قصائد جوتيار تمر
غريب
تؤرقني الصباحات العاطلة عن الضوء
كنت استفرد بالحلم في غفلة مني
واعلمه كيف يؤرقني
لم تكن الأشرعة قد فهمت ما تريد من التيه…….
خطوة تفصل القلب عن مدخل الجرح
أرى نفسي تصفق للغرباء
أرى وجهي تنازعه المرايا
كنت على يقين أن الصوت
حبرا أبيض………نسيت يدي على مقبض الباب
وتذكرت العالم سقيفة النّدم
غريب……….الا من الموت في مسافاتي
عبق يناديني لبياض الرّجيل……..
22-12-2007
_________
جرح
على ضفة ذاك النهر
كان يسامر ظله منتظرا
علَ نسمة تهب عليه
محملة جراحا من صوته إليه،
لتمرغ في جراحه
وتفجر فيها حنينها
ولتعانق من جديد جراح الوطن
***
هنا تنصب مراجيح الطفولة
كل آهات الأزمنة
بيننا تنصب الإشراقة كل محطاتها
بين رحاب تلك الأودية
تسترخي المسافات ملجمة
***
يطل السامر بعد غفوة
على النهر..مناديا
أيها النهر أعطني ثوبي
قبل أن تنفضح الإشراقة
عري جراحي
أعطني ثوبي الآن
والليل لم يزل يخفي
عن حراسك نزفي
لأني أخشى أن يساوموني
بينك وبين ثيابي
_______________
الصمت
تصمت………
تغرس الوجع في كينونتي
تسدل الستار عن رغبات
في نزق الرّوح……….
في أرصفة تخلق منها أجنحة البوم والمريضات
بعسل تتقاطر أصابع الله
زغب الأمنيات في طفولة الميت
حيث الصمت فيه مئة فم
وشفاه ملتاعة بالجمر
أيّتها التي هنا………
حيث نبضي
النّار تدثر شفاهك بفاكهتي
دعيها صباحا ينام فيك
ثمّ يدخل هذا العناق
الى عمرا على حافة ألف جوع
دعيها نبيذا على دنياك يأخذ شكلها
علها تسرق قبسا منها وتنطفئ
16-6-2007
الى امراة توضأت بالطفولة والوجع
كان في دمي وطنا وذكريات رديئة
عن الخراب……..
كان الموت فيه مملكتي…..
اناديك من وحشة ظلّي من قحطي
كي أرسمك قصيدة………..وتميمة في طرف ضلعي
كي أعانق صورتك في الغياب
كنت في اللغة………كنت افسر البكاء
حين يرتل وطني آيات الدّم
سأكتب لصورتك أحجية تتمرّد على مسارات القدر
على عشب يموت………
ونخلة تنحني لشمس تبكي الوطن
هنا ……….في المدى ليل ناضج يشبه الدّمع
يعيد للشهقة لونها
لصورتك فاكهتها……..كي ترتوي من النّدى شفتاك
هذا العشب يترصد جسدا يغسله الليل
ذاك وجهك يتلبسني في القصيد
في تراتيل الكهان القديمة
ذاك وجهك في تعبي قميص للقلب………
12-3-2008