذة السلالة مثل مسلة النسور او العقبان العائدة الى اياناتم الشهير والإناء الفضي النفيس العائد الى انتيمينا ) المنقوش بصورة نسر باسط جناحية الذي كان يرمز لمدينة لكش (1) 0
ومهما يكن فان الاكتشافات التي قام بها الفرنسيون في بداية القرن الحالي زودتنا ليس فقط بالمجموعات الهامة من الألواح بل بالكنوز من زمن حكام لكش العظام الذين ذكروا في أثبات الملوك والتي تحمل في بعض الحالات أسمائهم (2) 0
7- أومأ (جوخة )
—————-
وهي مدينة قديمة تقع على بعد 50 كم من تلو على نهر قديم يقع بين دجلة والفرات وكانت مدن لجش وجرسو (تلو) ونينا على خط واحد من هذة المدينة من الشمال الغربي الى الجنوب الشرقي ، وكانت هذة المدينة في نزاع وحروب دائمين مع دولة لكش المجاورة 0
حيث كانت نزاعاتها حول الاراضي الزراعية ومياه الري من جراء جوراهما المتقارب وتمكن حاكمها( لوكال زاكيزي ) من القضاء على دولة لكش وسحق جيشها لكن هذا لم يدم طويلا عند ظهور سرجون الاكدي الذي تمكن من القضاء على ( لوكال زاكيزي ) وكانت خاتمة عصر تاريخي او حضاري وبداية عصر جديد في تاريخ الحضارة العراقية أي نهاية عصر فجر السلالات وبداية عصر دويلات المدن (3) 0
————————————————————————————
(1) تاريخ الحضارات القديمة ( طه باقر ) ج1 ص413
(2) أثار بلاد الرافدين ص123
(3) تاريخ الحضارات القديمة ( طه باقر ) ج1 ص322
8- اريدو ( تل أبو شهرين )
—————————-
وهي ألان شبه صحراء لكنها لم تكن كذلك في العصور القديمة 0 إذ تشير الدلالة الأثرية إلى أن مجرى نهر الفرات القديم أو فرعا منه كان يرويها بعد مروره بمدينة أور القريبة منها على بعد 25 كم الى الشمال الشرقي ويوجد حاليا بعض معالم المدينة الأثرية من معالم ومرتفعات تغطي الرمال قسم منها وبقايا البرج المدرج ( الزقورة ) الذي يرجع أصلة الى العهد الشبيه بالكتابي واشتهرت بأنها مركز عبادة الالهه ( انكي – ايا ) اله الحكمة والمعرفة وتحوي هذه المدينة على تسع عشر دور سكني او اثري حسب ما قسمة علماء الآثار (1) 0
وقد اعتبرها السومريون أقدم مدينة في العالم وذلك من خلال تتبع طبقاتها الثمان عشر التي تعود الى نهاية عصر العبيد (2)
وتعتبر مدينة أور امتداد لمدينة اريدو والتي تبعد حوالي 20 كم شرق الناصرية والتي عثر فيها علة بقايا سد وميناء وكان السد يوزع المياه على مناطق مدينة أور ، وتم البحث في هذه المدينة من قبل البعثة البريطانية برئاسة وولي في الأعوام (1919 – 1922 – 1934 ) (3)
9- سبار ( ابو حبة )
——————-
وهي مدينة قديمة تعود للبلاد الاكدية وتسمى حاليا تل ابو حبة وتقع على بعد 20 كم جنوب اليوسفية غرب بغداد وهناك أكثر من موقع واحد في هذه المنطقة ، واشتهرت بكونها إحدى مراكز عبادة الإله الشمس ( شمس ) حيث معبدة المسمى ( أي – يبار )وزوجته ( أي ) لكن الغريب في هذه المدينة لم يكن لها شان سياسي في الدويلات التي حكمت بعد الطوفان أي عصر فجر السلالات وأخيرا انتقلت الملوكية إلى مدينة شروباك فارة ألان (4) 0
وهي من تحريات المتحف البريطاني على يد هرمز رسام (1880-1882 ) (5) 0
(1) راجع تاريخ الحضارات القديمة ( طه باقر ) ج1 ص223
(2) راجع أثار بلاد الرافدين ص 42
(3) تاريخ الحضارات القديمة ( طه باقر ) ج1 ص130
(4) نفس المصدر ص 299
(5) نفس المصدر ص 128
10- بابل وكيش ( تل الاحيمر )
—————————–
يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة بين سلالة اور الثالثة في حدود 2004 ق.م وبين نهاية سلالة بابل الأولى في حدود سنة 1594 وتأسيس الدولة الكيشية 0 وان ابرز مايميز هذة الفترة الطويلة في تاريخ العراق القديم ( وقد دامت أربعة قرون ) من الناحية السياسية والسكانية هي :-
1- هجرات الاموريون من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات
2- قيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة 0
3- عودة نظام دويلات المدن الذي كان اول نظام سياسي ظهر في بلاد الرافدين او ما يسمى بعض دويلات المدن الثاني ويسمى بأسماء أخرى منها عصر ( أيسن ولارسا )
ويقسم هذا العصر الى قسمين الأول استمر زهاء قرنين ونصف والذي ظهرت سلالتا أيسن ولارسا والذين تكلمنا عنهما سابقا ويعقب ذلك قيام حمو رابي ( 1792- 1750 ) ق.م وقضاؤه على دول المدن وعودة نظام القطر 0 والشطر الثاني هو من العصر البابلي القديم (1) 0
ودولة كيش تسمى حاليا تلول الاحيمر وتقع بالقرب من بابل على بعد 10 أميال شرق المدينة وتتالف من مجموعة تلال ونقبت من قبل التحريات الفرنسية برئاسة (دي جنراك ) عام 1911 0
ويمكن مشاهدة أسوارها الخارجية ابتداء من القصر الصيفي (وهو تل بابل الان على يمين الطريق الأتي من بغداد إلى الحلة ، حيث يقطع هذا الطريق السور الخارجي )(2) 0
ومن أهم السلالات الحاكمة في العهد البابلي القديم :-
