الاتهامات الباطلة” من “المكروهين”.. احدث طرق “غسيل السمعة

صائب خليل

10 شباط 2025

تفتح فمك دهشة عندما تسمع ان السوداني متهم “بالتقصير” مع الكرد بشأن المدفوعات. وتدهش “لغباء” الرئيس الذي يتهم أكثر رجل منبطح لكردستان وصل الى السلطة في العراق!

وتستغرب لبلادة عا.. الكويت المتصهينة التي تتهم نفس السوداني بشيء ما، بحيث يقيم الاخير عليها دعوى قضائية! وبعد البحث عن موضوع التهمة، تزداد استغرابا للبلادة: فهي “تتهمه” بأن له أخا في الكويت، او اخ كويتي!

أي “غباء: ان تترك كل التهم الممكنة ضد التافه المنبطح للسفيرة، لتزعج نفسها بكون له أخ في الكويت!

والأكثر “غباءا” واثارة للدهشة ان يقيم جرو السفارة دعوى قضائية على هذه الـ .. بسبب تلك “التهمة” وربما كلام عن قلة ديمقراطيته، الخ من “الخريط”!

لماذا لم يقم علي دعوى وانا اتهمه مئات المرات بأنه “جرو” للسفيرة وعميل للأمريكان ويتآمر مع اسرائيل لإدخال العراق في الابراهيمية والتطبيع، وتبديد أموال العراق لكل سافل في الارض وليس فقط سفلة العراق، بل من مصر الى بريطانيا إلى اوكرانيا.. (بشكل عام كل عملاء اسرائيل مدعوون للوليمة)؟

أي “غباء” هذا ان تترك العا.. كل تلك الفرص للاتهام وتتمسك بتهمة تافهة وباطلة؟

هل هو حقا “غباء”؟

في السياسة والإعلام من النادر ان يكون هناك “غباء”! وكلما اثار انتباهك “غباء” ابحث جيدا، وستجد في 90% انه “عبقرية” تلبس ثوب “الغباء”!

وهذه واحدة منها..

فعندما يتهم الاقليم السوداني بظلمه، فسيعطي انطباعا كاذبا زائفا، بأنه قد دافع عن مصالح العراق بوجه اطماع الإقليم، ولا يوجد شيء ابعد عن الحقيقة من هذا! فالسوداني ذهب الى حد ان “مرغل” نفسه في التراب ضد قرارات المحاكم الدولية والعراقية وارتكب جريمة عدم اطاعتها، من اجل دفع سرقات كردستان إلى بعد أكبر مما فعله كل من سبقه!

وعندما تتهمه السافلة بأن له اخ في الكويت، فإنها توحي للجميع بأن هذه اقصى ما يمكن ان يوجه إلى جرو السفارة! وعندما يقوم هو بالشكوى عليها، فهو يوحي للجميع أيضا بأنه لم يسبق ان واجه تهمة في شرفه (وإلا لكان اجدى به ان يشكوا من يفعل ذلك!).

الحقائق، لمن يتذكر الحقائق، تفضح زيف ما توحي به هذه المسرحيات الجديدة والمبدعة، لكن الناس سريعة النسيان وتتعامل مع “الإيحاءات” بدون تمحيص. فهب الجميع يدافع عن جرو السفارة ويلفت الانتباه الى المواقف غير الشريفة للذين يتهمونه. ولم يقتصر الأمر على الدنبكجية عالية نصيف بل شمل ربما اكثر من عشرة نواب عدا من غيرهم، ومنهم حنان الفتلاوي ويوسف الكلابي..

وهكذا تحولت التهم “الغبية” الى “منبر خطابة” وحجة شرعية للطبالين، فأية عبقرية!!

لكن الا يمكن ان يكون هذا الكلام عن عبقرية اعلامية، مجرد شطحة من شطحات الخيال؟ الا يمكن ان تكون فعلا اتهامات يقصدها اصحابها، وانها ربما كانت بالفعل “غبية” و “بريئة” وبعيدة عن تصورات الكاتب وتأويله؟

.

دليلي ضد براءة الموقف وغباءه نقطتين: الأولى هي ما اعرفه عن مواقف السوداني بالنسبة للإقليم، اضافة الى معرفتي بمواقف بقية السفلة الذين تتالوا على العراق قبله، ومن الصعب فعلا ان نجد منبطحا واحدا للسفارة ولكردستان مثله، وبالتالي توجيه الاتهام له مسألة صعبة التصديق تماما.

كذلك أن تقول المتصهينة بأن له اخا كويتيا دون ان تذكر من هو، وان يشكيها للقضاء بدلا من تجاهل الموضوع، مثل الامور الاقوى بكثير التي تجاهلها، ايضا مسألة صعبة التصديق.

النقطة الثانية، كما يلي:

تخيل نفسك لم تقرأ هذا المقال.. وقرأت التهمة السخيفة للعا.. ضده.. ودون ان يكون لها دليل.. ماذا يكون رد فعلك؟ ستشعر انك تقف مع السوداني وتطرح عليها الاسئلة عن اهمية التهمة وعن الدليل، ثم تنتقل الى مساءلتها هي عن شرفها وموقفها المخزي العام في حياتها..

وكذلك الامر بالنسبة لشكوى الرئيس رشيد.. ستهب غاضبا لتهاجمه بكل ما تعرف من حقائق مزرية عن الابتزار الكردستاني للعراق منذ عشرين عاما!

في الحالين ستجد نفسك في خندق السوداني! حتى لو كنت تحتقره! وهذا اثبات أن للحدث تأثير اعلامي ايجابي لصالح السوداني! وبالتالي ليس غريبا ان يكون واحدا من مسرحيات السفارة لدعم جروها الذي فاحت رائحته وازكمت الأنوف! وسيكون من الاغرب ان يكون صدفة، وان تحدث الحركتان في وقت متقارب.. والاكثر منها اثارة للشبهة كون الجهتين المهاجمتين، جهات مكروهة شعبيا في العراق!

كل هذه “الصدف”.. صعب ان تكون “صدف” وان تتجمع لتخدم السوداني، وبطريقة مخفية لا تتطلب منه ان يقف امام الموقعين مثل “البوي” أو ان يفتتح مجسر أو مول بناه مستثمر لا علاقة له به!

إنه “غسيل سمعة” مبتكر ومخفي بعناية لأن الطرق الاخرى صارت تثير الاشمئزاز بدلا من اثارة التعاطف، ولا بد للسفارة من الابداع في المسرحيات الاعلامية لحماية جرائها لكي يستطيعون الاستمرار بخدمتها.