مجموعة ( تحت رغبات حقائبي)

(  آراء ومشاعر )          

أنـطلق َ تاركا ً هـذيان َ أقـدامه ِ المـُتشققة وهـي تـلعن ُ الرمال الجائعة وثـغاء َ النعاج التي هـربت ْ به ِ من ظلام ٍ متعـفن لتـرمي َ

بـه ِ في مساء ٍمـُتحرك ذات مـزاج ٍ كمـزاج البـحر ..

كانت ْ الساعة ُ التي أحتضنت ْ فـرارَه ُ هـي السادسة ُ عصرا ً كما

إنها أحتضنت ْ دموع َ أبيه وإنهيار أمه ُ التي أحتج َ قلبُها على قرار الرحيل وهو في سن ـ الثانية َ عشرة َ ـ ولم تكتمل لديه ِ الرؤيا الثاقبة التي يعـرف ُ بواسطتها قانون الجاذبية من حيث الألتصاق

والتنافـرالمُتوارث في هـذا الكائن البشري .

ولأول مرة ٍ يتنفس ُ الرمل ُأقدام َ الخوف والذي تمطره ُدموع ُ الرحيل الضاج بضياع مجهول وموت عنيد شـَرَد َ النوارس ورملَ

الدجلتين وهـو يركض ُوبلا هـواده ليمتص َ الهواء َمن عيون أمهات سومر اللائي شـيدن َ حضارة ً بسواعد الرجال وعقول ٍ رسمت ْ للعالم طريقا ً يقود الجميع َ إلى الشمس .

فهناك َ صدى ..صدى يفرش ُجناحيه على رأس هـذه ِ الصحراء جاءت ْ به ِ طفولة ٌ نهلت ْ من عـذاب  ـ حزب البعث ـ ذلك التنين الغليظ الذي إنتفخت ْ أوداجه ُمن دماء المساكين وتوسل الأمهات وإنكسار الآباء بعدما حشوا رؤوسهم بجحيم هيجان الرئيس … 2

صرخت ْ دجاجة ٌ كرك..3

عاش َ القائد ..! عا ..أش ..!! … أش …..أش ْ..!!

قالت ْ نملة ٌ : لا تدخلوا القبور ، فالموتى مجانين .. ألقموا بطونـَهم

ـ غاز الخردل ـ وقذفوا في رؤوسهم ـ أناشيد الحرب ـ ولأول مرة ٍ

يعترف ُ الرمل ُبأن ّ النخيل َخسرَ أثنتي عشر َ عاما ًوالكويت ربحت ْ أثنتي عشر َ عاما ًمن الهذيان ..!!

الهذيان ُ الذي طرح َ الفتى في لحظة الوصول ..وأمه ُ تـُفتش ُ عن

النوم ِ أمام َ سجائر أبيه ..!!

أيتـُها الأسماك الأرامل لا تهجـرنني

أنا إله الشمس …أحلم ُ بجمالكن ّ العـذب ، السابح في النور .

أيتـُها الأسماك .. لقد هجـرت ْ الطيورُ عيون َ كلكامش الذي

سجن َمواويل َالحـزن وأكـدّ للعالم ِإنه ُ الطريق ُ الوحيد ُ إلى

أدم .. وكانت ْ الواقعة ..الواقعة ُالتي حملت ْالفتى صاحب الأثني

عشرَ عاما ًعلى الرحيل ..وهـو يقطف ُ معه ُموتا ً جديدا ً..موتا ً

سيقذف ُ بالعالم ِ إلى هورشيما ـ تلك العذراء ـ الحبلى بالدمار..

بعدما رسموا خطوط َ أصابعهم العنكبوتية وبراثن التكنولوجيا

على وجهها .

أيها المستقيم ُ العقيم أحرث ْ النفوس َ الأخطبوطية ولاتنسى أنك َ

الشاهد ُ الوحيد ُالذي سيقتل ُ نفسـَه ُ بيديه ِ ..!!

أيتـُها العذراء.. رفرفي بأطفالك ِ المشوهين أمام َعدالة ِ التراب

ثم أرفعي معطفـَك ِ الملوث لينتفض َالموت ُ المـُلبدُ بالخوف ..

ولتحترق َ هـذه ِ الكرة ُ التي شربت ْ كـُل ّ هـذا النـزيف …!!

أيتـُها العـذراء ..أنتظري قليلا ً ..ثمة َ طفلة ٌ في العراق هـي

ثـوبك ِالجديد …ثوبـُك ِ الذي يـُحدق ُ والموتى نيام .. أكلت ْ أظافرهم الحرب ُ ..الحرب ُقنبلة ٌ حركت ْ أنفـَها ..وبلا تردد

ستنسف ُ التراب َ.

أيتـُها العـذراء …أثنتا عشر َ عاما ً لطائر ٍ غـريب ..هي الواقعة ُ

..الواقعة ُ حقا ً..!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هامش : 1ـ هي رمز إلى شخصية ـ سعد راضي ـ تولد1967

هـرب َ وهـو في سن الثانية عشرة إلى الكويت فارا ً من ظلم

الدكتاتور المجرم صدام حسين .

2 ـ أشارة إلى المجرم صدام حسين

3 ـ كرك .. كلمة دارجة تـُطلق على الدجاجة التي لا تبيض

———————-

———–

أـ

كان المساء ُ يقلق ُ السماء َ

وهو يحمل ُ ضجيج َ العالم ….

وكان الغروب ُ يلعب ُ بغباء ٍ مع الضوء .

ثمة َ عصافير ٌ ترحل ُ…وأخرى تنتظر …وثالثة تحلم ُ بالشمس .

وكانت ْ هنالك َ امرأة ٌ تستوي على كل ِ شئ ٍ … الهواء َ…جسد ُ

الماء الأزلي …غياب َ التراب على سُلم ٍ مخيف .

تحرك َ البحر ُ قبل َ أنْ يقذفه ُ القمر ُ بقراراته ِ الغليظة .

ثمة َ إنهيار ٍ يزحف ُ في أصابع ٍ سمراء.

ثمة َ إنكسارات ٍ تلملم ُ إنزياحها ببطء .

ثمة َ ماض ٍ ينتفض ُ من نوم ٍ بارد .

ثمة َ شقاء ٍ يقلم ُ عيون َ الطين .

شـاهدتـُه ُ وهوفي شتاء ٍ عنيد

يحاور ُفصول َ الثلج

بلغة ٍ تـُجسد ُ…. سقوط َ مردوخ على قلب دجلة

بلغة ٍ تـُجسد ُ … موت َ صرخات نيتشه

بلغة ٍ تـُجسد ُ… مساحة َ رغبات ٍ بيضاء ..كلمات ٍ أ ُجهضت ْ ..

حروفا ً أ ُفرغت ْ من خيولها .

شاهـدتـُه ُ واقفا ً بلا ظل

يعـزف ُ أرواحـَنا بنشيد الحجر .. أخيرا ً

تمكن َ من مجرتي

واضعا ً يديه ِ على أسرار لغتي ..لتدخل ُ بقاياه

في حطام ٍ منفي 1

حطامـُنا جميعا ً ..أيها السادة ..!!

ب ـ

ــــــــــ

أتنقـلُ في مساحات يديك َ

اللتين تقودان جسد الرحيل

من زمن ٍ إلى آخـر ..

أتنقـلُ في أصابعك َ

لأسرق َ من رأسك َ

أنفاس َ بابل .

أتنقـل ُ بين أطفالك َ

الذين زرعتهم في رئتي

ثم أمطرت َ عليهم

حزن َ ترابك َ المجروح .

أتنقـل ُ فيك َ

وأنت َ تقود ُني لسيزيف

كي أغسل َ قدميه ِ

اللتين ِ تحملان ِ جثـتي .

ـ لماذا تقـذف ُ بغيابك َ جداري ؟ ـ

وأنت َ الطريق ُ إلى غابتي

وأنت َ سماء النوارس .

نعم ـ أيها السلطاني ـ

إنفجارُك َ هشم َ صمت َالبحر

وحمـّلني الصعود َ لأقطف َموتـَك َ

الذي تـُدحرجـَه ُ في الوقت ..

نعم ـ أيها السلطاني ـ

نفيـُك َنجمتان ..أو ربما

ذلك الملح ُ المسافر ُ

في دموع ِ مردوخ ..!

نعم ـ أيها السلطاني ـ

نفيـُك َ في عيون الجميع

كل ٌّ يرى صورتـَه ُ فيه ..!!

هامش ـ حطام منفي ..عنوان معرض اقامه حمد السلطان في الجماهيرية الليبية

hasan_rahim@maktoob.com  السويد

——————————–

—————

حتى نبقى عاطلين عن التوهج

——————-

حسن رحيم الخرساني

كـفعل ٍ يتهجى التواصل..

شكلتْ لنفسها التفاصيل في عالم ٍ أقترن بالحلم والموت معا ً ..

دماء ٌ تغسل ُ صراخها بالتراب وعيون ٌ كمقابر َ تجهض ُرغباتـَها

كل ََّ يوم  وهي تتوهم  ُ بالمستحيل ..

إنها الحرب ُ : صاح َ الفرات ُ برأسي

وأحتل َ أول َ دمعة ٍ حررت ْ بأنفجارها  خلية ً حبلى بالسواد

الحرب ُ  : تقيـأت ْ دجلة ُ بصمت ٍ مهذب .

الحرب ُ  : نزفت ْ نخلة ٌ إثرَ شضيةٍ عمياء .

الحرب ُ  :دمدمَ الهواء ُنتيجة َعجوز ٍ تقراءُ الفاتحة.

حرب ٌ   : أحتشدت ْ النجوم ُ لترجم َ هذه ِ الحروف الثلاثة َ لولا الدوران الذي رسم َ ألواناً أخرى ..

ألوانـا ً تهمس ُ ـ هل من مزيد ـ ؟؟ !!

وكـفعل ٍ يتهجى التواصل َ : أُغتيلَ السلام ُ قبل َ أنْ  تتنفسه ُ أرواحـُنا  ـ نحن العراقيين ـ  ومن ثم أُغتيلت ْ

أرواحـُنا لنبقى عاطلين عن التوهج . .

ومن ثم … أ ُغـتيل

لتبقى الحرية ُ يتيمة ُ ألابوين ( دجلة ٌ والفرات ) .

حسـن رحيم الخرساني

——————

تحت صمت ِ السواد ِ تنسفـُني الحرب ُ

وكارثة ُ الزمن ـ فتاة ٌتجثمُ بجانبي ..!!

وصديقٌ يـُشاكس ُ عينيه ِبأبتسامةٍ مـُدللةٍ

وكأنني أعاكس ُ الفتاة َ…الكارثة َ.

الفتاة ُ وصديقي

يبتعدان عن الذاكرة ِ..ويختفيان ِ..

الذاكرة ُلعبة ُ الموت ِ

تـُقاسمـُني الطريق َ..!!

وأنا في الروح ِ

على سـُلم ٍ مـُنكسر ْ.

هناك النخيل ُ……وهنا النخيل ُ

هناك دجلة والفرات ..وهنا دجلة والفرات

هناك أنا ….وهنا..هنا أنا

هناك هنا…وهنا هناك..!

وتنسفـُني الحرب ُ

وصديقي يـُشاكس ُعينيه ِ

بأبتسامة ٍ مـُدللة ْ..!!

————–

حسن رحيم الخرسانـي

هناك خطأ يطارد تلك العينين الرافضتين فــن الخوف …  عينــان تشعان بصمت الصحـراء , وتهرولان بأتجاهـات  متعاكسة….

لكنك عندمــا تضع برأسـك في أي  زاوية من هاتين  المرأتين تتعثر بدموعـك اللائي يقـذفن بك  إلـى  مطر من حنين …. ربمـــــا

أو ربمـا إلى عاطل  عن التواصـل ..!!

أظن أن هنـاك …. وأنت تظن طبعا .. وإلا  لمــا ذا  تتهجى لغتي .. وتشاركني هـــــذا الشتـاء الأخـرس .

في الطريق   :

كانت  أنوثتها يستحي منها النخيــل

كانت أنوثتها تحلم في شموعها  العصافير…كانت أنوثتها غا بة عذراء….كانت أنوثتها مأذنة للدعاء..في  الليل تهبط  بتلك

العينين الى قامتي ….كي تطهرني…تهبط  مثل  نور بارد تدخل أنفاسي وتصلي…تصلي….تصلي.

عينان تشعان بصمت الصحراء…وقلب مثل طفل يتيم…!

انها أمي….أمي.

وليس هناك من يمنعني في هذا الوجود أن أصرخ…..