1- سلالة ( أيسن ) ، ومؤسسها ( اشبي – ايرا ) ( 2017- 1794 )
2- سلالة ( لارسا ) ، ومؤسسها ( نيلانم ) ( 2025- 1763 )
3- سلالة اشنونا ( 2000 ؟ – 1761 )
4- بلاد آشور ( 2000 ؟ – 1760 )
5- سلالة ماري ( 1850 ؟ – 1761 )
6- سلالة بابل الأولى ، ومؤسسها ( سومو- أبم ) ( 1894 – 1595 )
7- سلالة الوركاء ، ومؤسسها ( سين – كاشد ) ( 1860 – ؟ )
8- سلالة دير
9- سلالة ( ملكيئم ) وسلالة ( يموت بعل ) وسلالة (سبار ) وغيرها (3) 0
ولا بد لنا من ذكر جوانب من التقنيات القديمة للعصور البابلية مثل أنتاج الزجاج وتخمير الجعة واستعمال النحاس في وقت مبكر وصناعة الجلود والورق المستعمل في الكتابة وكذلك التفنن في صياغة الذهب (4) 0
(1) راجع تاريخ الحضارات القديمة ( طه باقر ) ج1 ص 405
(2) نفس المصدر ص 563
(3) نفس المصدر ص 409-410
(4) محطات مضيئة من تاريخ العراق (جاسم محمود ) ص 88
11- دلبات ( تل دليهم )
———————-
وتقع على نحو 40 كم جنوب بابل وقد ضمها الملك( سوموا بم ) الى سلطته في مدينة بابل وضمت أيضا مملكة كيش القريبة منها وقد شيد معبدة الخاص فيها المسمى ( اوراش ) وكان نهر الفرات القديم يمر بهذه المنطقة أذا أمكن تتبع مجراه من سبار ( ابو حبة ) إلى نفر ودلبات ( دليهم ) وكسورا القديمة ( تل أبو حطب ألان ) وشروباك ( فارة ) ثم الوركاء الى منطقة اور في الناصرية ( 1) 0
12- النمرود
————–
وهي مدينة تعود للعهد الأشوري بناها الملك أشور ناصر بال (883- 859 ق.م ) خـــــــلال السنوات الاولى من حكمة وكانت على شكل مربع تصل إلى ارتفاع 1,25 ميل ويحد موقعهــا من الجانب الغربي نهر دجلة ومن الجنوب قناة نهر الزاب الأعلى وتركزت قصورها ومعابدها في تل يدعى تل ألقلعه وبدأت الحفريات فيه من قبل العالم لايارد في ت2 1854 0 وتآكــلت جزئيا ألان نتيجة تصريف مياه الأمطار (2) 0
وكانت هذه المدينة العاصمة العسكرية للملك سرجون الاكدي وكانت مساحتها 800 أيكر (3) 0
13- دور شروكين ( خرسباد )
—————————–
هي مدينة أسسها سرجون الاكدي أثناء عصور حكمه فقد اختار موقع بكرا عند قرية قديمة اسمها ( مكانيا ) على بعد 15 ميل شمال شرق نينوى بالقرب من قرية خرسباد في عــــــام ( 717 ق.م ) وكان قد سماها باسمه ( دور شروكين ) وكان شكلها مربع ومساحتهـــــــــا 1760 × 1675 م2 وسورها بسور ضخم جعل له سبع بوابات كل اسم منها سمي باسم اله أشورى على غرار بوابات نينوى وتزينها منحوتات من الثيران المجنحة ذات الرؤوس البشرية وكانت بمثابة الملاك الحارس ( Lamassu ) وكانت شوارعهـــــــا مستقيمة على نظــــام أل ( Grid ) المتبع في المدن الرومانية وشيد قصره فوق دكه أو مصطبة ارتفاعها 50 قدم وهو قصر واسع يحتوي على 200 حجرة وثلاثين ساحة وشيد المعابد للالهة وبرجا مدرجا ذا سبع طوابق كل طابق منها ملون بلون خاص ويرقى اليه بسلم حلزوني يدور حوله على غرار المئذنة في سامراء التي يرجع اقتباسها من برج خرسباد وزين القصر الملكي بأنواع من الزخارف مثل القاشاني المزجج الأزرق والمزخرف بالصور والرموز المقدسة وألواح المحوتات الحجرية الكثيرة المنحوتة بالمشاهد المختلفة والمنقوشة بالكتابة المسمارية وقدر طول هذة الالواح لو صفت الواحدة تلو الاخرى زهاء ميل ونصف تقريبا ، وكان فيها 26 ثور مجنح وزن كل واحد منها معدل 40 طن والتي صنعت من البرونز ، وكان هناك آلات حربية وادوات يقدر وزنها 200 طن ، وتم أكمال هذة المدينة في مدة عشر سنوات ولم يتمتع في زهائها حيث توفي بعد عام واحد من أكمالها (705 ق .م ) كما انة لم ينتقل اليها احد من ابنائة الملوك الذين خلفوه بل هجروها ونقلوا جزء من منحوتاتها الى قصورهم .
أما نهاية سرجون الاكدي فلم تعلم على وجة التاكيد والمرجح انه اغتيل وحكمت بعدة اسرتة واستمرت سلالته التي أسسها زهاء القرن الواحد (4) 0
(1) تاريخ الحضارات القديمة ( طه باقر ) ج1 ص38
(2) أثار بلاد الرافدين ص 227-228
(3) تاريخ الحضارات القديمة ( طة باقر ) ج1 ص563
(4) نفس المصدر ص 514
14- تل حسونة
—————
وهو تل صغير يقع عند حافة التلال المزروعة زهاء 20 ميل جنوب الموصل نقب فيه من قبل مفتشوا مديرية الآثار العراقية عام 1943 م (1) 0
15- اربجية
————
وهو موقع يقع على مسافة أربع أميال شمال شرق نينوى ونقب بة م.اي .اي .ملا وان سنة 1933 0 حيث عثر على قرية صغيره تتألف من اكواخ صغيرة فقيرة مبنية من الطين وعثر على قطع من الفخار الذي يعتبر شكلا شماليا مميزا من فخار العبيد الملون الذي وجد سابقا في بلاد بابل (2) 0
وهناك مواقع عديدة تتمثل في محافظة ديالى ونذكر باختصار أهم ثلاث مواقع منها وهي :-
1- خفاجة : وتقع على الضفة الشرقية لنهر ديالى على بعد 15 ميل من مصبه في دجلة 0
2- تل اسمر : ويقع على بعد 50 ميل شمال شرق بغداد الحالية .
