أ.د.سناءالشعلان

الرّباط تحتضن عرض مسرحيّة (البُعد الخامس) لعبد الإله بنهدار المقتبسة عن مسرحيّة (أَعْشَقُنِي) لسناء الشّعلان

الرّباط/ المغرب: يحتضن مسرح محمد الخامس في مدينة الرّباط في المملكة المغربيّة يوم الأربعاء 17 شتنبر/ أيلول 2025 ابتداءً من السّاعة الثّامنة مساءً العرض المسرحيّ الجديد لمسرحيّة (البُعد الخامس) الذي تقدّمه فرقة (مسرح اليوم) بدعم من وزارة الثّقافة والتّواصل المغربيّة في تجربة مسرحيّة خاصّة تسعى إلى إعادة قراءة رواية (أَعْشَقُنِي) برؤية دراميّة جديدة، تجمع بين البُعد الأدبيّ والفنّيّ في تجربة تعكس تفاعل المسرح المغربيّ مع الأدب العربيّ المعاصر.

   المسرحيّة هي من تأليف الكاتب المغربيّ د. عبد الإله بنهدار، وهي مقتبسة عن رواية (أَعْشَقُنِي) للأديبة الأردنيّة ذات الأصول الفلسطينيّة أ. د. سناء الشّعلان (بنت نعيمة)، وكانت المسرحيّة في نسختها الورقيّة قد صدرتْ في طبعتها الأولى في عام 2022 باسم (البُعد الخامس) عن مؤسّسة باحثون للدّراسات والأبحاث والنّشر والاستراتيجيّات الثّقافيّة المغربيّة، وهي تقع في 96 صفحة من القطع المتوسّط، وهي مهداة من الأديب عبد الإله بنهدار إلى روح الأديبة الرّاحلة نعيمة المشايخ، والدة الأديبة د. سناء الشّعلان، فضلاً عن أنّ بنهدار قد وقع النّسخة الورقيّة في مهرجان أسا الزاك الدّوليّ للسينما والمسرح في دورته الثّانية عشرة  للعام 2024 في الأقاليم الصّحراويّة المغربيّة ضمن فعاليّات المهرجان السّنويّ.

  يُذكر أنّ المسرحيّة هي من إخراج عبد الواحد عوزري، ويشارك في تشخيص الأدوار كلّ من: سارة السّفيانيّ، وإلهام بوطازوت، ومحمد الحوضي، وأمين مقيليش، ومحمد شهير.

  كذلك تكون طاقم العمل المسرحيّ من كلّ من: مساعد مخرج: عبد الجبار خمران، سينوغرافيا: إدريس السّنوسيّ، استشارة فنيّة: عبد المجيد فنيش، ملابس: زينب مقداد، موسيقى: حسن شيكار، الإعلام والتّواصل: بشرى عمور، تقنيّات: عادل المنصوريّ، الفوتوغرافيا والتّوثيق السّمعيّ والبصريّ: حمزة محيمدات، المحافظة العامّة: عمر بلعود، إدارة الجولة: محمد لزعر.

    عن هذا العرض المسرحيّ قال د. عبد الإله بنهدار: “بعد قراءتي لرواية أَعْشَقُنِي للأديبة العربيّة د. سناء الشّعلان، فكرتُ في تحويلها إلى عمل مسرحيّ دون أن أكون قد تعرّفتُ بعد عن هذه الأديبة، فضلّلتُ أبحث عن أي طريق يوصلني إلى التعرف عليها لأخذ موافقتها. وتشاء الصّدف والأقدار أن أسافر إلى الأردن ذات مهرجان مسرحيّ نظّمته الهيئة العربيّة للمسرح في دولة الأردن، وهناك التقيت هذه الأديبة ووالدتها نعيمة المشايخ تغمدها الله برحمته،  وعلى إثر هذا اللّقاء كانتْ فرحتي عارمة وأنا أتلقّى موافقة أديبتنا العربية د. سناء الشّعلان بتحويل هذا العمل الرّوائيّ الماتع إلى نصّ مسرحيّ، وكذلك كان أملي كبير جداً في تحويل هذا النّصّ المسرحيّ من الورق إلى عرض مسرحيّ على الركح على يد مخرج محترف وممثلين وعاملين مسرحيين محترفين”.