أصرخ وأصيح….بعد ما  أرتحلت….

هناك خطأ ….خطأ

خطأ جسيم..

——————————————-

————————–

ضوء غائب

أحرثوا هواء َ العراق.. ثمة َ لعـنة ٌ تـُطارد ُ بغـداد َ..وأيّ ُ لعـنة …؟!

أي ّ لعـنة تلك الـتي صداها يتجدد ُ..ليأكل َما تبقى …وما سوف يتبقى ..!

أحرثوا قـلوبـَكم ربما تـنـتـفـض ُ من هناك ثـورة ُ الـرماد الأخـير .

أحـرثـوا أرواحَكم  .. تلك المآذن ُ التي تـُمزق ُ بـعـضها الـبـعـض .

أحـرثـوني أنا .. أنا صوتـكم الذي لا يـنام !!

صوتـُكم الذي يـركض ُ مـعي ..يركلـُني كـيـفـما يشاء ويـحـملـُني

مـثـلما يشاء ـ طفلا ً ـ  يـصرخ ُ في وجـهي ويـبـكي مـعي …

نـضحك ُ سوية ً من هذا الوطن !!

الوطن ُ الصامت ُ كناقـوس ٍ هرم ….!!!

ثمة َ لـعـنة ٌ تـولد ُ من أنـفاسـِنا … لـعـنة ٌ قـذفـتـها عـيون ٌ عـمـياء ..

عـيون ٌ أبوابـُها أرامـل ..وطـرقـُها جـثـث ٌ لعـصافـير َ تحـلم ..!!

أنـهارُها دم ٌ مـلوث ٌ بالخـردل ..كـذلك بسلسلة ٍ من ألم ٍ مـُتـكدس .

أيـتـُّها السماء  لا تـفـتـحي  نافـذة ً للشمس ..فاللـعـنة ُ ضوء ٌ مـُخـيف

تـصعـد ُ …تـنزل ُ …تـمشي ..!

اللـعـنة ُ شئ ٌ غائب ٌ مثل أنوثـة ٍ ترسم ُ طريـقا ً لجـهـنم يمـتد ُ من رأسي

إلى قـدمي ّ ….

قالت ْ سمكة ٌ حبلى بالدمـوع :

هذا المساء ُ يـبعـث ُ التراب ُ قافـلة ً من الموتى ليـحاكموا قـدرَهم ..!

قال بلبل ٌ سرقـت ْ تـغريدَه ُ الطائرات ُ :

ـ الطائرات  تـُدمـدم ُ بلـغـة ٍ لا تـفـهـمـُني ..ـ

لـغـة ٌ لا تـفـهـمـني

ولن تـفـهـمـَني ..

كالعـنة  ..!

القزم

لا شئ ـ اللصوص ـ  قـالوا هـكذا… سرقـوا كفـن َ الوطن وتـركوا العـيون

َتحترق ثم ناموا على سرير ِ

طفـل ٍ وحيد ٍ بعـدما ألقـموه ُ للتراب ِ عاريا ً بلا رأس .

ذات مرة ٍ قـطعـوا أ ُذني ّ وأتهموني بالخيانة ِ العـظـمى … مارسوا لذتهم أمام العالم { فهم أقـزام ٌ بأجساد ِ فيلة ٍ } ..كذلك أظافرهم التي تـلعـق ُ الدم َ وتـُسجل ُ حرارة َ الصيف ِ وبرودة َ الشتاء ِونبضات

القلوب ِ التي تتبعـثر ُ هنا وهناك . ومثلما زعـموا : لا شئ

أعلن َ ـ القزم ُ الأكبر ـ  صاحب ُ الرأس المدور والشفاه المتعاكسه :

أن ّ العالم َ نملة ٌ وسيـُحيلـُها  إلى رماد ٍ بزفيره ِ المر .. قالها أمام َ { القطط وسلاحف النهر وفئران

الحدائق المنزلية وبقايا قنافذ منقرضة } … ثم حرك َ شاربـَه ُ ذو الشعيرات المهاجرة للموت وشهقت ْ

عـضلاتـُه ُ بزلزال ِ الدمار وكان القـرار الأخير … { ذلك الحلم الذي راود َ أباه ُ ـ المجهول بالنسبة ِ

للجميع ـ  أوربما الحلم الذي راود َ خنزيرة أكلها الرجال ُ في الليل ثم رحلت ْ تاركة ً خلفها القوم الكبير }

فالسيد ُ القزم لا ينام حتى يتيقن ُ بأن ّ خطوط َ أصابعه ِ ثابتة ٌ..ورغم َ ذلك فهو مؤمن ٌبأن ّ الرياح َ لابـد ّ

أن تخترق َ أنفـَه ُ المسطح وتـقـذف ُ بـ ـ هتلر ـ الراقـد ُ هناك وترمي به ِ إلى الجحيم …

والـ ـ  لا شئ ـ مسافر ٌ دائما ً في رأس ِ الأرض ِ يـقـطـف ُ صراخ َ اليتامى وأنين َ الأرامل ِ ويحملـُهما

بيديه ِ ويزرعـُهما في السماء ِ .. ولكن بحذر ٍ مـُطلق ٍ . المهم {هـو لاشئ }

فهم قـالوا وأثـبتوا ذلك أمام َ جمعية حقـوق الإنسان وعلى طاولة ِ الأمم المتحدة .

ولكن ّ ـ  اللاشئ  ـ  يقـول ُ :

دون َ ـ لا ـ  تنفـد ُ الكلمات ُ والشئ كذلك

                              إلى : عود ثقاب .. والسواد فقط

لمعطف ِ السنوات ِ شتاء ٌ طويل ٌ له ُ نوافذ ٌ زججتـُها من الصمت ، فهو يُسرح ُ الرياحَ ويـُجند ُ عيون َ البحر.

من جديد أتعبني أصبع ُ الخوف ، ربما لأن َ المطرَ أكثر ُ أحترتقا ً من حبيبتي .. لهذا سأصنع ُ للمنفى ساحلا ً ليمنحني طائرة ً ..،، أنا أكره ُ الطائرات ِلكن َّ قامتي لا تنحني للسرعة ِ .

عشاق ُ الورود ِ يطلقونَ النجوم َ من محطات ِ ألسنتهم بلا جوازات ، أما لينين هو الوحيد ُ الذي كذب َ على الثلج الذي إنهار َ أمام َ أول ِ عود ِ ثقاب ٍ مبرمج ٍ …..

لماذا فقدتْ جمالـَها الحرب ُ في وجنتي الفراتين ِ ..!!؟

هذه ِ النهار ُ تكررُ نزولـَها لتحرق َ بكارة َ الأرض ِ، إنها قضية ُ التراب ِ ولاتعـني أحدا ً إلاّ فصيلة  القوارض ..!

أمس ثملتْ الأثداء ُ بدفوف ِ الأكف ِ وهي ترقص ُ للسواد ِ .. سواد ُ عام 1980 م حينَ فتحت ْ فروجـَها المدافع ُ كي تلدَ أُنثى تلتهم ُ النوارس َ وتبيض ُ المهاجرين َ.

جميلة ٌ أنت ِ أيتـُها السجارة ُ لحظة َ تقتلعين َ حصى الرئات ِ لنتام َ العواصف ُ ، لكن ّ ثيابَ أصدقائي تـُطالب ُ لعاب َ قلمي بالبصاق ِ على القطبين ولا أعني سوى ـ الكراسي ـ .

هذه ِ المرة ُ أختلط َ رأس ُ القطار ِ بهذيانات ِ ملوحتي الجنوبية ِ ، بيدَ أنّ العيون َ الزرقاء تستعير ُ وجهي وترمي به ِ به ِ إلى الداخل ِ .. ربما الخارج من القلب .

اليوم َ تذكرت ُ دجاجتي العانس وهي تفكر ُ بالأنتحار، وأنا أهدي لها سنبلة كي تمتزج َ حروفـُها بخريف صوتي .. كذلك َ أستقبلني وجهـُك َ أيـُّها البرد ببطاقة ٍ خسرتْ لعبة َ التأمل ِ وأ ُخرى تتواصل ُ معي لعلـّها تخرج ُ من المارثون ولا يـُصيبـُها الصلع ُ..، الصلع ُ لا يشترط ُ البياض َ ولا المساحات ، بل يشترط ُ مكانا ً معينا ً يستلقي فيه ِ ،، هذا ماعرفتـُهُ عن شوارع ِ البصرة ِ والعمارة ِ والنجف ِ وذي قار والجنوب  والشمال والوسط وأيضا ً عن ـ المـُلـّهم ـ بعد َ أنْ هرّبَ أنفـَه ُ إلى جهات ٍ تستعين ُ بالفروج ِ ( أعني فروج َ المدافع ِ ) ، وهنا أعود ُ إلى البقرة ِ التفهم َ جيداً بأن ّ حليبـَها حالما ينفـد ُ تكون ُ هي قابلة  للطيران ِ.

أيـّها المعطف ُ الطويل

 لا نوافذ َ للشمس

لانوافذ َ للنخيل

لا للموتى ..

أيـّها المعطف ُ الطويل

أمنحْهم  اللجوء

وشفعْ لطقطقات ِ أسنانا

ودعْ ألسنة َ المساجد ِ ترفع ُ الأرامل َ

وتقود ُ السوادَ إلى الجنة ِ .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كـتبتُ هذا المارثون  في القطار القادم من إستوكهولم إلى تريليبوري عام 2001

                        نشيد لكارثة تحدق

تحت َ ذاكرةٍ متخمةٍ بالرمال وعينين تتسلقان جبلا ً أخضر أحاط  بي الشاعر العوكلي شاهرا ً أمام َ توحدي مائدة ً من جمر ………

مائدة ٌمن ذهب مثل صاحبي القادم من القيقب (1) تلك القرية التي أسستْ لنفسها وطنا ً من النسيان لتظلَ تمطر ُ من الشعراء الذين ستفتخر بهم أمتـُهم ولو بعد حين …ولأنني متخم ٌ بالهزائم  حفرت ُ لي خندقا ً ما بين أناملي والذكريات حتى أتوهج ُ بنشيد ِصاحبي الذي يتمكن ولا يصل .. ليصل بذاكرة ٍ لحوحة ٍ تهرول ُ به نحو الشمس وتتربع ُ على عرش طيوري .. ولكن هناك َ حلم ٌ يخفق ُ في القلب …هناك أمنيات ٌ تعطلت ْ ألوانهُا عن الدوران … وهنال أمل ٌ أ ُلقيَ القبض عليه بتهمة ِ الأنفتاح … وهناك كارثة ٌ ..

كارثة ٌ تـُحدق ُ …وعالم ٌ

يغفوا على لحن ِ دم ..!!

( وهل يـُمكن ُـ والليل ُ ضيق ٌ كرئة ) ـ 2 ـ

الممكن لا يعني الوصول إلى ـ س ـ بل الدخول إليها من نقطة الوعي الذي أدرك الغاية لتحقيق  الهدف بأتجاة الممكن الثابت والمتحرك حتى تبقىـ س

ـ تنتمي ولا تنتمي وبذلك نحققُ المزيد من الوقوف أمام التدفق الذي يعصف ُ به ( الأنترنيت ) أو ما أ ُسميه ـ  بالعفريت الذكي ـ …

وتحت ذاكرة ٍ متخمة ٍ بالرمال يبقى الشاعر العوكلي فاتحا ً ذراعيه لأمرأة ٍ لا تصل ..( هل يمكن ..

أن يظل َ القلب ُ ..

فاتحا ً ذراعيه لأمرأة ٍ لاتصل ؟ ) ـ3 ـ

إن امرأة َالشاعـر هي نسيج من عطل ٍ في المجتمع الليبي من خلال النظرة السائدة في ذلك المكان ..لذلك أطاح َ الشاعـر ُ باللاممكن ليقدم َ الممكن كي يستفهم َ به وبعمق من خلال القلب ـ ذلك المارد الذي أحال َ الكائن َ البشري إلى دموع .. ـ

أحالَ أمة ً تتابع ُ موتـَها الكسول َ وهي تراهنُ على قنافذ ٍ تتراقص ُ فوق َ الكراسي … قنافذ ٌ تتحرك ُ ببرامج ٍ صـُنعتْ بأيد ٍ خشنة ٍ ..أيد ٍ تضحك ُ في النوم .. ولا تضحك ُ ـ طبعا ً ـ أمام النور حتى لا تتهرئ أسنانـُها الملطخة بالدم ..!

هناك قمر ٌ هرم

وشمس ٌ عجوز ..