3- تل أجرب : ويقع على بعد 15 ميل شرق تل اسمر ، وهو تل مدينة بعيدة جدا عن
الصحراء الرسوبية الخالية وتعرف ألان ( الجول ) (3) 0
(1) أثار بلاد الرافدين ص 78
(2) نفس المصدر ص 73
(3) نفس المصدر ص110
المصادر
———-
تاريخ الحضارات القديمة ج1 طه باقر
محطات مضيئة في تاريخ العراق جاسم محمود ذويب
أثار بلاد الرافدين من العصر الحجري سامي سعيد الأحمد
حتى الاحتلال الفارسي
الخاتمة
——
تم جمع هذه المعلومات القليلة عن حضارة وادي الرافدين والتي تعتبر قشة في محيط من تراث وحضارة هذه الأمة العريقة ، والتي ارجوا أن تكون قد نالت إعجابكم .
أتوجه بالشكر الجزيل إلى الأستاذة الفاضلة د.مها الشمري في جامعة بغداد/ كلية التربية/ ابن رشد
قسم التاريخ .
ضياء رزاق ألعتابي
قسم التاريخ / المرحلة الأولى
Lllllllllllllllllllllllllllllllllll
هذه الصفحة” أو ابدأ تعلم تحرير الصفحات الآن!
تاريخ العراق
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى: تصفح, ابحث
تاريخ بلاد الرافدين
الفرات – دجلة
مدن/إمبراطوريات
سومر: أوروك – أور – إريدو
كيش – لاغاش – نيبور
أكديون: أكاد
بابل (مدينة) – إيسن – سوسا
آشوريون: آشور (مدينة) – نينوى
دور-شاروكين – نمرود
مملكة بابل – كلدان
عيلام – أموريون
حوريون – ميتاني
كاشيون – أورارتو
آراميون
مخطط زمني للشرق الادنى القديم
مخطط زمني لبلاد الرافدين
سومر
إمبراطورية أكادية
سلالة أور الثالثة
السلالة البابلية الأولى
كاشيون
حوريون (مملكة ميتاني)
آشور
الإمبراطورية البابلية الثانية
آراميون
ملوك
ملوك سومر
ملوك آشور
ملوك بابل
ملوك إيسن
اللغات
كتابة مسمارية
سومرية – آكادية
عيلامية – حورينية
أساطير
إينوما إيليش
كلكامش – مردوك
تقع بلاد الرافدين أو بلاد ما بين النهرين في القسم الجنوبي الغربي من قارة أسيا فيما بين هضبة الاناضول شمالا والخليج العربي جنوبا ويجري فيها نهري دجلة والفرات اللذان ينبعان من هضبة أرمينيا ويتجهان إلى الجنوب ويلتقيان على بعد 100 كم شمالي البصرة ليكونا مجرى واحد يسمى شط العرب يصب في الخليج العربي.
محتويات
[إخفاء]
- 1 بلاد بابل او ما بين النهرين من 3700 إلى 2350 ق.م
- 2 من 2350 إلى 2200 ق.م، الدولة الأكدية
- 3 من 2133 إلى 2003 ق.م، الانبعاث السومري ومملكة سومر وأكاد المشتركة
- 4 من 1595 إلى 1153 ق.م، تأسيس الحكم الكاشي
- 5 من 1153 إلى 612 ق.م، الدولة الآشورية
- 6 من 625 إلى 539 ق.م، الدولة الكلدانية (البابلية الثانية)
- 7 من 539 إلى 321 ق.م، الغزو الفارسي
- 8 من 321 إلى 141 ق.م، السلوقيون
- 9 من 141 ق.م إلى 224م، الفرثيون
- 10 من 224 إلى 337م، الساسانيون
- 11 من 268 إلى 633م، المناذرة
- 12 من 632 إلى 661م (11 – 40هـ) العهد الراشدي
- 13 من 661 إلى 749م (41 – 132هـ) الحكم الأموي
- 14 من 750 إلى 1258م (132 – 656هـ) الدولة العباسية
- 15 من 1258 إلى 1534م، الحكم المغولي التركماني
- 16 من 1534 إلى 1918م، الحكم العثماني
- 17 من 1918 إلى 1921م، الاحتلال البريطاني المباشر
- 18 من 1921 إلى 1932م الملكية والاستقلال
- 19 من 1939 إلى 1945م ثورة رشيد كيلاني على بريطانيا
- 20 من 1945 إلى 1958م الثورات الداخلية
- 21 من 1958 إلى 1966م سقوط الملكية وقيام الجمهورية
- 22 من 1968 إلى 1979م ثورة البعث
- 23 من 1980 إلى 1988م الحرب العراقية الإيرانية
- 24 فترة مابعد حرب الخليج الثانية إلى سقوط بغداد 9 ابريل 2003
- 25 العراق بعد الأطاحة بحكومة الرئيس السابق صدام حسين
- 26 مواضيع ذات صلة
- 27 المصادر
[عدل] بلاد بابل او ما بين النهرين من 3700 إلى 2350 ق.م
اصطلح المنقبون الغربيون مطلع القرن 18 على الأرض التي قامت عليها حضارة بلاد بابل والجزء الشمالي الشرقي من حضارة الاشوريين ببلاد مابين النهرين أو وادي الرافدين Mesopotamia حيث ظهرت أول كتابة في التاريخ في مدينة أور في الناصرية جنوب العراق حالياً والتي ولد فيها النبي إبراهيم، حيث ظهر فيها بدايات الكتابة الصورية. وحضارة بابل هي مزيج من حضارة الاقوام الاكدية المتحدرة من اليمن والجزيرة العربية من سلالة سام ابن نوح ، والسومريون وهم من بقايا الاقوام المحلية التي سكنت هضبة بادية الشام . وشارك الاكديون والسومريون في بناء تلك الحضارة في 2350 قبل الميلاد وطوروا النظام اللغوي الصوري إلى شكل الكتابة الرمزية المسمى بالخط المسماري، وهم أول من أسس النظام التعليمي المركزي المعروف بنظام المدارس وسنوا القوانين والتشريعات وكانت أشهرها مسلة حمورابي في زمن حمورابي كما طوروا هندسة الري والزراعة وصناعة الأدوات المختلفة والتجارة الداخلية والخارجية، وأسسوا العديد من المدن مثل الوركاء واريدو واشنونا اضافة إلى العاصمة بابل التي سميت البلاد باسمها . وقد امتد تأثير الحضارة البابلية إلى العيلاميين في إيران، و بلاد الأناضول.
