قصيدة أُمُّ الكِــــــرَامِ
لِمُلْهِمَتِيْ هَـــــــذَا الشُعُوْرَ وَذَا الشِعْرَا
أُقَدِمُ ذَاتِيْ وَالمَشَـــــــاعِرَ فِيْ الذِكْرَى
لِعَيْنَيْكِ يَـــــــــا أُمِّيْ جَمَعْتُ عَوَاطِفِيْ
أُلَمْلِمُ كُلَّ الشُكْرِ مِنْ خَــــافِقِيْ ، شِعْرَا
إِلى أُمِّنَـــــــــا أُمِّ الكِرَامِ …… تَحِيَّتِيْ
إِلى كُلِّ أُمٍّ كَفُّهَــــــــــــــا يَهَبُ الخَيْرَا
تَرَانِيْمُهَا لا أَنْسَ مَـــــا عِشْتُ صَوْتَهَا
مَلائِكَــــةٌ تَشْـــدُوْا فَتُسْمِعُنِيْ سِحْــــرَا
تُعَامِلُنِيْ دَوْمَــــــاً كَأَنِيْ وَحِيْدُهَــــــــا
وَكُلَّ أَخٍ مِنَّــــا ، وَقَدْ قَـــارَبُوْا عَشْرَا
وَمِنْ أَجْلِ هَــــذَا الحُبِّ كَانَتْ مَحَبَّتِيْ
لِكُلِّ نِسَاءِ الأَرْضِ ، كُلُّ الهَوَى ، طُرَّا
رَأَيْتُكِ فِيْ الأَحْلَامِ فِيْ كُلِّ ليْلــــــــةٍ
وَكُنْتِ بِقَلبِيْ دَائِمَـــــــاً أُمِّيَ الكُبْرَى
وَفِيْ مَوْلِدِيْ كُنْتِ العَطَـــاءَ بِبَيْتِنَـــا
جَلبْتِ لِيَ الأَثــوَابَ وَالكُحْلَ وَالتِبْرَا
وَبَعْدَ ليَـــــــالٍ سَبْعِ مِنْ كُلِّ مَـــوْلِدٍ
رَمَيْتِ بِدَارِ الطِبِّ سُرَّتَنَـــــــــا سِرَّا
فَلَا فَضْلَ لِيْ أَنِّيْ طَبِيْبٌ وَإِنَّمَـــــــا
لَكِ الفَضْـــلُ فِيْ هَـذَا أُؤَكِـدُهُ جَهْرَا
وَكُنْتِ لنَـــــا الأُمَّ الحَنُوْنَ تَصُوْنُنَا
وَتَخْشَى عَليْنَـــــا العَيْنَ وَالبَرْدَ وَالحَرَّا
وَفِي الدَرْبِ لِلكُتَّــــــابِ فِيْ كُلِّ مَرَّةٍ
بِجَيْبِيْ أَرَى الفِلسَيْنَ لمَّـــــــــاعَةً حَمْرَا
وَأَعْذَبُ أَيَّـــــــامِ الحَيَــــــــــــاةِ تَدَلُّلِيْ
عَليْكِ إِذَا حَلـــــوَى بِحَارَتِنَـــــــــا تُشْرَى
أَقَـــــــــاصِيْصُكِ الفَنُّ الرَفِيْعُ تِلاوَةً
تُرِيْ اللَّوْنَ وَالأَصْوَاتَ وَالعِطرَ وَالذُعْرَا
أَقاصِيْصُ لمْ يَرْوِ الزَمَانُ لِغَيْرِنَــــا
فَلمْ يَخْلِقِ البَارِيْ عَدَا أُمِّنَــــا أُخْرَى
وَتُوْقَدُ نَـــارٌ فِي الشِتَاءِ تَلُمُّنَــــــــا
وَأَعْيُنُنَا لا تَتْرُكُ النَــــــارَ وَالجَمْرَا
وَكَمْ طَارَ نَسْرُ الجَوِّ وَالكَلبُ خَلفَهُ
وَطِرْنَا صِغَارَاً نَتْبَعُ الكَلبَ وَالنَسْرَا
وَلمْ أَنْسَ فِيْ ليْلِ الشِتَاءِ جُلُوْسَنَا
يَصُوْلُ بِنَا ذُوْ يَزْنَ كَيْ يَقْتَفِيْ كِسْرَا
وَعَنْتَرَةٌ فِيْ الحَرْبِ وَالنَقْعُ دُوْنَهُ
يَثوْرُ حَوَاليْنَـــــــا مَتَى خَصْمُهُ فَرَّا
حَبِيْبَتُكِ الزَهْرَا وَجِدِّيَ زَوْجُهَا
تَعَلّمَ طَبْعِيْ مِنْ رِوَايَـــاتِكِ الطُهْرَا
فَمَا أَنْ رَحَلتِ أَغْرَقَ الدَمْعُ بَيْتَنَا
وَسَلّمَنَا مُرُّ العَزَاءِ إلى الذِكْرَى
وَلوْ يُفْتَدَى الأَمْوَاتُ كُنْتُ لكِ الفِدَى
وَلوْ تُوْهَبُ الأَعْمَارُ أَعْطَيْتُكِ العُمْرَا
خَيَالُكِ مَا زَالتْ رُؤاهُ بِخَـــــــاطِرِيْ
يُسَبِّحُ لِلبَـــــارِيْ وَيُوْحِيْ لِيَ الشِعْرَا
تَصَوَّرْتُ كَالأَقْمَـــــارِ وَجْهَكِ عَائِدَاً
بِبَسْمَتِهِ يَحْنُوْ عَليَّ ، فَمَـــــــا مَرَّا
فَلمَّا عَرَفْتُ النَـــــاسَ يُحْشَرُ جَمْعُهُمْ
تَمَنَّيْتُ أَنْ يَسْرِي بِيَ العُمْرُ لِلأُخْرَى
تَرَاكَضَتِ الأَيَـــــــــــامُ سَبْعِيْنَ حِجَّةً
وَلمَّـــــا تَزَلْ أَحْلَامُنَـــا تَحْمِلُ العِطرَا
وَلمَّا تَزَلْ أُمَّ الكِرَامِ كَوَالِدِيْ
تُزِيْنُ لِيَ الأَيَــــــامَ ، تُلهِمُنِيْ الصَبْرَا
فَلَا غَرْوَ أَنْ قــــالُوْا : لِكُلِّ مُعَظَّمٍ
تَرَى خَلفَهُ (فَخْرَ النِسَاءِ) لهُ ظَهْرَا
دُعَائِيْ لهَا فِيْ جَنَّةِ الخُلدِ ، خُلدُهَا
بِمَــا عَلمَتْنِيْ الصَبْرَ وَالخُلقَ وَالبِشْرَا
إِلهِيْ تَدُمْنِيْ فِيْ ظِلالِ دُعَائِهَــــــــا
وَتَرْعَى مُنَاهَا بِابْنِهَــا ، يَبْلُغُ الشِعْرَى
***************
دكتور صباح احمد جمال الدين – 2004 – لندن
قصيدة أُمُّ الكِــــــرَامِ