هناك أنهار ٌ من الغثيان

وهناك طفل ٌ ـ طفل ٌ عربي ـ لا يقبل المساومة َ على الوصول ولو بعد حين ..

ويبقى سالم العوكلي يضيئ ُ ـ بقوة ٍ مرة ٍ ـ عتمة َ الرأس من خلال السؤال المبطن بالبياض وهو ينادي أمتنا العربية ويصيح :

( فهل يـُمكن أن ننام َ على ركبتك ِ

يا أمتنا المتعبة

متجاهلين َ أرتعاشـَك ِ

والسعال القادم من غرفة ِ نومك ِ ..) 4

ربما يمكن ُ إذا ما نزلنا

إلى الممكن ببصر ٍ من حديد .

  • من مجموعة ( مقعد لعاشقين ) دار الكتب الوطنية ـ بنغازي ـ ليبيا ـ سالم العوكلي

1 ـ القيقب : مسقط رأس الشاعر

2 ـ 3 ـ 4 ـ مقاطع من قصيدة ـ لا شئ بعد ـ لنفس الشاعر

لغة ٌ خلعتْ اسمَها

في خبر كان   

A    ـ

حتما ً أنّ .. خبر  كان يعرفـُك َ جيدا ً

والدخول كذلك …

حتما ً تشهق ُ من الشوق ِ إليك َ :

ميسلون والفردوس

الميدان والحرية

الرصافة والشهداء

الإذاعة ….وليستْ وزارة الدفاع ..

فأنت َ نشوة ٌ من حلم ٍ ترقص ُ فوق َ أروقة ِ المكان

تنثرُ عطرك َ العراقي…وتغرد كماء دجلة .. وتحزن مثل الفرات …

تنهارُ أمام وجع الأرامل .. تتوكأ على حروفك َ وتغص بالكلمات  ..!!

كلنا كلمات ٌ … لكنها سوداء ..بعدما لوّث بكارتـَها الدخان ُ.. وحيض الحرب ..

الحروب ُ التي أحالتْ عشتار َ إلى ظلام ٍ ..

ظلام ٌ عاطل ٌ عن السكون ..!!

أحالتْ نجومـَنا بلا عيون ٍ .. والقمر َ العراقي أميرا ً يتيما ً …

الحروب ُ التي زرعتْ بأرواحنا الظلام .. وبأضلعنا إرثها المقيت .

حروب ٌ تجوع ُ … وقياصرة ٌ تضخ ُ لها الدم ..!!

قياصرة ٌ من حجر .. أحلامهم رمال … وطرقهم مبلطة ٌ بالذهب ..!!

أمراء ٌ شواربهم بلا ثمر … تتوزع ُ فوق الوجوه بلغة ٍ صماء.

لغة ٌ خلعتْ إسمـَها وأحاطتْ بأبي نواس والمتنبي وشارع الرشيد.

إنها لغة ٌَ الفصول ..

( وما من نداء ٍ وما من مجيب ) 31

ويبقى .. خبر كان .. والدخول  يعرفونك َ جيدا ً

وكذلك نوارسي ..

نوارسي اللواتي استفقن َ على صوت  ِ كان وليس خبرها … استفقن َ

وأنت َ تشاهد ُ الرماد َ الملغم َ بالليل ..

الملغم َبالموت حتى الصباح …

الصباح ُ سجائرك َ الباقيات … سجائرُك َ التي تقول ُ :

( ومرَ علينا المماليك ُ والأنجليز

سلاجقة ٌ… بويهيون .. برامكة ٌ .. وحنابل ..

خوارج ٌ .. أمويون ..

كل ٌ تفـنن في القتل والسخل والجلد ,,) 87

ويبقى حفيفك َ يرسم ُ كل َ السنين .. وتبقى أصابعـُك َ خيمة ٌ للنخيل

وأنت َ الحقيقة ُ والحلم ..

وأنت َ الذي لايـُجيد ُ الثبوت … تشيد ُ للتوازن ِ

وتعزف ُ لحن َ الوصول ِ إلى نقطة ٍ ..

( نقطة ٌ لا تجيد التحرك

إلا على الدوران …) 76

( ليس لنا

موعـد للرحيل .. ولا للرجوع ولا للوصول

للموت ولا للحياة … هكذا نحن …) 76

نعم

هكذا نحن نرقص ُ حد الثمالة

ونبني العراق …

نرقص ُ حد الثمالة

لنخيط َ ثوبا ً للقمر

وثوبا ً لكل البشر ..

( ياوردة القلب .. لاتستفـيقي ..دعي الحلم َ ينمو …) 88

لماذا إذن …؟

لماذا يريدون قتل َ القمر…؟؟

لأني الوحيد ُ الذي ألبس َ الطير َ أغنية ً

وفاز َ بإمرأة ٍمدت ْ جدائلها إلى الشمس

كي يستريح َ النور ..

بعدما أختنق َ التراب ُ بالدم .

هكذا نحن ـ أيها العبيدي ـ

أمامنا ـ وبالتأكيد ـ غابة من الوحوش ..

لكنه ُ النهر يبقى هو السيد المستمر

وتبقى السماء ُ

تشهد ُ لبابل َ بالخلود ..!!

——————–

B

إننا تلك المسافة الحبلى بالنشيج

والنشيج ُ المستمر …

وتأريخ ذاكرتي منح َ لوطنه فرصة الدخول والغوص

في التأمل ولكن على حساب ( الدخول في خبر كان )

الدخول ُ هنا

لايعـني سوى الخروج من منطقة سلـّمتْ للشاعر العبيدي مفايتحـَها

بكل خشوع ٍ وهو يتوحد ُ فـيها بكل نوافـذ الروح وأنهار القـلب …

( منْ يضمني حتى أنام ..

منْ ذا يعيد بدمعه صفـو الحياة

وبهجة الرمان في زهو البساتين ..) 32

وحيثما يوجد التوحد تنتشر ُ جيوش ُ الفـراق

لتسوق َ بعصاها الزبد َـ وهل يذهب ُ جـُفاء  ..؟ ـ

( منْ ذا سيحملني إليك

وقد نأت بيننا الدنيا ..) 32

( الليل ُ يصرخ ُ في عـيوني والشوارع والأزقة ) 34

الصراخ ُ هو تقهقر ُ الذات للوصول ِ إلى الهدف ولكن عن طريق الرؤيا الثابتة

من خلال العيون حتى تطمئن النفس ُبعدما تسد الحاجة التي أفـتقدت ْ مملكتها في اللحظة التي كانتْ هي تتجلى في الجسد عن طريق الحلم …!!

لكن صراخ الليل

لايعني أن هناك حاجة أراد َ صاحبـُها أن يشبع َ رغباتـَه ُ من رحيقـها .. بل هو إعلان عن إنهيار ثابتْ ومستمر .. وموجها ً

حرائقـَه ُ أمام عيون الشاعـر

مجرجرا ً معهُ الشوارع َ والأزقة َ

حتى لا يبقى حيز يلوذ ُ به الشاعـر

إلا من هذا النزيف المبرمج بأيد ٍ خانت ْ أظافرَها لتختزل العناكب والخفافيش أيضا ً ..

ويبقى صراخ ُ الليل

وتبقى أنوثة ُ النهر

ويبقى البرتقال ُ السابح ُ مع القداح

وتبقى ـ عاشوراء ـ  والغربة ُ… ولون ُ الذل..

هناك .. تشقـق َ قلب ث الشاعـر

إلى كتب ٍ .. جدار ٍ .. وطريق

ليخلق َ لنا رغـيفا ً

أحاط َ به ِ كل ُ الشهداء ِ … ولكن :

( ما من نداء ٍ ولا من مجيب ..!!  )

هامش

( 31 ـ 87 ـ 76 ـ 32 ـ 34  ) مقاكع من مجموعـة الشاعـر

وديع العبيدي ـ الدخول في خبر كان ـ

دار الأمين للنشر والتوزيع ـ القاهرة 2004

                                                   حسن رحيم الخرساني

                               ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

هناك أصواتٌ أنتهكتْ جداري وهي تمضغ ُ الحربَ بأثواب ٍ وسوس َ لها الخيالُ المتزن ـ طبعا ًـ والحاصلُ على شهادة ٍ من المقابر والأخرى في إنتهاك حقوق ِ الإنسان من ـ الأمم المتحدة ـ ولا سيما بعدما رحلتْ الطيورُ من أهوارالجنوب في العراق تاركة ً للمدافع جثثا ً تشاهد ُ الموتَ وأخرى رفضتْ البقاءَ لذا رحلتْ بلا وداع ٍ يُذكر…

وإنني ـ وقلمي النحيل ـ اتنفـقـنا دون حراس أن نصافحَ هذا الإنتهاك من أجل ـ كلكامش ـ فهم أحفاده .. وكذلك من أجل المبدع الجميل الذي لملم هذه الشظايا  ـ  أصوات الشعراء ـ  وهو الصديق الشاعـر وديع العبيدي في كـتابه ( أحفاد كلكامش راهنية الشعر العراقي ) (( 1980 ـ 2000 )) . 1ـ

لقد تفجرتْ في رأسي العصافير والتي أحالتْ وجودي إلى نجوم توزع أنوارَها لتلتقـط من هذا الظلام الحالك أنينا ً يتهجى الدمارَ ويستنشق مجازرَ أدمنَ فاعـُلهاعلى التواصل فوق راحتي ـ تمثال الحرية ـ ولأنني لا أحمل ُ تصريحا ً كاملا ً يخولُ أصابعي بالصراخ رسمت ُ لقـدمي  قاربا ً أتعبني صنعه حتى أعـبرَ بهِ  إلى كهوف الشعراء الذين لوث أمزجتَهم الدخان ُ

والغازات السامة.. وبعدما سقط حمورابي أمام مسلته ِ  شاتـما ً الحضارات َ والزمنَ الذي يحتكرُ لنفسه ِ هذه الحياة ….واليومَ

وأنا على ساحل ٍ  مفـتوح ٍ هاجمني ـ الكاكي ـ وهي يطلق ُ بوجهي جنة َ روحه ِ قائلا ً :

((أستيقظ الشعب الذي كان يقظا ً

على قيامة ٍ ملونة ٍ

صوت ـ المنصور ـ

كان يأتي من بئر ٍـ عباسي ـ جدا ً )) 2 ـ

وحتى لا أغادر مكاني استمسكت ُ بشيخي ـ أبو العلاء المعري ـ ليقـودني في هذه المتاهة الجميلة وليكشف َ لي عن سر هذه اليقـظة ِ النائمة تماما ًوالتي إنتفظتْ لتعود إلى سباتِها من جديد وعلى يد ِ المنصور ( منصور ُالعراق الذي تربعَ على العرش 1979  ) .. والذي أشعل َ قيامات ملونة لا قيامة واحدة ولاريب يعرف ُ الجميع ُ مواويلها .. الذي ظهرَ للوجود ولا يعرفُه ُ أحد ٌ سوى البئر الذي أخرجه ُ من سليل العباسيين ، وهم لغة ٌ لايفهمُها إلاّ ـ إخوان الصفا وخلان الوفا ـ لغة ٌ أتاحتْ إلى كولومبس البزوغ ثانية ً ولكن على حساب تموز..الإله تموز.. الشامخ كالرصاص ..

(( رصاص ٌ في الحرب .. في العرس ..في المآتم

مناخنا رصاصي  …. استوائي على مدار السنة  )) 3ـ

إنني أنذرُ روحي من أجل أن أعانقَ هذا المآتم الرصاصي ..العرس الرصاصي ..الحرب .. كي يفتحَ المناخُ همهمة َ التراب أمامَ الأمهات ..والحاضن أكبادهن المعدومين .. الحاضن أكد ..ولكش ..وسومر ….وكذلك ـ شوارسكوف ـ 4 ـ وهو يضحك ُ والطائراتُ تضخُ له ُ بإبتساماتها ـ البوشوية 5 ـ الحالمة بأرض السواد ..السواد ُ الذي يطوفُ في القلوب ..سارقا ً عطرَ النخيل ِ ثم نطفة ٍ مازالَ رحيقها في السماء !!

أيتها السماء

مَنْ سيصطادُ لنا سمكة ً ؟؟

وكلُنا مشينا إلى الحرب ..؟!!

إنني في طرق ٍ لا تؤدي..وبي وجع ٌ جالسٌ ..

أجرُ خطايَ إلى الدجلتين .. أتعثرُ بالهواء ِ

المنتفخ ِ بالدم ..!!