كانت الحاجة للدفاع و الري من الدوافع التي ساعدت على تشكيل الحضارة الاولى في بلاد الرافدين على يد سكان ما بين النهرين القدماء فقاموا بتسوير مدنهم و مد القنوات. بعد سنة 6000 ق.م. ظهرت المستوطنات التي أصبحت مدناً في الألفية الرابعة ق.م . و أقدم هذه المستوطنات البشرية هناك إريدو و أوروك (وركاء) في الجنوب حيث أقيم بها معابد من الطوب الطيني و كانت مزينة بمشغولات معدنية و أحجار و أخترعت بها الكتابة المسمارية. و كان السومريون مسئولين عن الثقافة الأولى هناك من ثم انتشرت شمالاً لأعالي الفرات و أهم المدن السومرية التي نشأت وقتها إيزين و كيش و لارسا و أور و أداب. و في سنة 2330 ق.م. استولى الأكاديون و هم من الشعوب السامية كانوا يعيشون وسط بلاد ما بين النهربن وكان ملكهم سرجون الأول (2335 ق.م. – 2279 ق.م.) قد أسس مملكة أكاد و حلت اللغة الأكادية محل السومرية. و ظل حكم الأكاديين حتى أسقطه الجوتيون عام 2218 ق.م. و هم قبائل من التلال الشرقية. و بعد فترة ظهر العهد الثالث لمدينة أور و حكم معظم بلاد ما بين النهرين.
عندما جاء العيلاميون و دمروا أور سنة 2000 ق.م. و سيطروا على معظم المدن القديمة و لم يطوروا شيئاً حتى جاء حمورابي من بابل و وحد الدولة لعدة سنوات قليلة في أواخر حكمه. لكن أسرة أمورية تولت السلطة في آشور بالشمال. تمكن الحيثيون القادمون من تركيا من إسقاط دولة البابليين ليعقبهم فورا الكوشيون لمدة أربعة قرون. بعدها استولى عليها الميتانيون ( شعب لاسامي يطلق عليهم غالبا اسم حوريون أو الحوريانيون ) القادمون من القوقاز وكان يطلق عليهم وظلوا ببلاد ما بين النهرين لعدة قرون. لكنهم بعد سنة 1700 ق.م. انتشروا بأعداد كبيرة عبر الشمال في كل الأناضول. وظهرت دولة آشور في شمال بلاد ما بين النهرين وهزم الآشوريون الميتانيين و استولوا علي مدينة بابل عام 1225 ق.م. و وصلوا البحر الأبيض المتوسط عام 1100 ق.م.
[عدل] من 2350 إلى 2200 ق.م، الدولة الأكدية
في عهد الحضارة أكادية أسس القائد الأكادي سرجون الأول الدولة الأكادية على أنقاض مملكة سومر، ويرجع أصل الأكاديين إلى الساميين المهاجرين من شبه الجزيرة العربية. وامتدت دولة الأكاديين لتشمل كل منطقة الهلال الخصيب تقريبا وبلاد العيلاميين وبعض الأناضول. وتقبل الأشوريون الحضارة الأكادية لقربها منهم . وقد اشتهر الأكاديون بصناعة البرونز. وفي سنة 2200 قبل الميلاد سقطت الدولة الأكادية إثر غارات الغوتيين والقبائل الجبلية الأخرى.
[عدل] من 2133 إلى 2003 ق.م، الانبعاث السومري ومملكة سومر وأكاد المشتركة
من 1894 إلى 1594 ق.م، دولة البابليين الأولى استمر التوافد إلى بلاد ما بين النهرين بعد سقوط الدولة الأكدية السومرية المشتركة وأنشؤت العديد من الدويلات مثل دولة آشور وإيسن ولارسا، و بابل التي استقلوا بها. وتمكن الأموريين في بابل من السيطرة على كامل منطقة ما بين النهرين، واشتهر منهم الملك حمورابي صاحب شريعة حمورابي الشهيرة. وسقطت الدولة البابلية الأولى على أيدي الكاشيين سنة 1594 قبل الميلاد
[عدل] من 1595 إلى 1153 ق.م، تأسيس الحكم الكاشي
بعد أن وحد ملوك الكاشيين جنوب بلاد ما بين النهرين أسسوا دولتهم متأثرين بشريعة حمورابي إلى أن انتهت دولتهم على أيدي الأشوريين سنة 1153 قبل الميلاد.
[عدل] من 1153 إلى 612 ق.م، الدولة الآشورية
وترجع أصول الآشوريين إلى القبائل التي استقرت في منطقة نهر دجلة في الألف الرابعة قبل الميلاد، وأسست تلك القبائل مدينة آشور، واستطاع سكان المدينة أن يطوروا بعض الصناعات، وارتبطوا بالتجارة الخارجية مع المناطق المجاورة، إضافة إلى تمرسهم في الزراعة والري. وقد تعرضت الدولة الآشورية لغزو الحيثيين الذين قدموا من ألالاخ و الأكاديين، ووقعت تحت سيطرة ملوك أور، ثم حكمها البابليون، وبعد سقوط الدولة البابلية الأولى تعرضت آشور إلى غزوات الكاشيين مما دفعهم إلى بناء جيش نظامي قوي، وفي القرن الثاني عشر قبل الميلاد كان العراق مقسما بين الآشوريين في الشمال والكاشيين في الجنوب. ثم تعرضت الدولة الآشورية إلى اضطرابات داخلية وغزو خارجي وسقطت على يد البابليين بقيادة نبوبولاسر الميديني سنة 612 قبل الميلاد.
[عدل] من 625 إلى 539 ق.م، الدولة الكلدانية (البابلية الثانية)
خلف نبوبولاسر على حكم الدولة البابلية الثانية ابنه نبوخذ نصر الثاني (بختنصر) الذي دام حكمه من 605 إلى 562 قبل الميلاد. وقد قام نبوخذ نصر بإجلاء اليهود من فلسطين في السبي الأول سنة 597 ق.م، وفي السبي الثاني الذي قاده بنفسه سنة 586 ق.م. وخلف نبوخذ نصر بعد وفاته ملوك ضعفاء إلى أن قضى كورش الإخميني الفارسي على الدولة البابلية الثانية سنة 539 ق.م.
[عدل] من 539 إلى 321 ق.م، الغزو الفارسي
احتل الملك كورش الإخميني مدينة بابل واتخذها عاصمة ملكه، واستمر الفرس يسيطرون على العراق حتى هزمهم الإسكندر الأكبر سنة 321 ق.م.
[عدل] من 321 إلى 141 ق.م، السلوقيون
وهم من الأسرة السلوقية من مقدونيا، وشهدت المنطقة في عهدهم الكثير من الحروب انتهت بسقوط الدولة السلوقية على يد البارثينيين Parthians سنة 141 ق.م.