(( حرب كثيفة ٌ … تتوسد ُ أيامي … تتوسدُني  )) 6 ـ

أنا غابة ٌ من الرطب ..سخرت ُ الطوفانَ لي حتى أطهرَ الأرضَ ..ليكون السلام قميصا ً لأخوة ِ يوسفَ .. لماذا إذن …؟

لماذا حملتْني الرياح ُلتلقي بي على مسامير هوريشيما كي تعلنَ حريتي كما تشتهي الصواريخُ وأسنانُ أمريكا ..؟؟

إنها إنوثة ُ الثلج ِ.. وهي تفتحُ ساقيها أمام لينين وماركس بعدما أصابهما الغثيانُ المشع من دهاليز ـ البيت الأبيض ـ

ولم لا .. وصاحبي يقولُ :

(( نحنُ صحراويون بلا رمل … وبحريون بلا ماء …لانريدُ شيئا ً … فقط ..

  نريدُ مزج الأوان …نريدُ أن …..نتوازن ))  7 ـ

التوازنُ لايعني أننا نشذبُ لحانا ونحلقُ الشوارب .. إنما نتشظى ونحدقُ جيدا ًفي أي الإتجاهات علينا أن نقف َ بجسد ٍ واحد ٍ وعصا واحدة ٍ يخرُ أمامها السحرةُ سجدا ً لله ..

يا أحفاد كلكامش :

(( لا عاصمَ اليومَ من السقوط …

 لا عاصمَ من الخسارات …

  لاعاصمَ من الرمال

وهي ترقص ُ في أفواه الشياطين  )) 8 ـ

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

هامش

1 ـ أحفاد جلجامش ..راهنية الشعر العراقي 1980 ـ 2000

من منشورات ضفاف ..إعداد وتقديم وديع العبيدي .

2 ـ  خالد كاكي شاعر عراقي مقيم في مدريد .

3 ـ  مقطع من قصيدة ـ من مفكرة جلجامش ـ للشاعر خالد كاكي .

4 ـ  شوارسكوف : قائد عمليات عاصفة الصحراء في حرب الخليج .

5 ـ  البوشوية : نسبة إلى الرئيس الأمريكي جورج بوش .

6 ـ  مقطع من قصيدة ـ حروب ـ للشاعر العراقي عباس اليوسفي .

7 ـ  مقطع من قصيدة ـ توازن ـ للشاعر العراقي علي الإمارة .

8 ـ مقطع من قصيدة ـ قهوة الأرض ـ للشلعر حسن رحيم الخرساني .

في مالمو السويد

قالتْ لنا البصرة

في ضجيج الكلمات

رأيتُ ملامحي تبحثُ عني

رأيتُ قصيدة ً جالسة ً بمنفاها

رأيت ُطاولة ً حبلى بالخجل

ومقاعد َ تجادل ُ الفراغ …

وفي ضجيج الكلمات

رأيت ُ القاعة َ بساقين ِ نحيفتين ِ

تنحني للجميع ..!

لذلك قررت ُ أن أقفَ بجانبي

وأعتذر ُ للمطر

فالشمس بين أصدقائي لها مذاق ٌ

يحيلُني إلى طفل ٍ يرقص ُ في النوم ..

يحيلُني إلى …

(( حين كانتْ المدينة ُ شيئا ً

مجرد ُ شئ ٍ على عربات القطار )) 1

صرختْ الشاعرة ُ ـ وفاء عبد الرزاق ـ

بينما كنتُ أنا مفككا ً بين قصائدها التي تتعثر ُ في الظلام

والبصرة المتربعة في العينين المالحتين بالحب …

ولأنني لا أفرشُ أنفاسي على طريقة التصفيق سحبتُ قلقي بهدوء

وتوقفتُ أمام هذا الون الشعري الناهضُ بالجمال على أنامل امرأة ٍِ

ألبستْ رحيلَها وتهشمَها أثواب النجوم ..

لكنني ممزق ٌ والطريق ُ إليها غريب ٌ … غريب ٌ

مثل شوارعها التي تلعب ُ بأنعكاسات ِ غروبها

وهي تقول :

(( كانتْ الحسناء ُ

تستدعي بعضَ مقاطعها للصياغة  )) 2

وللصياغة ِ سر ٌ يا ـ وفاء ـ

وبعضُ المقاطع ِ بعض ٌ من الصبح ِ

وإلاّ ستموت ُ الأغنية ُ ويتلاشى ذلك الموتُ

الساجد ُ بين الدجلتين ..

وتبقى الحكايات ُ

على قارب ِ في ـ صوت ٍ يكتمل ـ

(( في الرماد تغطى بما حاكتـْه ُ أبر ُ السنين

كل الطفولة ِ المهاجرة …)) 3

الرماد ُ عصفور ٌ أعمى فرَ من الحرب

وفي ذكرياتي

نحتَ له ُ من الرصاص ِ تأريخ َ نخيلي ..

(( اليوم جففت ُ دمع َ الهواء

واحترقت ُ …)) 4

الحريق ُ الذي أصطدمتْ به ِ ـ وفاء ـ

ذلك الدمار الذي أبتلع َ حضارة َ  الرشيد

ورمى بأبناء العراق وجاء َ بالليل …

أيها الليل ُ :

(( كلما أتسع َ الحزن ُ ….)) 5

(( يمر ُ العراق ُ

فإليّ به ِ

إليّ .. إليّّ

حان الوقت كي أكتمل  )) 6

لكنها لم تكتمل شاعرتنا الجميلة ـ وفاء عبد الرزاق ـ

لأن ّ نصفها الآخر في البصرة ِ

كان يردد ُ معها ـ تحت َ قانون التوحد ـ

لغة َ المنفى …

كتبت ُ هذه المشاعر بمناسبة الحفل الشعري الذي أ ُقيم للشاعرة وفاء عبد الرزاق

في مالمو ـ السويد يوم الجمعة 2007ـ7 ـ6

هامش

———–

1 ـ 2 مقاطع من قصيدة حكايات منغولية للشاعرة وفاء عبد الرزاق

3 ـ 4 ـ 5 ـ 6 مقاطع من قصيدة صوت يكتمل لنفس ا

                    

في خليج إنتظاري حقائب ُ تفرش ُ سفرَها للفصول ِ

وتحت سرير ِ شعرِ ِها المبلل ِ تتهجى سنابلُ ذاكرتي رموزَ الدوائر ِ حين تصطدم ُ المجرات ُ ببعضها البعض من حيث ُ التوهج ِ المستمر ِ بين مملكتي أنا والغلاف ِ البار بالأشياء ِ والذي يمنحُني ألق َ الإنعكاسات ِ وحرية َ الإنتقال ِ في المعنى ، كما أنه ُ يرافقـُني بأمانة ِ الصمت ِ حينما أتؤكأ ُ عليه ِ حالما يخذلـُني الطريق ُ إلى الوصول ..

الوصول ُ لايعني أنني في الذات أو العكس ، بل الخروج من قبضة ِ التوهم إلى منطقة ِ التوهم ِ المضئ والمعتم معا ً.

وبذلك تتحققُ رغبات ُ حقائبي في النهار .. النهار فقط .

ولمَ لا وكلُ شئ ٍ قابل ٌ للتأويل مادامت ْ طرقـُنا ليسَ لها من نهايات ، ومادمنا نهرول ُ بزوايا لاتتشكل ُ أبدا ً .. ولن تتشكل أبدا ً ….المهم

كما تعودت ُ أن أتنزه َ بأخضرار تمكـُني هبطتْ على سفينتي وـ بعيدا ً عنهم ـ الشاعرة ُ سمرقند بأمواج ٍ أحتضنتْ تفككي دون َ هاتف ِ مسبق ..، أحتضنتْ سمائي بقيثارة ٍ والتي بعدها  ـ طبعا ً ـ سيغارُ جلجامش منا  حين تقول :

( إليك َ بقيثارتي ….

سيغار جلجامش منا

فيتخذ ُ له ُ حبيبة ً

ضاربا ً عن عشبة الخلود ..) ـ 2 ـ

وبما أنَّ الطرفين ِ سيتحدان ِ في قلب ِ قيثارة ٍ واحدة ٍ في النهاية ِ كان لابد ّ لعشبة ِ الخلود ِ التوحد معهما قبل َ أنْ يقررَ جلجامش العدول عنها وأتخاذ

حبيبة  ًبثوب ٍ جديد …

هكذا هي الشاعرة ُ سمرقند عندما تحدق ُ من وراء الظل وأمام َ فحولة ِ الشمس .. تصرخ ُ وبلا تردد رغمَ أنّ للعيون ِ أحكامها في لغة ِ الضاد .

وقبلَ هذا وذاك تتساءل ُ الشاعرة ُ في أول ِ القصيدة ـ  بعيدا ً عنهم  ـ :

( أتساءل ُ

أيّهما أكثر ُ حكمة ً وجنونا ً

تحليقك َ في فضاء ِ صمتك َالمتسرب ِ

أم ْ سقوطكَ المنتظر في مصيدة قلبي ؟ ) ـ 3 ـ

ثمّ ترسم ُ لسؤالـِها سؤالا ً آخر َ :ـ

( ماذا لو قصصْت ُ أجنحتي

ودثرْتـُك َ بحريرها

بماذا سأحلق ُ إليك َ ؟  ..) ـ 4 ـ

ثمّ تعود ُ للذات التي تجد ُ أكتمالها فيه لتمنحَه ُ أنوثتـَها بقيثارة ٍ حملتْ كلَ شئ .. ( إليك َ بقيثارتي …)

ولم يتوقف النهرُ بل ظلتْ الشجيرات ُ تـُردد ُ صداه ُ وتـُغني …

وظلتْ المسافات ُ تكتب ُ أنين َ التلاطم ِحين يرفض ُ الألتصاق والتنافر ..

وظلتْ اللغة ُ عاجزت ٌ عن الإنصهار في هذا التناغم ِ الملون ِ ـ بالكهرباء ـ

وبقيت ُ أنا أتعلم ُ فنَ النحت ِ كي أ ُنجزَ تمثالا ً من عبير ِ الشاعرة ِ .. وحتى أطهر عتمتي بضياء الحب ، الحب ُ الذي لايهزمـُه ُ الجليد ُ ولا براثن ُ الوحشة ِ ..

( أدخرت ُ لك َ حريقا ً في دمي

أذيب ُ به ِ جليد وحشتك َ …

…………………………

…………………………

سأعلمـُك َ دروسا ً في النحت

لتنجز َ تمثالا ً من عبيري ..)  ـ 5 ـ

العبير ُ الذي لا ينفد ، بل يشتعل ُ كلما مرَّ به ِ الزوال ُ ..

ولا زوال حينما ينثر ُ المطر ُ أنفاسـَه ُ على الأرض .. الأرض ُ التي تحلم ُ وتسكر ُ بحفيف ِ خيال ِ الغيث ِ لترتدي الرؤيا والحياة َ على سرير ٍ من النور …

تقول ُ سمرقند : ـ

( وعدت ُ شجري بمطرك َ

فسكرتْ عناقيدي

ألتصقَ نداك َ بلحائي

فأخضرتْ الأرضُ ..)  ـ 6 ـ

وقبل َ أنْ يفلت َ البعيد ُ .. القريب ُ

يتضرع ُ القلب ُ بشعاع  ِ الدعاء

ويقول ُ : ـ

( اللهم عجل فرج هودجي

بعودتك َ لخبائي

أيها النائي كالصباح ِ

عن مقلة ِ ليلي المجنون ..) ـ 7 ـ

………………………………….

هامش

( من ديوان بصمات قلب ) للشاعرة سمرقند

1 ـ بعيدا عنهم ـ قصيدة من الديوان المذكور

2 ـ 3 ـ 4 ـ 5 ـ 6 ـ 7 ـ مقاطع من القصيدة

                

      

                                (1 )

الليل ُ جدال ٌ مستمر

يصحبـُني إلى وطن ٍ غائب

إلى سماء ٍ من دموع

إلى قلب ٍ حالم

إلى طفولة ٍ تطهر ُ الخوفَ …

الليل ُ عيونـُك ِ التي تـُقاسمـُني  وحدتي

أو أضطرابات المسافات في سفري .. ( هنا عمان )

وصلت ُ وأجنحة ُ النوارس ِ .. ذكريات ُ الأمان ِ .. بطاقتي المنفردة ِ ..

ـ أنتم ـ

الرياح ُ باردة ٌ ، أقسى من الموت ِ ..، أول ُ ما قبلني على أرصفة ِ الأردن ، صافحتـُها كقديس ٍ مكابر ٍـ  هكذا دائما ً لكنني مطر ٌ ـ  سجنت ُ غربتي وأنطلقت ُ ….!!