[عدل] من 141 ق.م إلى 224م، الفرثيون
وقد أسس دولتهم Arsaces الأول ويعود أصلهم إلى إيران، واستقرت بلاد ما بين النهرين في عهدهم. واستمرت دولة الفرثيين حتى تم اسقاطها على يد الساسانيين سنة 224م.
[عدل] من 224 إلى 337م، الساسانيون
عين الساسانيون ملكا عربيا من أسرة اللخميين من قبيلة تنوخ لينوب عنهم في إدارة العراق، وفي سنة 602 عين الساسانيون حاكما فارسيا استمر في حكم العراق حتى انهزم الفرس على أيدي المسلمين في معركة القادسية بقيادة سعد بن أبي وقاص سنة 637م/ 14هـ، وسقطت المدائن بعد شهرين من معركة القادسية.
[عدل] من 268 إلى 633م، المناذرة
أسس المناذرة بعد هجرتهم من اليمن دولة عربية كانت عاصمتها مدينة الحيرة قرب نهر الفرات و اعتنقوا المسيحية على المذهب النسطوري, كانت خاضعين لنفوذ الساسانيين الفرس الذين كانت عاصمتهم المدائن على نهر دجلة انتهى حكمهم عند الفتح الاسلامي للعراق.
[عدل] من 632 إلى 661م (11 – 40هـ) العهد الراشدي
وقد شيد عمر بن الخطاب مدينتي البصرة والكوفة، واستمرت العراق تدار من قبل الولاة الذين يعينون من قبل الخلفاء في المدينة حتى قبيل مقتل الخليفة الرابع علي بن أبي طالب، إذ كان على ولاية الموصل في سنة 656م/ 36هـ واليان، أحدهما من قبل علي وهو الأشتر مالك بن الحارث النخعي، وثانيهما من قبل معاوية وهو الضحاك بن قيس.
[عدل] من 661 إلى 749م (41 – 132هـ) الحكم الأموي
تحولت العراق إلى حكم الأمويين وصار ولاتها يعينون من دمشق عاصمة الدولة الأموية، وشهد العراق إبان الحكم الأموي العديد من الحروب بين مؤيدي أبناء علي بن أبي طالب وبين الدولة الأموية، واستمرت العراق تدين للأمويين إلى أن قامت الدولة العباسية عام 750م/132هـ.
[عدل] من 750 إلى 1258م (132 – 656هـ) الدولة العباسية
بقيامها انتقلت إدارة الدولة الإسلامية للعراق بعد أن كانت في دمشق، وتألقت بغداد التي بناها العباسيون لتصبح عاصمة العلم والترجمة عن مختلف الحضارات السابقة التي كانت تتم في بيت الحكمة الذي أسسه المأمون سنة 830م. وبرزت في الدولة العباسية العديد من الأسر التي يرجع أصلها إما إلى العرب مثل بني المهلب ، أو إلى الفرس مثل البرامكة، والسلاجقة الذين حكموا باسم السلطان ما بين 1055 – 1152م، وتعرضت العراق في عهد العباسيين إلى العديد من الثورات والحروب الداخلية إلى أن سقطت على يد القائد المغولي هولاكو خان سنة 1258م/656هـ.
[عدل] من 1258 إلى 1534م، الحكم المغولي التركماني
دخل المغول بغداد في فبراير/ شباط 1258 بعد أن استسلم الخليفة العباسي المستعصم الذي لقي حتفه بعد خمسة أيام من دخول المغول. وتعرضت بغداد للهدم والسلب وأهلها للقتل. وقسم المغول العراق إلى منطقتين جنوبية وعاصمتها بغداد وشمالية وعاصمتها الموصل، ويدير المنطقتين حاكمان مغوليان ومساعدان من التركمان أو الأهالي الموالين. وفي الفترة ما بين 1393 – 1401م هجم المغول التيموريون بقيادة تيمورلنك على العراق ونهب بغداد التي كانت عاصمة له ثم سلم أمرها إلى المجموعات التركمانية التي عاشت متصارعة إلى أن سيطرت الأسرة الصفوية (من التركمان) على مقاليد الأمور في العراق سنة 1508، واستمروا يحكمون بغداد حتى أخرجهم العثمانيون الأتراك سنة 1534.
[عدل] من 1534 إلى 1918م، الحكم العثماني
شهد العراق تحت حكم الدولة العثمانية العديد من محاولات الإصلاح والبناء، كما شهد أول ثورة ضد الوالي العثماني في بغداد عام 1832م، ومن الأسباب الأساسية لهذه الثورة هي مطالبة المفتي عبد الغني آل جميل لرجال الحكومة بالكف عن الأعمال الوحشية والاساءة للناس ولكن الولاة لم يستجيبوا لندائه، وسميت ثورته بحركة المفتي عبد الغني آل جميل، ومهدت ثورته لكثير من الثورات من بعدهِ كثورة العشرين فيما بعد. غير أن الاضطرابات التي كانت تواجهها الدولة العثمانية بسبب الصراع الدائر بين المحافظين وتيار التجديد ومن بعد ذلك تيار التغريب، حال دون إكمال مشاريع الإصلاح في العراق. كما أستقل العديد من الولاة المماليك المعينين من قبل السلطان العثماني بمناطق من العراق في فترات مختلفة، وأستمر الحال على نفس المنوال حتى سقط العراق بأيدي الاحتلال البريطاني سنة 1918.
[عدل] من 1918 إلى 1921م، الاحتلال البريطاني المباشر
احتلت بريطانيا البصرة عند اندلاع الحرب العالمية الأولى في نوفمبر/ تشرين الثاني سنة 1914، ومدينة العمارة في يونيو/ حزيران 1915، ومدينة الناصرية في يوليو/ تموز 1915، وهزم الجيش البريطاني بالقرب من بغداد سنة 1916، وأعادوا الهجوم على بغداد في أوائل سنة 1917 ودخلوها في 11 مارس/ آذار 1917، وسقطت الموصل بالشمال العراقي بأيدي الإنجليز في نوفمبر/ تشرين الثاني 1918 ليدخل بذلك كامل العراق تحت السيطرة البريطانية. وفي يوليو/ تموز 1920 أندلعت ثورة العشرين في العراق على الوجود البريطاني مما دفع بريطانيا إلى تشكيل حكومة ملكية مؤقتة تحت إدارة مجلس من الوزراء العراقيين ويشرف عليه الحاكم الأعلى البريطاني. وفي عام 1921 انتخب فيصل الأول الهاشمي في استفتاء عام ملكاً على العراق.