كانت ْ الصخور كأنها جدائل ٌ نائمة ٌ على الأرصفة ِ ، تتمطى كلما تبتعد ُ ،

لذلك تتحول ُ الحياة ُ إلى كهف ٍ منفتح ٍ ..، إلا إنني بلا قبعة ٍ أ ُشاهد ُ نفسي بلا خجل ـ فأنا أنا ـ  أحسدُني على ضياعي ..!!

وقاربي الذي خسرَ البحار ( أصدقائي )

 

كل ُ شئ ٍ رائع ٌ….هنا عالم بلا قناع ..، تجرجرُك َ الأصوات ُ التي تتهامس ُ بأنك َ دائما ً غريب ٌ وعليك َ أن تقف َ خلف َ ظلكَ المهشم لتبقى مثلما تـُحدق ..!!

ربما هو الهذيان ..،  الهذيان ُ الذي شُذب َ من الغبار ِ… طفل ٌ صعد َ إلى السماء ِ قبل َ أن يستيقظ َ على قبلة ٍ دافئة ٍ ..( أربد ـ عمان 1ـ12 ـ 1994 )

                          

                                    ( 2 )

قبل َ كل ِ شئ ٍ حاولت ُ مصافحة َ ملك الموت  رفض َ مُـتهما ً ذاكرتي

 بأستفزازه ِ … لماذا

وأنا الرجل ُ الذي وضع َ أصابعـَه ُ على الطريق في زمن ٍ لم ينبض  إلا على أزيز الطائرات ِ  ، وصراخ ِ الشوارع ِ ..، وفقدان ِ التوازن ِ ..، وأتحاد ِ الخوف ِ مع الجسد ِ الهزيل ِ … الجسد ُ الذي لا أ ُسامحـُه ُ بعدما أرتعش َ تحتي مـُعترفا ً بالهزيمة ِ وأنا في خضم ِ المعركة ِ أ ُصارع ُ المهزلة َ …!!

                         

                                      ( 3 )

يالها من حقيقة ٍ مفجعة ٍ …!!

لقد أخذ َ البرد ُ دورتـَه ُ راسما ً للعصافير ِ دربا ً لا رجعة َ فيه ِ ، كي يبقى الجليد ُ يحتفل ُ بموت ِ الذكريات ِ.

وضد أرادة المطر نهض َ الشارع ُ المتلحي بالليل ليقهر َ أصابع َ الغيث ِ ..وأصابعي أيضا ً .

إنها جاذبية ُ اللاوجود تقفز ُ في سماء ِ عيوننا وتسرق ُ النجوم َ..!!    

                    

                                       (4 )

وبدأت ُ مستجيبا ً له ُ ـ عنيد ٌ وقاس ٍ ـ

إنه ُ أكثر إلتصاقا ً من الثلج ِ يقود ُك َإلى ملذات ٍ حلزونية  ِ المذاق ليـُثبّت َ

أعترافك َ به ِ ـ ذلك الصمت الذي واجهني وأنا بين يديه ِ ـ

ثمة َ طفلة ٌ تحتضن ُ وجهـَها لتنام َ

تترك ُ حلمـَها رهين َ النعاس ِ ، ثم تهرول ُ للسواد ِ..، لعلّها تكتشف ُ لجسد ِها لونا ً آخر َ..، أو ربما تفتش ُ عن رأسِها القادم ..، وهي آخر الذين هرّبوأ أنفاسَهم للبحر،

إنها الطفلة ُ الوحيدة ُ للقمر ..!!

                    

                                       

                                     ( 5 )  

على سرير ِ الخوف ِ ثمة َ ضوء  ينكمش

وشاعر  يتمدد ُ من الأنكماش ..!

السواد ُ يتأرجح ُ بين النقطتين ِ

خيانة ُ الروح ِ والهواء الفار …

هكذا يتنفس ُ المكان ُ مراياه ُ !! 

 

 

    

                                  (  6 )

تتفتح ُ المسافات ُ في قلوب ِ الغرباء ِ …هناك تشتعل ُ الذكريات ُ بين الرأس المعاصر والذاكرة الحبلى بالفناء ..، فالليل ُ كافر ٌ في عيون ِ المسافرين َ ، والنهار ُ غزال ٌ جريح ٌ هجرَه ُ القطيع ُ تاركا ً له ُ ثغاء َ طفل ٍ غائب ..!!

إنها لعنة ُ المطر حين أحرقوا أهوارَه ُ وذبحوا البردي ودفنوا الرؤوس َ..، رؤوس ُ الحالمين َ بالوطن … الوطن ُ آخر ُ المجانين َ  تركتـُه ُ هناك يفتش ُ في أثداء َ الأرامل ِ  باحثا ً عن التواصل ِ في لغة ٍ شربتْ من الموت ِ قرارا ً بعيدا ً ..!!

لماذا أكتب ُ منفى العصافير ودجلة ُ تتوحم ُ بزقزقات ِ الملاين َ النازلين َ من رأسي إلى قدمي َ..، المتساقطين َ في دمي ..، المشرقين َ في سماء ٍ تحملـُني على هذا العويل ..!!؟

                     

                                      ( 7 )

في سماء ِ بغداد َ

كانت ْ النجوم ُ تعرفـُني تماما ً

والعصافير ُ كذلك ..

لماذا إذن يرحل ُ إنكيدوا ..وتختفي عشتار ..؟؟

يقينا ً هناك خمبابة ٌ جديدة ٌ .. أو دماء ٌ جديد ٌ في فم ِ ثعبان ٍ عقيم ٍ ..

إنني أ ُفتش ُ عن العصافير َ في هذا العالم ِ

وأحلم ُ ببابل .

                                   ( 8 )

وجود ٌ غريب ٌ حرك َ نشاطه ُ في دمي .. ، أحتل َ رأسيَ بقوة ٍ ماردة ٍ ، أكلَ مساحات ِ توهجي الضاحك واضعا ً عمقه ُ الأزلي في مياه أفكاري .

غريب ٌ حقا ً أن أ ُحاصر َ قوايَ وأعزف ُ بنظراتي جسدا ً هلامي ..

عشرة ُ أيام ٍ والسماء ُ تشتعل ُ بأروقتي ، تشع ُ بألوان ٍ تتزحلق ُ.، ترقص ُ أحيانا..!!  ،، ألوان ٌ من الهواء والتراب معا ً .

               

                                    

                                          ( 9 )

في غابات ِ القلب ِ تزدحم ُ الظلمات ُ والنور ُ معا ًفتختفي الحقائق ُ وتولد ُ أخرى ..، ومن الأختفاء والولادة ِ تنبثق ُ الرؤيا التي تتحول بالضرورة ِ إلى نقيضين ِ يتجهان ِ إلى التلاشي . ( هذه هي الحياة ُ كما أعتقد ) .

ولكن …

هل نتوقف ُ لنؤطرَ كينونتَنا في أحرفٍ  تـُحددُنا إنسجاما ًمع ما نعتقد ..؟

الحقيقة ُ يبتلعـُها الرفض ُ طالما هناك التعيير المتواصل الذي يسافر ُ بك َ ليحملـكَ إلى بوبات ٍ لم تـُكتشف ُ بعد ..!!

إذن عليك َ أن تفتح َ النوافذ َ كلها لتفوز َ بالقمر ..، من هنا ينطلق ُ العالم ُ إلى غايته ِ المجهولة ِ بالنسبة ِ للمكان ..!

 

 

          

                              

                             

                               ( 10 )

أنا الهواء ُ يترصدُني  المريخ ُ ، تقصفـُني الكلمات ُ كي تـُسجل َ على قميصي مسلة َ الشمس  …!!

ولدت ُ لحاجة ٍ ترثـُني للحرب ، وأمام إنسانيتي قررَ العاطل ُ ـ 1 ـ  عن النور أن يزرع َ المتاهة َ في جسدي ويتم نعمتـَه ُ العمياء َ بالمكارم ..!!

فنادى :

أيـّها الحفاة  ـ إنكم لحظة ُ توهمي ـ  …، بينما  تتعلم ُ الكلاب ُ لغة َ أطفاله ِ المحنطين َ بالدم ـ 2 ـ  .

أنقسم َ القطيع ُ … هربتْ أبنتاه والزوجُ القاتل والمقتول ـ 3 ـ

فهناك أيد ٍ ، أيد ٍ تنسج ُ تأريخـَها المشع بالشهيدين ِ ـ 4 ـ

وطاولة من الصمت أكثر بياضا ً من الموت ..!!

———————————————

هامش

1 ـ من أقوال صدام حسين والذي يدعي أن ّ العراقيين كانوا حفاة قبل الثورة .

2 ـ كلاب عدي وقصي أبناء صدام ـ وهم يطعمون تلك الكلاب أجساد الشرفاء .

3 ـ عام 1995 هرب حسين كامل وأبنتا صدام إلى الأردن  .

4 ـ محمد باقر الصدر ومحمد صادق الصدر

                           

حين يتأبطـُك َ المنفى  تستيقظ ُ على أنفاس َ الوطن لذلك واجب ٌ عليك َ أن تحترم َ الصمت َ لو دخل َ مدينتـَك َ المهاجرة …،  من هنا ينبغي على واحد ٍ مثلي الوقوف على قساوة ِ وشفافية ِ الصائغ وهو ينحت ُ من الهواء ِ قلبا ً يشترط ُ له ُ عذوبة ً ربما تجعلـُك َ أن تستقر َ على  حروفها  أو تنزلق َ من توهج ِ ألوانها التي تضطرُك َ أحيانا ً إلى الصعود ِ إليها كي تشتعل َ مع ألم ٍ عراقي المذاق ورؤيا كربلائية التربة .

ومن معرفتي بالشاعر الصديق عدنان الصائغ أجزم ُ أن هذا العاصف ُ بميدانه ِ الثقافي  قد أحترم َ الشوارع َ التي تؤدي إلى فضاء ٍ يستعير ُ وجوهـَنا ثم يشهد ُ علينا أمام ذواتنا أنـّه ُ قد أقتطف َ كثيرا ً من أوجاعنا وحرك َ فينا أوجاعـَه ُ التي تزداد َ ثمارا ً على سلم ِ الذاكرة ِ …،  وعليه ِ أيضا ً قررت ُ أن أحرث َ بعضا ً من أوراقـِه ِ حتى وإن ْ أختنق َ قلمي بغبار ِ طريقه ِ المكتظ ِ بالحروب ِ والشوق ِ إلى مقهى حسن عجمي وشارع المتنبي

يقول ُ الصائغ :  ( 1 )

 ( أعض ُ الكتب َ

أعض ُ الشوارع َ

هذا الفم ُ لا بدّ أن يلتهم شيئا ً )

لا شك َ أنّ الجوع ـ قوة ٌ لا تعترف ُ بالقيم ـ  كما يقول الروائي المصري محمد عبد الحليم  إلا ّ إننا حين ننظر ُ إلى صراخ جوع الشاعر يتضح ُ لنا أنـّه ُ قيم ٌ أنتفخت ْ نتيجة َ أزدحام الرأس  وهو يرفض ُ أنْ يسرب َ بعضها من المكان إلى اللامكان لتحتل َغيرُها ذاكرة َ الشاعر ِ ..، لهذا علينا الأعتراف  لصديقنا الصائغ أن جوعه ُ لم يكن إلا صرخة ٌ ترفض ُ الوقوف َ وتحلم ُ بالدخول والخروج حتى يهطل المطر .

كذلك يقول شاعرنا الخاسر ـ عدنان ـ  ( 2 )

( في خنادق الحروب الخاسرة والزنازين

مـَنْ يغطيني من البرد والهاث ولسعات العيون ؟؟ )

إنني أ ُقاسم ُ أرتعاشك َ أيـُّها المقامر بما ملكتْ يديه ..، وأحتمي بكَ لتحتمي  بي  من عيون ِ المنفى وكلنا ـ ياصديقي ـ  ربحنا الخسارات والبرد والصمت الذي نافق َ أخيرا ً علينا بأننا أقلقنا أجفانـَه ُ ونحن نرتل ُ نشيد َ العراق …،

ورغم كل شئ يبقى عدنان يغرد ُ ويقسم ُ لنا قائلا ً ( 3 )

( من امرأة ٍ إلى آخرى

أمشي

قاطعا ً حياتي

سيرا ً على الأحلام .

يالك َ من طيف ٍ تجلى وحدَه ُ ونفخ َ في أنامله ِ لتحملـَه ُ ماشيا ً في النهار وسائرا ً في الليل حتى تبقى ويبقى الصائغ رغم ـ العقب الحديدية ـ طائرا ً يلوح ُ لنا أنه ُ رافد ٌ من النهرين ونورس ٌ من أرض السواد ..