[عدل] من 1921 إلى 1932م الملكية والاستقلال
استمر وجود الجيش البريطاني في العراق بحجة التهديدات الكردية المستندة للدعم التركي، غير أن الثورة ضد الوجود البريطاني استمرت مما دفع الملك فيصل إلى مطالبة بريطانيا بإلغاء الانتداب وعقد تحالف مع العراق، ووافقت بريطانيا وتم التوقيع على معاهدة التحالف سنة 1922، وأقيمت انتخابات أول برلمان عراقي سنة 1925. وفي سنة 1931 اكتشف البترول في العراق، كما وقع العراق اتفاقيات دولية مع ألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة . وفي أكتوبر/ تشرين الأول 1932 انضم العراق إلى عصبة الأمم بعد موافقة بريطانيا. وتوفي الملك فيصل سنة 1933 وخلفه ابنه الملك غازي الذي ألغى الأحزاب وحكم البلاد بقوة السلاح، وفي عهده ثارت القبائل الكردية مما عزز من مكانة الجيش. واستمر الملك غازي في الحكم حتى توفي في حادث سيارة سنة 1939.
[عدل] من 1939 إلى 1945م ثورة رشيد كيلاني على بريطانيا
تولى ابن الملك غازي ، فيصل الثاني البالغ من العمر ثلاث سنوات الحكم تحت الوصاية، وكان نوري السعيد هو الذي يدير الدولة بمباركة من الحكومة البريطانية، وفي نفس السنة أعلن العراق مقاطعته لألمانيا. وفي 2 مايو/ أيار 1941 قامت ثورة ضد الوجود البريطاني بقيادة رشيد عالي الكيلاني، وتم تشكيل حكومة جديدة بعد هروب نوري السعيد خارج العراق، ولم تستطع الثورة الاستمرار في المقاومة فأستسلمت بعد شهر من الحرب، وتم التوقيع على هدنة مكنت بريطانيا من استعادة السيطرة على العراق، وتم تشكيل حكومة موالية لبريطانيا برئاسة جميل المدفعي الذي استقال وخلفه نوري السعيد، وفي يناير/ كانون الثاني 1943 أعلن العراق الحرب على دول المحور.
[عدل] من 1945 إلى 1958م الثورات الداخلية
قادت القبائل الكردية ثورة في ما بين سنتي 45 و1946 قيل إنها تلقت دعمها من روسيا، وأرسلت بريطانيا قوات إلى العراق لضمان أمن البترول، وبعد انتهاء ثورة الأكراد سنة 1947 بدأ نوري السعيد التفاوض مع ملك الأردن لإنشاء اتحاد بين العراق والأردن، وتم في السنة نفسها التوقيع على معاهدة إخاء بين البلدين، ونصت المعاهدة على التعاون العسكري مما قاد سنة 1948 إلى اشتراك الجيش العراقي في الحرب مع الجيش الأردني ضد إسرائيل (بعد إعلان قيام إسرائيل). رفض العراق الهدنة التي وقعها العرب مع إسرائيل في 11 مايو/ أيار 1949 وشهد العراق في الفترة ما بين 49 و1958 الكثير من الأحداث الداخلية والخارجية المهمة مثل انتفاضة عمال شركة نفط العراق سنة 1948، وانتفاضة يناير/ كانون الثاني التي قضت على معاهدة بورتسوث البريطانية العراقية، وانتفاضة أكتوبر/ تشرين الأول 1952 التي طالب فيها المنتفضون بإجراء انتخابات مباشرة والحد من صلاحيات الملك، وفي سنة 1955 وقع العراق مع تركيا على اتفاقية بغداد الأمنية والتي انضمت إليها بريطانيا و باكستان و إيران، كما وقع العراق و الأردن على اتحاد فدرالي في 12 فبراير/شباط 1958.
[عدل] من 1958 إلى 1966م سقوط الملكية وقيام الجمهورية
قاد الجيش العراقي بقيادة عبد الكريم قاسم انقلابا ضد الملك في 14 يوليو/ تموز 1958، وقتل الملك فيصل الثاني وخاله عبد الأله ورئيس الوزراء نوري السعيد، وأعلنت الجمهورية برئاسة محمد نجيب الربيعي، واحتفظ عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء بصلاحيات واسعة في إدارة البلاد. كما انسحب العراق من معاهدة بغداد والاتحاد مع الأردن سنة 1959، وفي سنة 1960 أعلن العراق بعد انسحاب بريطانيا من الكويت عن تبعية الأخيرة له، وقاد حزب البعث انقلابا على عبد الكريم قاسم في 8 فبراير/ شباط 1963، وأصبح عبد السلام عارف الذي لم يكن بعثياً رئيساً للعراق، وتولى عبد الرحمن عارف -أخو الرئيس السابق- الرئاسة بعد موت عبد السلام سنة 1966.
[عدل] من 1968 إلى 1979م ثورة البعث
قاد حزب البعث بالتنسيق مع بعض العناصر غير البعثية انقلابا ناجحا في 17 يوليو/ تموز 1968، وتولى الرئاسة أحمد حسن البكر، واتجه العراق نحو روسيا. واستطاع البكر أن يوقع إتفاقية الحكم الذاتي للأكراد فأصبح للأكراد ممثلون في البرلمان ومجموعة من الوزراء. وأغلقت الحدود مع الأردن سنة 1971، وأمم العراق شركات النفط سنة 1972. وفي مارس/ آذار 1974 عادت الاضطرابات مع الأكراد في الشمال والذين قيل إنهم كانوا يتلقون دعما عسكريا من إيران. وإثر تقديم العراق بعض التنازلات المتعلقة بالخلاف الحدودي مع إيران والتوقيع على اتفاقية الجزائر سنة 1975، توقفت إيران عن دعم ثورة الأكراد، وتمكن العراق من إخماد الثورة. كما حاول الرئيس أحمد حسن البكر إنشاء وحدة مع سوريا. وفي سنة 1979 تولى صدام حسين رئاسة العراق بعد تنازل أحمد حسن البكر عن السلطة. وبعد قيام الثورة الإيرانية سنة 1979 أعلن العراق الاعتراف بها.