———————————

هامش

1 ـ 2 ـ 3 ـ  مقاطع من مجموعة ـ تأبط منفى ـ

للشاعر العراقي عدنان الصائغ .

12  ـ 11 ـ 2001

من بياض الموت يفرشُ أطفال ُ الحرب مستقبلهم أمام َ العالم …

النوارس. تـُذبح ُ وعلى نخيل الحب

وبين دجلة َ والفرات قبر ٌ يئن ُ

وعاصفة ٌ حبلى بالمزيد …!!

من هنا نهض َ المبدع ُ علي ريسان ليعد مسرحية ً قطف َ أنوارَها من :ـ

1 ـ نياشين التنك ـ لطفية الدليمي .

2 ـ موت اليعاسيب ـ قاسم حميد فنجان.

3 ـ اشتعال الحكايا ـ علي ريسان .

4 ـ أطفال الحرب ـ سلام عبود .

فكان هو ـ علي ـ المخرج والممثل ومعلن الكارثة التي حلتْ ببابل الحضارة ومازالتْ تنهش ُ بأبناء جلجامش وتنفث ُ بسمومها على مسلة ِ حمورابي التي أسستْ للعالم ِ أنامل َ الطريق بأتجاه الشمس .. بلْ أسستْ لهذه ِ الكرة الأرضية ِ نجوما ً تتوهج ُ بالمعرفة ِ والتوازن ِ الثابت والمتحرك معا ً ..

وكذلك وضعتْ للرؤيا قوانينا ً تتهجى المسافات ِ وبواطن الزمن ..

(أنا أول القصائد وأخر الحكايا )

( لقد كان عندي قمراً لا يعرف الأفول )

لقد نهضتْ المسرحية ُ من رحم التأريخ حاملة ً معها صوت أوروك ومرايا الدمار القادم من ـ كولومبس ـ فكانتْ الدلالاتُ اللغوية والدلالات المجسمة خير َ دليل ٍ على ما حلَ بالعراق نتيجة الأيدي التي عملتْ ومازالتْ تعمل ُ للأطاحة ِ بهذا الوطن الذي لا يختلف ُ عليه أثنان من حيث

الحضارة وحب السلام .

وكذلك بذل الفنان ـ علي ريسان ـ جهدا ً كبيرا ً من أجل توصيل كل الحقائق أمام الإنسانية وفتح كافة الملابسات ومايدور في العراق من خلال الصرخات والصور المجسمة والموسيقى التي أستمرتْ على أنين منكسر يرسم ُ للمتلقي حجم َ الكارثة.

بالأضافة ِ ماحققته ُ لغة ُ الجسد ِ من دور ٍ هام في تجسيد ِ المعانات البشرية في ذلك العرض الرائع الذي قام َ به ِالفنان علي ريسان.

وبطريقة ٍ وأخرى كـُشف َ لنا وللعالم ِ براثن َ اللعبة ِ التي أُسستْ لتدمير العراق وشعبـَه ُ الناهض بالتجدد ..

TRELLEBORG

2007-11

الغريب إنّ السماءَ حائرة مثـلي  بعدما وضعتُ  أنفي خلسةً لعلّ  ورقتي الخاسرةـ طبعاً ـ تفوزُ با لؤلؤ الحزين الذي هزَّ ذاكرتي بهِ شاعرٌـ سقطَ  عمداً ـ أمام اللغة لينتفضَ من رأسها الحرب… وهي خرساءٌ أمام نزيـف الكارثة… فراح يهرولُ بالحروف المنتفخة

بالألم ليعصرَ من أثدائها زمناً شاهدَ ـ قيامة الأرامل ـ #

يقول الشاعر حسن النصار:

1{ ـ عند نصف حا ئط ..أرملة عذراء

تقطع من ثوب الليل …

تخبئُ به دموعها

وعلى جراح منتفخة كثدييها ..تتكئ . }

وأنا  أبحثُ عن النصف الآخر من حائط ـ النصار ـ  أنتهى بي الطريق إلى سؤالٍ يرفضُ أن يهربَ من شفتيّ متمنياً لهُ أجابةً من صديقي الشاعرالذي قطعَ من ثوب الليل خزانةً لتُخبئ الأراملُ دموعها العذراوات فيها .. وسؤالي هو: لماذا أكتشف الشاعر بأننا غـرباء.. بل ـ غرباء جداً ـ مثلما يقول :

2{ وكتشفُ نحن غرباء

غرباء جداً

فلنواصل الألم …}

الغريب في الأمر إنّ عتلية الأكتشاف تحتاج إلى معرفةٍ دقيقةٍ  وبحث متواصل ـ أي إنها تحتاجُ إلى مدةٍ زمنيةٍ كفيلةٍ بالوصول إلىالنتائج المراد أكتشافها ..وصديقي ـ حسن النصار ـ أرادَ كما أعتقد أن يبين لنا وجعَ الضياع المستمـرالذي يمر به العراقيون

من خلال مفردة ألاكتشاف اللاحقيقية  التي أستعملها الشاعر لأبراز حقيقة ذاتية مؤلمة…..

فاللغة الخاصة التي تترجمهـا لنا أحاسيس الشاعر هي لغة لايفهمها إلا ّ أصحاب َ الشأن الذين رضعوا من أنهارهـِا وســـــــرت ْ

بأوردتهـم حتى أنفاسهـم ..

لذلك يلوكها الشاعر بشئ من الوجد إذ يقول :

3{ ..يالهذه ِ اللغة الخاصـة

من يفهمها غير الطيور المهاجرة …}

ثم يستمر بالعذاب ليصرخ َ

4{ .. ومن يرث الألـم ؟ }

إنها النار َ التي تحصد’ مشاعر َ الصغار قبل َ أجسـاد الكبار والتي شيد َّ َخيوطـَها الذين هـم قراصنة غلاظ تربعوا على روح الشاعر

العطشى والتي تقول :

5{ .. أقف’ أمـام قراصنة غلاظ

في صحراء روحي ..}

نعم حقـا ً إنهم غلاظ  وإنّ روحك َ هي أنت َ .. وأنت َ أيـّها الصديق الذي أضـاء َ باب َ الخسارات  أوضحت َ لهم ولنا جميعا ًأنــــــك َ

الأقوى  وأنـَك َ وطن ٌ لاخوف َ فيه ِ بعد ما قذفت َبالسواد وفتحت َ للشمس أصابعك َ لترسم َ مطرا ً قادم َ..

مطر ٌ يحيا مع النـار .. وأيتام ٌ عـُزل يقرأون مدنـا ً ترسمـُها الفوهات .

وهذا مـا حدث َ ـ فعلا ً ـ ببغداد .. والوطن ..

وقلوب الأرامـل ….

ــــــــــــــ  هــامش :

# قيامة الأرامل : مجموعة شعرية للشاعر حسن النصار  ـ  فازت بجائزة البياتي 1999م  .. صدرت عن دار الكنوز الأدبية .{ 1ـ 2ـ 3ـ 4ـ 5ـ } مقاطع من قصيدة قيامة الأرامل .

 

 

ـ في غياب البصرة للقاص محسن الرملي ـ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ          رؤيا:حسن رحيم الخرساني

سرعان ما يأخذ ُكَ الزمن ُ المقتول ُ إليه ..أيد ٍترسم ُ لك َ نارا ً أكلت ْ أصابعها الممتدة من الشمال إالى

الجنوب ..ترسم ُ لك َ غربـة َ الروح رغـم الجسد المدريد ي الأبيض.

هناك َتطاردُ هُ البصرة’ لوجودها فيه .. لذوبانها في أورقة الدم .

يقـول الرملي :ـ

ـ فـتشت ُ عنها في الشوارع والحانات ووجوه الناس والأخبارـ

إنها البصرة ُحلمُـهُ الغارق ..ربما لأنـها تمثـل العراق أو لأنهـا تلك َ التي تسبح’ في فضاء ٍ من الملـح

وتحدق’ للبط العراقي الذي يرقص’ للعروس السمراء الحافية القدمين .

ـ لأنني بحاجة ٍ إليها .. لأنني لا أستطيع’ تخيل العالم بلا بصرة ـ

هكذا يصرخ’ الرملي ثانية  ًويغسل’ رأسـَه’ بدموع السياب وحروفه’ التي تعـزف’ الحنين .. حنين ُ

القلب  الى القلب .. حنين ُ العيون إلى الجمال الطبيعي .. حنين ُ النبض إلى صداه ، بل الحنين ُ الأعظم

إلى العراق .

ـ الشمس ُ أجمل في بلادي من سواها والظلام

حتى الظلام ُ هناك أجمل

فهو يحتضن ُالعراق ـ

ويبقى  ـ محسن ـ يحملـُنا على كفوف ٍ ممزقة ٍ ويرمي بنا إلى الداخل

باحثا ً عن ميناء لرحيله ِفي دروب قرطبة ـ إنها في قرطبة ـ معه ُتلك

الفتاة ُ الحالمة ُ على الخليج العربي تـُسامرُه ُ في الليل فيضمُها إليه وتختفي

المسافات فتشتعل ُ الرؤيا ليجهش َ بالبكاء ويدخل ُ العينين ..الغائبتين في النخيل

ساعة السهر..ليجسد َلنا ذلك َ التعب الذي يصارعُه ُوهو في قرطبة . إنهُ الرملي

الشاعر ُ الأديب …القاص القادم من أعماق العراق ..صاحب القلم الذي حرك َ

شيخوخة َ الزمن وهو يـُصفرّ بجذوع النخيل لحنّ َدجلة َ وزقزقات الفرات وهما

عـاريتان ِ تحت الرصاص …تحت الموت الأمريكي الجديد …لكن ّ هنـاك َفتى

يقف ..ويحدق ..ويسجل لنا ..ويغني للنخيل ..حاملا ً معه ُ أبن رشد والفراهيدي

وسندباد ..حاملا ً معه ُ روح العراق على رمال أنفاسه ُ الثائرة ..

السويـد

Trelleborg__2006

       

وأنا في الطـرف الأخـرمن الباب تـعـود َ رأسي أنْ  يـدخل َقـبلي إلى توهم اللغة تاركا ً لي فسحة ً للتأمل من خلال القلب .. وبما إنني أ ُراهن ُ على الحالتين رجعت ُإلى النافذة ِأجرجرُ

هذيانات المستقبل وطريقا ً مرّ َ عليه شبحي واضعا ً زمنا ً أنتفختْ به الكلمات التي هي ربمــــا

تزورك َفي الليل أو تلاحقك َ تحت َ شمس أظن  أنها عاطلة ٌ عن الصراخ .. وكما عوّدت ُ ذائقـتي أن أمزج ُ لها مذاق َ الداخل ِ والخارج وأن أخون َ وجودي أمامها وأكور َ لها قلقي بسلة

من خيال ِأتلمسـُه ُبأنفاس ٍ أختنقت ْـ ولا أشك ُ ـ من أمزجة ٍ دموية ٍ أكاد ُ أجزم ُأنها قادمة ٌ نتيجة  َ الفــراغ الفاسد الذي لوث َ بما ملكتْ أقدامـُنا وأسيجتـُنا القديمة ُ النازلة ُ بنا حيث ُما  تـُريـد   ..

المهم اليوم تأخـذ ُني لغة ٌ أ ُخرى رفض َ صاحبـُها إلا تورطي معـَه ُحتى نهاية ِ المسافـة ِالطويلة المشتركة بيننا … لغة ٌ أراد َ مؤسسُها المبدع ـ العبيدي ـ أنْ يكشف َمن تحت َأجنحتها

ألوانا ً غابتْ مفاهيمـُها بعدما أختلطتْ أفواه ُ الصيادين َ بعضهم ببعض مما جعل َاللعبة َ التي

رُسمتْ في الظلام تلبس ُ أعدادا ً لا وجود َ لها إلا في خارطة ِ الصيادين …ورغم َهـذا المحيط

المتلاطم فقد نجا ـ وديع ـ صدفة ً…لكن ّ الحقيقة َ تقول ُما زال َ قاربه ُ تـلعب ُبـه ِأمواج ٌ ترفضُ

أنْ تسجل َ بياناتـُها في قـائمة ِ الأمم المتحدة خوفا ً من التفكير في الرجوع ….أو التكفيرالذي يكون سببا ً أكيدا ً للموت ونتيجة ً حتمية ً لأرضاء الغاية .. يقول ُ العبيدي :

أبتسم

لأنك َ بموتك َ

تـدعم ُ

النظام َ العالمي الجديد  1

هناك َأبتسامة  ٌ أنطلقتْ بـلا مكان ولم تـُحددْ علاقتـُها التي يـُقيمـُها العقل ليـُفصـّلَ لها مفهوما ً

يـُحلل ُ من خلاله ِ عملية َالإنطلاق .. ولماذا …؟

والإبتسامة ُهي نتيجة ٌ منطقية ٌ للسخرية ِ المـُتجذرة في الميدان المعرفي الرافض ُ للحدث ..

أو هي أندهاش كرد فعل غامض …أو هي زَبـَد ُ الحزن ِ الماكث ُ في الأعماق …

والشاعر ُ أمرَ فاعلا ً مجهولا ً لكي يقوم َ بفعل ِالأبتسامة ِ من أجل النظام العالمي الجديد ؛

فمن وراء هـذه ِ الأبتسامة يتحقـق ُ موت ُ الفاعل الذي بموته ِينهض ُذلك َ النظام ..!!

إنه ُ القتل ُ المتعمد مع سبق الأصرارالذي يمارسه ُالنظام ُ العالمي عن طريق الدوران من

الظل إلى الظل واضعا ًنقطة ً لا تـُهشمـُها حتى النيازك …وهي بقاء الذات القوية التي تمتلك

كل َ شئ ولا تلتفتْ إلى رجل ٍ أفريقي ٍ تهيكل َمن الجوع والعقب ُ الحديدية ُ تظل ُ تـُطارده ُ

حتى في النوم …النوم ُ عشب ُ الفقراء ..المساحة ُالتي تحتضن ُ عظامـَهم بلا ثمن ٍ ..ولارقيب ؛

وبلا …تلك َ التي تشتعل ُ في رئتي َ منذ ُ توحدي معي وأنشغالي بالعالم ِ المنحني  .. والعالم المتكعب الجالس ُ على ذلك الأنحناء …الأنحناء ُ يجعلـُني أن أتزحلق َ بأتجاهات ٍ متعاكسة ٍ

وكيفما تتذوقـُه ُالكهرباء ُ التي تـُشكلـُني على هـذا الأنفجار ..ويبقى صديقي ـ العبيدي ـ يبتسم

بفعل الأمر ويـُعاتبـُني على الدخول من وسط المـُنتج وليس من باب القصيدة حينما يقول ُ:

أيـُها الطفل

أبتسم ْ

حين َ تمطرُ قنابل

وكل شئ يصير ُ أسود .

هنا قررَ الشاعـرُ أن يكونَ فعل الأمرنكرة للمتلقي ويقينا ًمعرفة ٌ مقصودة ٌ بذات الشاعـر؛ وذلك لأنَ ـ الـ ـ التعريف عندما تدخل ُ على النكرة تصبح ُ النكرة ُ مـُعرفة ٌ ولكن يجب أنْ

يكون هناك َ أتفاق بين المرسل والمرسل إليه ِعلى ماهية المفردة المـُعرفة كي تتم الأستجابة

من قبل الطرف الثاني لتحقيق المراد ..

لقد نادى الشاعـرُ طفلا ًمجبرا ً أياه على الأبتسامة ِ ـ حين تمطرُ قنابل ..وكل شئ يصيرُ أسود ـ

إن ّ مفردة ـ قنابل ـ هي نكرة ٌ والنكرة ُ تـُفيد العموم..إذ إن ّ كل ّ شئ في الحياة هـو عملية إنفجار ولكن بأشكال ٍ مختلفة ٍ ..

وأن ّ ـ قنابل ـ الشاعـرهنا لها وجه ٌ أخـرٌ للموت بدليل إن َالأشياء َ يلونـُها السواد ُ..السواد ُيلتقي

مع الموت بميزان الفعل من حيث ُسلب جوهـر التوهج وصولا ً إلى فقدان الحركة مع فارق

العودة في السواد ..أما الموت فهو نهاية ٌ راسخة ٌ حسب الظاهـر الرياضي ـ الرياضيات ـ

لا الميتافيزيقي الذي له ُفلاسفة ٌ وأراء تستحق التأمل .

أذن الشاعـرُ ينادي بياض الإنسانية ـ الطفولة ـ ويأمرُها بالأبتسامة ِ ولكن متى …{حين تمطر

قنابل ..وكل شئ يصير أسود }

لماذا ـ أيها العبيدي ـ تـُريدُ أنْ تشاهـدَ تلك الأبتسامة وهناك َ كارثة ٌ …؟

ربما أرادَ صديقي الشاعـرأن يـُحقـق فعل الحياة أثناء فعل النهاية كي يستمر البياض ُ محافظا ً

على جماله ِ الذي ربما يـُلوثـُه ُ الغد ُ….وأي ُّ غـد ٍ…..!!؟

ونحن بلا زمن ٍ يـُقاتل ُ معنا وحوش َ الأرض ِ….الوحوش ُالذين قصفوا حدائـق َ العبيدي وجعلوافي رأسـِه ِ مطرا ً يصرخ ُ بهـذه ِ الكلمات ..الكلمات ُحرائـق ٌ حبلى بالوراء والأمام

غـير أنها لا تـُطيق ُـ غالبا ً ـ أنْ تحمل َ تراب َ الشعـراء..؛

ويبقى ـ وديع ـ قائلا ً :

أبتسمْ

حين يوصد كل شئ

ولا يبقى طـريق ٌ للنجاة

أبتسم ْ رغـم ذلك .

هنا تكررفعل ُ الأبتسامة ِ مرتين وكان لهذا التكرار غـاية  ً واضحة ً من خلال المفهوم الأول

للجملة ِ ـ حين يوصد كل شئ ـ والمفهوم الثاني ـ ولا يبقى طريق للنجاة ـ

إنَ عملية َأن يوصد كل شئ هـي نهاية ٌ ساكنة ٌ..؛ أما لايبقى طريق للنجاة هـوسكون متحرك

ينهل ُ حركتـُه ُ من الفعل الأخربعد أن تنتهي المحاولة ُ بالفشل ..لذلك يتأخذ ُ الكائن ُفعلا ًجديدا ً

ليتسلق َ به ِ كأمل ٍ  يـُعيد ُ له ُ الحركة َ ….وقد حقـق َ ذلك الشاعـر ُ وبذكاء ٍ بقوله ِ :

ـ أبتسم ْ رغم ذلك ـ

إن َ صديقي العبيدي كلما يرجع ُ إلى الداخل

سيجد ُني هـناك ….وأجدُه ُ أيضا ً

كلما أرجع ُ إلى الداخل …

وربما يجد ُنا  غـيرُنا

أونجد ُ الجميع َ ..

أوربما  الكل لا يجد ُ أي ّ شئ ٍ….أيّ شئ ٍ .

أذن فالنبتسم ونحقـق َ رغـبة الفعل

حتى وإن ْ ألقمونا للتماسيح …!!

ــــــــــــــــــ  ـــــــــــــــــــ

هامش : أبتسم .. أحدى قصائد مجموعة ـ صدفة نجوت ـ جديد الشاعـر وديع العبيدي  الصادرة في النمسا عن دار نشر{Blbliothek der provinz } باللغتين اللألمانية

والعـربية هـذا العام { Zufällig  entkom

          

هناكَ أثوابٌ مجهولةٌ تركضُ في معلوم خيالي وهذهِ الأثواب تزهق

أَرواحَها حقائقُ كلماتٍ مزيفةٍ يبتغي من وراءِها اصحابهُا تحقيق المنفعة .

يقول الصائغ:

“أحلامي بالبحر

يأكلهُا الصيادون

وأحلامي بالثورةِ

تصادرها الأحزاب”

إن مفردةـ بحرـ هي رمز لفضاء مجهول يُحققُ وجودَهُ من خلال الأكتشاف ..وبما إن الشاعر عرفَ هذهِ المفردة بدخول ـ ال ـ التعريف عليها لذلكَ أصبح هذا الفضاء ـ البحرـ هو مجهول ملموس بالنسبةِ لذات الشاعر….. غامضٌ بالنسبة للمتلقي.وهذا المجهول الملموس بين فكي ـ صيادون ـ ربما يعرفهم الشاعر من خلال دخول ـ ال ـ التعريف أيضاً .كذلك رسم الصائغ نجومَهُ التي يتوهج بهنَ واللائي سقطنَ جميعهنَ فريسة ً للصيادين وللاحزاب …الشئ الذي أرغبُ أن أعرفَهُ هل أن ذات الشاعر التي يُفترض أن تسبحَ وحَدها في المسافات ـ تسبحُ بحريةٍ مطلقةٍ ـ لايمكن لأحدٍ مهما كانَ أن يضعَ أصابعَةُ على أمزجتها..هل إن هذهِ الذات الحبلى بالأحلام عاطلةٌ أمام المعارفـ ـ الحقائق ـ التي /..تأكلُ..وتصادرُ و….

تلك المعارف التي لاشكَ في زوالها بعد أن تُأخذُ منها المنفعة التي يُراد من خلاها سد الجاجة الشخصية,وهنا تقف ذائقتي الشعرية والمعرفية أمامَ هذا الطرح المُنتج من أعلى قمهٍ تحملُها اللغة ويصوغهُا الوعي الشعري الذي يجب أن يكون بمستوى لايُحد إذا ما قارنا تلكَ الذات الشعرية بالذوات الاعتيادية البشريه.

يقول عدنان:

“….. وأنا مازلتُ

أطقطق أصابعي

وأيامي في انتظار

مَن تجلسُ جنبي

………………

بينما مفتش التذاكر

يُحدقُ في وجهي

ليرى تقاسيم النفط مقابل الغذاء………وحدَهُ كزاز حنتوش بأيامهِ الناحله………….. واكتفى حسن النواب بشرب بطل عرق مغشوش لوحده،احتفاءً بغيابنا المبكر….

أقولُ أنا: حتى تنتمي للرحيل تَعلّمْ لغةَ المطر وخجل النجوم ثم سافرْ إلى غيمةٍ تطيحُ بنفساها حتى تضعكَ تحتَ جاذبية الحب والتواصل من هنا….من هنا ركضَ الصائغ في رحمٍ زمنٍ أحاطَ بهِ مثل القطار الذي قررَ أن يسرق من الشاعر ويُسرقَ لهُ وهو بين حُجرهِ سريعاً مثل ذلكَ الغروب العابر من خلال هذا الرأس الذي لا يتوفق ولايقف طبعاًـ ـ ـ ـ

أمامَ إنهيار النخيل وزوال النور العراقي الذي طبعَ توهجَهُ على كلِ نافذةٍ في العالم ـ ـ ـ ـ أقولُ : كي تنتمي للرحيل ـ ـ طقطق أصابعَكَ وأيامَكَ ثم أنتظر …. لعلّ تلكَ الغيمة تُشاهدُكَ وتفتحُ لكَ سرَها الدفين …. ومن هنا أُريد أن أدخلَ من باب ـ مفتش التذاكر ـــ الذي أقتفى أثر الصائغ وحددَ أبعاد الكارثه، كذلك مجيء كزار حنتوش الحالم ببرشلونه بينما يغزلهُ الخرابُ قصيدةً تنتظرُ أن

تفتحَ فمهَا وتبصقُ هذا الدمارأمامَ وعلى رؤوس مَنْ منحوا لانفسهم الحق برفع شعار الحريهَ لبلدٍ علّمَ العالمَ جميعاً الطريق إلى إلانسانية وبناء الحضارة وكذلك أ ُريدُ أن لا أكتفي بعرق ـ حسن النواب ـ المغشوش الذي أحتفلَ بالغياب في ذكرة الشاعر،إنما أريدُ أن أتوحد مع عدنان الصائغ في قطارهِ الذي يقلَة ُإلى استوكهولم أطلب منهُ أن يحاورني ـ ويصبر عليّ ـ ولا يمضي مثل الغروب سريعا ً ولا يتركني في هذا النزيف وهو يحملُني بصوت ـ وحيدة خليل ـ أو بأسماء الأصدقاء الذين ذكرهم الشاعر في قصيدتهِ ربما ليوضحَ لنا ألم العراق من خلال تلك الأسماء التي وضعتْ القصيدة في طبق المقاله الصحفية…. فهو يقول ::

أين أهلنا ياعبدالرزاق الربيعي ،يابن زريق البغدادي؟ يافضل خلف جبر… يا …يا …

أقول لصديقي الشاعر ـ عدنان ـ ما الداعي لذكر اكثر من عشرين أسما ً وهناك في بلدنا ـ العراق ـ من الكوارث اكبر من هذه ِ الأسماء وهي تنتظر منكَ ـ الكوارث ـ أن تكون سفيرها لتبين للذين يضعونَ اصابعهم في آذانهم ويقفلونَ عيونهم بمفاتيح صنعوها خصيصاً لهم حتى لا يشعروا أو تلين قلوبهم لما يحدث في وطننا المغلوب على أمرهِ والذي دُنسَ ترابُهُ وعاثوا بشعبهِ حتى أطمأنتْ قلوبهم وانفتحتْ أسارير أروقتهم المظلمة وهم يفعلون الفواحش برجالات العراق والنساء في السجون وخلف الكواليس التي لا يعلمها إلا الله والـ …

أقولُ : أ ُريدُ ان يصبر عليّ ـ صديقي الصائغ ـ ولايمضي مثلَ الغروب سريعاً … فأنا لا أتفق معكَ أيُّها الشاعر عندما تقول :

… ما الذي بقي من هذا الوطن بعدما أفرغوه من العشب و…قصائدهُ قاحلة بعد أن خمدَ الجميع في بيوتهم …. شبا بيكهُ صافنة لا أثر فيها لصراخ … أزهارهُ حاسرة ٌفي المحلات … وحيداً ، أعلّقُ نهاري المبتل على مسمار

الحائط ..