[عدل] من 1980 إلى 1988م الحرب العراقية الإيرانية
يرجع بدايات الحرب إلى ادعاءات عراقية بان إيران قامت بقصف بلدات على الحدود العراقية في 4 سبتمبر/ أيلول 1980 واعتبر العراق ذلك بداية للحرب فقام الرئيس العراقي صدام حسين بالغاء اتفاقية عام 1975 مع إيران في 17 سبتمبر/ أيلول 1980 وفي 22 سبتمبر 1980 هاجم العراق اهدافا في العمق الإيراني. وبدات إيران بقصف أهداف عسكرية واقتصادية عراقية.
في 7 يونيو/ حزيران 1981 هاجمت طائرات إسرائيلية مركزا بحثيا نوويا عراقيا في التويثة قرب بغداد وكان يسمى مفاعل تموز النووي. في 16مارس/ آذار 1988 برز على السطح تقارير تقول إن العراق استخدم أسلحة كيماوية ضد بلدة حلبجة الكردية. وبعد ثماني سنوات من الحرب العراقية الإيرانية التي قدرت الخسائر البشرية فيها بما يقرب من مليون قتيل وافقت الدولتان على خطة السلام المقترحة من الأمم المتحدة في أغسطس/ آب 1988 والتي تضمنها قرار الأمم المتحدة رقم 598. وبعد انتهاء الحرب أعاد العراق بناء قواته المسلحة.
ويذكر معهد ستوكهولم لأبحاث السلام الدولي أن استيراد العراق للأسلحة ما بين عامي 1973 و2002 توزع إحصائياً كما يلي: 57% من روسيا والاتحاد السوفياتي السابق، 13% من فرنسا، 12% من الصين، 1% من أمريكا، وأقل من 1% من بريطانيا. فليس دقيقاً التعميم أن أمريكا سلحت العراق في الثمانينات، وليس في سجل العراق شيء مثل فضيحة “إيران غيت” أو صفقات أسلحة “إسرائيلية” من السوق السوداء أو غيرها، مع العلم أن مسؤولين أمريكيين شهدوا أمام الكونغرس عام 1982 أن “إسرائيل” نقلت أسلحة أمريكية لإيران وجيش لبنان الجنوبي دون أن يتبع ذلك تحقيق بالرغم من مخالفته لنص القانون الأمريكي.
كما جرت خلال هذه الحرب ما يسمى بمجزرة حلبجة.
وفي تقرير عن حلبجة عن مؤتمر دام يومين للملحقين العسكريين في السفارات الأمريكية في “الشرق الأوسط” ومحللين عسكريين وسياسيين من وكالة الاستخبارات المركزية CIA ووكالة الاستخبارات العسكرية DIA ، اعتمد في نتائجه على التقارير الميدانية والمتوفرة للعموم وعلى التقاط الرسائل السلكية واللاسلكية للجيشين العراقي والإيراني من قبل وكالة الأمن القومي الأمريكية NSA ، جاء تقييم ما حدث في حلبجة كما يلي: “على افتراض أن السيانوجين كلوريد هو المسؤول أساساً عن أسوأ حالات استخدام الكيماويات في القتل الحربي للأكراد في حلبجة، وبما أن العراق ليس له سجل في استخدام هذين العنصرين، والإيرانيون لهم سجل من هذا النوع، فإننا نستنتج أن الإيرانيين هم المسؤولون عن هذا الهجوم”. ويمكن إيجاد ذلك التقرير الرسمي على الموقع التالي:
[www.fas.org/man/dod-101/ops/war/docs/3203/]
ونقلاً عن تقرير أخر لوزارة الدفاع الأمريكية، تقول صحيفة الواشنطن بوست في 3 أيار/ مايو 1990 أن مجزرة حلبجة جاءت نتيجة القصف المتبادل بالأسلحة الكيميائية بين الجيشين العراقي والإيراني بهدف السيطرة على البلدة.
[عدل] فترة مابعد حرب الخليج الثانية إلى سقوط بغداد 9 ابريل 2003
بعد إحتلال العراق للكويت في 1990 م، وطرد القوات العراقية من طرف قوّات التحالف الدولية، وجد العراق نفسه في عزلة عالمية وضع اقتصادي غير مستقر، حتى سنة 2003 م. في 27 يونيو/ حزيران قامت الطائرات الأمريكية بشن هجوم بصواريخ كروز على مقر المخابرات العراقية في بغداد انتقاما من محاولة اغتيال الرئيس جورج بوش في الكويت في شهر أبريل/ نيسان تلك المحاولة التي اتهمت الولايات المتحدة الأمريكية العراق بالتدبير و التخطيط له.
في 10 نوفمبر/ تشرين ثاني 1994 اعترف البرلمان العراقي والذى كان يسمى بالجمعية الوطنية العراقية بالحدود الكويتية واستقلالها. في 14 أبريل/ نيسان 1995 صدر قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 986 التي سمح للعراق بالاستئناف الجزئي لصادرات النفط العراقية لشراء الطعام والدواء بموجب برنامج “النفط مقابل الغذاء” وهو الأمر الذي لم يقبله العراق حتى شهر مايو/ أيار 1996 ولم ينفذ حتى ديسمبر/ كانون الأول عام 1996 . في أغسطس/ آب 1995 غادر حسين كامل زوج ابنة صدام حسين وأخوه وعائلاتهما العراق و حصلوا على اللجوء في الأردن لكنه فشل في استتقطاب المعارضة العراقية في خارج العراق حوله وعانى من عزلة سياسية مما ادى به للعودة إلى العراق ليقتل هناك في عملية وصفها صدام حسين بالثأر العشائري للخيانة التي قام بها حسين كامل.
في 15 أكتوبر/ تشرين الأول 1995 فاز الرئيس صدام حسين في استفتاء صوري بنسبة %99.9 ونتيجة هذا الأستفتاء شرع له بالبقاء في السلطة لسبع سنوات أخرى. في 31 أغسطس/ آب 1996 شنت القوات العراقية هجوما على منطقة حظر الطيران في الشمال احتلت محافظة أربيل بعد نداء للمساعدة من الحزب الديمقراطي الكردستاني اثناء الحرب الصراع المسلح بين الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني و الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني.
في 31 أكتوبر/ تشرين الثاني 1998 انهى العراق تعاونه مع اللجنة الخاصة التابعة للأمم المتحدة والمسؤولة عن مراقبة تدمير أسلحة الدمار الشامل العراقية مما حدى بالولايات المتحدة و بريطانيا بشن حملة قصف أطلق عليها اسم “عملية ثعلب الصحراء” عقب إجلاء موظفي الأمم المتحدة من أجل تدمير برامج الأسلحة النووية والكيماوية والبيولوجية العراقية. في 17 ديسمبر/ كانون الأول تم تشكيل لجنة المراقبة والتقصي والتفتيش بموجب قرار مجلس الأمن رقم 1284 لكن العراق رفض ذلك القرار. في أبريل/ نيسان 2002 علق العراق صادرات النفط احتجاجا على الهجمات الإسرائيلية على المناطق الفلسطينية. ورغم دعوات صدام حسين إلا أن أيا من الدول العربية لم تستجب له في اتباع نهجه إلى أن تم استئناف صادرات النفط العراقية بعد 30 يوما.
في سبتمبر/ أيلول 2002 وبعد عام على احداث 11 سبتمبر التي هزت السياسة الأمريكية بدأت بوادر التهيئ الأمريكي لضرب العراق حيث طلب الرئيس الأمريكي جورج بوش من قادة العالم المتشككين خلال جلسة للجمعية العامة للأمم المتحدة أن يواجهوا “الخطر الجسيم والمتراكم” للعراق أو أن يتنحوا جانبا لتتصرف الولايات المتحدة. وفي الشهر نفسه، نشر رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ملفا عن قدرات العراق العسكرية. في نوفمبر/ تشرين ثاني 2002 عاد مفتشو الأسلحة التابعين للأمم المتحدة إلى العراق بموجب قرار للأمم المتحدة يهدد العراق بتحمل العواقب الوخيمة التي قد تنتج عن انتهاك بنود القرار وفي مارس/ آذار 2003 اصدر كبير مفتشي الأسلحة الدوليين في العراق هانز بليكس تقريرا بأن العراق زاد من تعاونه مع المفتشين ويقول إن المفتشين بحاجة إلى مزيد من الوقت للتأكد من إذعان العراق ولكن سفير بريطانيا في الأمم المتحدة صرح في 17 مارس/ آذار 2003 بان السبل الدبلوماسية مع العراق قد انتهت، وتم إجلاء مفتشي الأمم المتحدة من العراق ومنح الرئيس جورج بوش ، صدام حسين مهلة 48 ساعة لمغادرة العراق أو مواجهة الحرب.
في 17 مارس/ آذار 2003 قامت الصواريخ الأمريكية بقصف بغداد ليمثل ذلك بداية للحرب التي قادتها الولايات المتحدة للإطاحة بصدام حسين. وفي الأيام التالية تدخل القوات الأمريكية والبريطانية العراق من الجنوب. وفي 9 أبريل/ نيسان 2003 تقدمت القوات الأمريكية صوب وسط بغداد وتحطم تمثال صدام حسين في وسط بغداد. وفي الأيام التالية سيطر المقاتلون الأكراد والقوات الأمريكية على مدينتي كركوك و محافظة نينوى الشماليتين، ووقع أعمال نهب كبيرة في بغداد وغيرها من المدن.
[عدل] العراق بعد الأطاحة بحكومة الرئيس السابق صدام حسين
في أبريل/ نيسان 2003 قامت قوات الولايات المتحدة بوضع قائمة تضم 55 مطلوبا من النظام السابق حيث تم القبض على معظم من في القائمة في فترات زمنية متفاوتة وتم تشكيل سلطة الائتلاف الموحدة برئاسة بول بريمر وقام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالتصديق على قرار يدعم الإدارة التي تقودها الولايات المتحدة ويرفع العقوبات الاقتصادية عن العراق. في يوليو/ تموز 2003تم عقد أول اجتماع لمجلس الحكم في العراق الذي عينته الولايات المتحدة، وقائد القوات الأمريكية بدأ بالتصريح بان قواته تواجه حرب عصابات بسيطة، وتم مقتل نجلي صدام حسين قصي وعدي في معركة مسلحة في محافظة نينوى .
بدأ المقاومة العراقية بتكثيف هجماتها حيثت تمت في أغسطس/ آب 2003 هجوم بالقنابل على السفارة الأردنية في بغداد وقتل 11 شخصا، وهجوم على مقر الأمم المتحدة ببغداد يقتل 22 شخصا من بينهم مبعوث الأمم المتحدةالبرازيلي سرجيو دوميلو واعتقال علي حسن المجيد ابن عم صدام حسين والمعروف باسم علي الكيماوي، ومقتل 125 شخصا في انفجار سيارة ملغومة بالنجف من بينهم الزعيم الشيعي آية الله محمد باقر الحكيم.
في أكتوبر/ تشرين أول 2003 صدق مجلس الأمن على قرار يعطي الشرعية للاحتلال الأمريكي للعراق ويؤكد على نقل السلطة مبكرا للعراقيين. لكن الموقف الأمني بدأ بالتدهور وبعد ستة أشهر من إعلان الرئيس الأمريكي انتهاء العمليات العسكرية في العراق وبالتحديد في شهر نوفمبر كان عدد الضحايا الأمريكين في العراق قد تجاوز عدد القتلى خلال الحرب، ففي خلال شهر واحد قتل 105 جنديا من قوات التحالف.
في 14 ديسمبر/ كانون أول 2003 تم اعتقال صدام حسين في تكريت ، و قام مجلس الحكم في العراق بالموافقة على دستور مؤقت للبلاد بعد مفاوضات مطولة وخلافات حادة حول دور الإسلام ومطالب الأكراد بحكم فدرالي، وفي أبريل/ ومايو 2004 قامت المليشيات التابعة للزعيم الشيعي مقتدى الصدر بشن هجمات على قوات التحالف، وتقارير عن مقتل المئات في القتال بين الجيش الأمريكي الذي حاصر مدينة الفلوجة، وظهرت صور عن انتهاكات ضد السجناء العراقيين على يد قوات أمريكية في فضيحة سجن أبو غريب، وقتل رئيس مجلس الحكم عزالدين سليم في انفجار خارج مقر قوات التحاف ببغداد.
في الأول من يونيو/ حزيران 2004 تم تشكيل الحكومة العراقية المؤقتة الذي تم حلها فيما بعد وحل محلها الحكومة العراقية الانتقالية التي كانت من مهامها الرئيسية تهيئة الأنتخابات العراقية لاختيار مجلس النواب العراقي الدائمي والتصديق على الدستور العراقي الدائمي .
[عدل] مواضيع ذات صلة
- تاريخ بغداد
- سومر
- بابل
- أكد
- آشور
[عدل] المصادر
- موسوعة حضارة العالم أنشأها أحمد محمد عوف.
مواقع مفيدة:
تاريخ العراق – المنتدى العراقي
تم الاسترجاع من “http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82”
تصنيف الصفحة: تاريخ العراق