أقولُ أنا لا أتفق معكَ لان العشب العراقي ثابتاً لامتحركا وليس قابلا ً للزوال وذلكَ من خلال الأصاله الحقيقية التي تتجسدُ في داخل المواطن العراقي .. وأ ُكرر المواطن الذي هو نتاج حضارة راسخة مبنية على أُسس لايمكن أن تُهد إلا بزوال الإنسان نفسه … ولا أتفق معكَ بأنّ القصائدَ أصبحتْ قاحلة والشبابيك أصابها الذهول والأزهار حاسرة … فأنا أرى العكس تماماً من خلال النتاج العراقي المتواصل والتي تصدح بهِ الأجيال وأنتَ مُتابعٌ كما أعتقد للداخل وللخارج …أما نوافذنا فهي نابضة ٌ بنا … نحنُ الذين نركضُ بها وتركضُ بنا … فالنوافذُ باقية ٌ من خلال الرؤيه التي يُفجرها كلُّ العراقيين الذين نذروا أنفسهم لهذا الوطن .

ويبقى صديقي ـ عدنان ـ وحيداً .. يحتسي الشاي .. جالساً قدامَ حياةٍ تفكرُ .. ربما هي حياتهُ التي جففَ لها دموعَها وثيابَها وعلّقَ لها نهارَهُ على مسمار الحائط ..

ولكنّ هناك ..!!

هناكَ الكثير الذي يُحرك الصائغ والذي لا يسمح لَهُ بالوحدةِ والجلوس أمام المدفأه .. فهناكَ الدمُ العراقي والقلم الذي أشرقتْ من خلالهِ الحقائق وستبقى مُشرقة ً إلى الأبد..

————————————————–

صعاليك حسن عجمي أيضا ً ـ قصيدة للشاعر العراقي عدنان الصائغ

نازحون.. ورقصة الشيطان

أو يترنح مثل ملك مخلوع

ـــــــــــ

حسن رحيم الخرساني

2000م

في سماء ٍنجـومُها دم ٌ يتخـثر… وعلى جانبيها أفاع ٍخرساء تقـضم ُرؤوس الموتى

 ثم تتسلقُ أحلام َ النازحين؛

تنتفض ُ  نخـلة من بعـيد بجـذوعـها الجنـوبية لتسجل َ لنا رقصة َ الشيطان

 وهـو يـرفس ُ بقـدميه بقايا تحتضر ..

هـا هـو الشاعـرُ ـ كيطان ـ يحلب ُ من صخور الملايـين مـرايا تتكسرُ

تحت جـلود ٍ تتيبس

ليرسم َ لنا بقلب  دجـلة َ حـزن َ الفراتين

على شوارع العـراق ….

يقول عـبد الخالق :

{ حافلات تخـتطفُ شبابَنا ونقـول …..من جـديد أرتفعـتْ أسعار السجائر }

هـنا تخـون ُ الوسيلة ُ العاية َ الحقـيقية للإنسان العـراقي بصرخة الشاعـر

 إذ يحلم ُ كل ّ ُ شخص ٍ أن يحـقـق َ المراد أمام حـركة الزمن ؛

وهـذا الحلم يـورقُ في دائرة ٍ محـددة ٍ كما أعـتقد ؛ ويتبلورُ في ربيع العـمر ..

وإذا ما تلاشتْ هـذه الفترة ُ أو أختطفتها رقضة ُ الشيطان

 سوف تبزغ ُ سخرية ٌ واضحة ٌ تخبزُها الأصوات ُ حين تفـجرُ

حـروفـَها بأحداث ٍ تعاكسُ الغاية َكي تتسلى بالوقـوف  خارج َ لعـبة الموت …

{ كلّ ُ شئ ٍ آحـذ ٍ بالرحيل … أو يتربع مثـل مـلك مـخلوع  }

هـنا يـُقطر ُ لنا ـ عـبد الخالق ـ حقـيقـتين

 ليصنع َ لنا مطرا ً أسود َ يهـطل ُ من لبن ٍ فـاقع ٍ كان يسر ُ الناظرين ..

وهـذا يعني بأن ّ الشاعـر َ خـرج َ من بين أرواحنا ثـائرا ً

 وأعـلن َ حقـيقـتـَنا التي ننام ُ أمامـها

ونـحن سكارى ليجسدها لنا وللعالم ِ

 بأن ّ هـذا البلد ـ وأعـني به العـراق ـ ربما يستيقظ ُ ذات يوم ليجد َ الشوارع َ

بـلا أقـدام إلا من صدى جثـث ٍ تهـرول ُ في كهـوف المدينة …

{ أين أضع َ هـذا الألم ؟

قسمتـُه ُ بين أصدقائي وما زال يتدفـق ُ مثل دم

آخـذ ٌ بالنحول ؛ مركبتي تشيخ

لا صداقات بعـد الآن ….}

ثم يستمر ُ النزول ُ مادام َ النحول تمكن َ من الجبل وجـرجرَ وقـوفـَه ُ إليه

 وراح َ يوزع ُ أبواقـَه ُ على النوافـذ لتنتفي الصداقـات

وأواصر الحب ليبقى أمام الجميع سيدا ً تشيخ ُ  قـدامـه ُ المعـرفة ُ ..

 وكذلك كي يمررَ أصابع َ

الألم لتتدفقَ  في أرواحـِنا ولا تكتفي بل تـمتد إلى خيالات ٍ أبعـد …

********

نازحون : مجموعة شعـرية ـ عـبد الخالق كيطان ـ حائزة على جائزة البياتي

القصيدة الأولى من المجموعة

وأنا أتهجى رغبات ِ النهار أرتطمتْ بخيول تأملي  أجنحة ٌ لفراشات ٍ أسستْ لتناغمها أمواجا ً من أعماقِها المزدحمة ِ بالألوان ِ التي لا تفرش ُ جمالـَها إلا  

على  كفوف ِ الهواء ِ وأنفاس ِ الشمس ِ وكذلك خيولي التي تحتضن ُ أسرارَ النور ِ

وإنعكاسات ِ النوم ِ بين يقظة ِ القصيدة ِ وقرارات ِ النزول ِ إلى الساحل …

ولأنّ  تلك الأمواج تفجرت ْ من ـ تفاحة القلب ـ ركضت ُ من رأسي كي أفتحَ للجاذبية ِ قانونا ً آخرَ وهو الصعود المعاكس للوصول ِ إلى  البداية ِ والهبوط ثانية ً كي أكونَ أكثر َ توهجا ً مع النور الساطع من هذه ِ التفاحة ِ القلبية ِ المعنى .

تقول ُ الشاعرة ُ ـ إباء إسماعيل ـ :

( مزدهرة ٌ بدماري الشهيِّ

أحطّ على النار

بسفائني المترنحة ! …) ـ 2 ـ

إنها لعبة ُ المبدعين من حيثُ الأرتقاء بهذا الجمال الكوني والتوحد بدمارهم مع قداس ِ النار بنشوة ٍ تزدهر ُ من ربيع ِ الغياب ِ الواعي لدي الشاعرة بكل ِ أنوثتها البيضاءَ التي ترتل ُ للزمن ِ منادية ً بحفيف ِ الدخول ِ حينَ تندمج ُ الروح ُ بالأشياء

( آن لرمادي المثقل بالغربة

أنْ يسقسقَ بأخضراره ِ الزاهي ..

آن لحرائقي الصغيرة

أنْ تفجّر شموسنا المقدّسة

آنَ للضوء في أعماقنا

أنْ يـُدخلنا  دهشة البياض

النّاصع

كالحنين

والأرتعاشْ ..! )  ـ  3 ـ

وتظلُ  الفراشات ُ بأجنحتها تتنقل ُ بأصوات ٍ لها مذاقات ٌ لا يفهمـُها إلا عشاق الغيث النازل ِ على شفاه ِ الورد ِ والمشاكس بقليل ٍ من القلق أنهار َ الحب ..

الحب ُ الذي يقود ُ المسافات ِ  من الذاكرة ِ إلى القلب ِ ومن القلب ِ إلى المسافات

( أقود ُ سفينة َ قلقي

لتعبر َ محيطكَ البعيد َ

الواسع َ

المتراميَ  الرغبات  )  ـ  4  ـ

لكنّ الغربة َ لها يد ٌ كما إن ّ للموت ِ صرخة ً وللسكون ِ خطوات ٍ يرسمنَ سماء َ المعنى حين تقول ُ إباء :

( مغارات ُ جسدي ظامئة  ٌ

والثلج يجرح ُ أنوثتي

بحرارة ِ الغربة ِ والموت )  ـ 5 ـ

الموت ُ الذي يضئ ُ لغزَ التراب ِ بعدما يدخل ُ أعماق َ الليل ِ وينتمي إليه ِ وبلا كلمات ٍ تتحقق ُ النتائج ُ وتلتقي الذوات ُ المتنافرت ُ والمتجاذبة ُ معا ً …

وتبقى الشاعرة ُ ـ إباء إسماعيل ـ  تنهل ُ من إكتمالها البعيد القريب الظاهر المختفي الهلامي المجسم  حتى تـُحقق َ وجودَها الحالم في منطقة ٍ عاطلة ٍ عن أحتوائـِها والتناغم ِ معها تحت نشيد ِ طفولة ِ الأغنية ِ التي ترحل ُ بها :

( يا أنت َ

أمواجـُك َ نسغ ُ دمي

تـُرابـُك َ عجينة ُ تعبي

وأحلامي البيضاء ..

……………….

……………….

أغمرروحي

باليقظة ِ

والأرتعاشة ِ

والنوم !! …)  ـ 6 ـ

أيتـُها التفاحة ُ  القلبية ُ المذاق … هكذا أنا

أتهجى رغبات ِ النهار

وأفتح ُ للجاذبية ِ أثوابا ً  لتتراقصَ عليها

وبصمتْ ..

أيها الصمت ُ … هناك َ

على بابـِك َ نورس ٌ من دعاء القمر

يجرجرُك َ إلى هناك .. وإلى هنا ..!

أيها الصمت ُ

وحدَه ُ الفراغ  فازَ بالشجرة ِ التي أنبثقت ْ  في دمك َ …

( أيـّها  العميق … البعيد

كحبة القلب

كتفاحة الشمس

في الجسد البهي ِّ ..

……………

……………

 أنا الشجرة  ُ التي أنبثقت ْ

في دمك َ

ونمتْ أغصانـُها الغريبة ُ

في الفراغ

………

………)   ـ  7 ـ

وتحت رغبة ِ الضوء

ثمة َ قارب ٌ جاء َ من كهوف البحر

حاملا ً معه ُ قبسا ً يرفض ُ التوازن َ

ليتوهج َ بين بعدين ِ لا يفصلهما سوى هذا الأنين ..

( أيـُّها البعيد ..

كم أتأمل  أعماقي ،

لأجدك صاخبا ً ،

صاخبا ً

تحت رغبة ِ الضوء ِ

الحارقة ؟ !!! ..)  ـ 8 ـ

———————-

هامش :

1 ـ تفاحة القلب ـ قصيدة للشاعرة إباء إسماعيل من ديوانها ( خيول الضوء والغربة )

2 ـ 3 ـ 4 ـ 5 ـ 6 ـ 7 ـ 8 ـ  مقاطع من قصيدة تفاحة القلب