   كذلك عبّرت الأديبة أ. د. سناء الشّعلان عن سعادتها بهذه المسرحيّة التي تعدّها تجربة مسرحيّة فريدة لاقتباسها عن روايتها (أَعْشَقُنِي) التي تشكّل تجربة سرديّة خاصّة تدمج بين الرّومانس والخيال العلميّ، كما عبّرت عن تشوّقها لرؤية هذه المسرحيّة مقّدمة على خشبة المسرح لما في ذلك من تجربة جديدة وجريئة في نقل الثّقل السّرديّ إلى فعل دراميّ متماسٍ مع الجمهور، ووجّهتْ شكرها للأديب د. عبد الإله بنهدار الذي أهدى هذا العمل المسرحيّ إلى روح أمّها الأديبة الرّاحلة نعيمة المشايخ مجسّداً بذلك أجمل صور الوفاء والإخلاص لذكرى أمّها التي كانتْ تعدّ الأديب د. عبد الإله بنهدار ابناً مخلصاً لها.

نذير علي عبد أحمد يناقش رسالته عن أزمة الفرد والمجتمع في روايات سناء الشّعلان

 

 تكريت/ العراق: ناقش الباحث العراقيّ نذير علي عبد أحمد رسالته الماجستير في كليّة التّربية للعلوم الإنسانيّة، في جامعة تكريت، في مدينة تكريت في العراق استكمالاً لمتطلبات الحصول على درجة الماجستير في الآداب، وهي بعنوان: “أزمة الفرد والمجتمع في روايات سناء الشّعلان”، وهي تدرس روايات الأديبة الأردنيّة ذات الأصول الفلسطينيّة أ. د. سناء الشّعلان (بنت نعيمة) في دراسة نقديّة متخصّصة تحت موضوع العنوان.

    نُوقشت الرّسالة في داخل أروقة كليّة التّربية للعلوم الإنسانيّة، وتكوّنت لجنة مناقشة الرّسالة من: أ. د. غنّام محمد خضر/ رئيساً، وأ. د. نافع حمّاد محمد/ عضواً، وأ. د. سهيل صالح عيسى/ عضواً، وأ. د. سناء سلمان عبد الجبّار/ عضواً ومشرفاً.

عن هذه الأطروحة قال الباحث نذير علي عبد أحمد: “تتناول سناء الشّعلان في أعمالها موضوعات مثل الهوية، والمرأة، والضعف السياسي، مما يعكس التحديات التي تواجه المجتمعات العربية. تُعتبر كتاباتها مرآة للواقع المعاصر، حيث تسلط الضوء على المعاناة والآمال، وتبرز قوة الكلمة كأداة للتغيير. من خلال أسلوبها الفريد، تساهم سناء الشّعلان في إثراء الأدب العربي وتقديم رؤى جديدة حول القضايا الإنسانية.؛ لذا وجدت أهمية اختيار موضوع الرسالة بعنوان: (أزمة الفرد والمجتمع في روايات سناء الشّعلان )؛ للإفادة من ثقافتها العامة وتنمية للذوق الأدبي”.

   تكوّنت الرسالة من  تمهيد، وفصول، ومباحث، و خاتمة، وثبت المصادر والمراجع، إذ تضمن (التمهيد): روايات سناء الشّعلان  والسّيرة الذّاتيّة للكاتبة ، وجاء الفصل الأوّل تحت عنوان (أزمة الفرد في روايات سناء الشّعلان) تضمن ثمانية مباحث أيضاً: المبحث الأول (الفقر): ، أمّا المبحث الثاني (اليتم) أما المبحث الثالث ( المرض)، أمّا المبحث الرابع (الحب الحرمان)، أمّا المبحث الخامس (الاغتراب في الجماعة والمجتمع)، أمّا المبحث السّادس (السّجن /المعتقل)، أمّا المبحث السّابع (الغربة القسرية )، أمّا المبحث الثّامن، (التصادم مع قيم المجتمع)، أمّا المبحث التّاسع (استغلال المجتمع للفرد)، وجاء الفصل الثّاني بعنوان (أزمة المجتمع في روايات سناء الشّعلان)  بثمانية  مباحث: المبحث الأول (الضّعف السّياسيّ)، أمّا المبحث الثّاني (تصادم المجتمع مع السّلطة والفرد)، أمّا المبحث الثّالث (التّطرّف والجماعات الإرهابيّة)، أمّا المبحث الرّابع (الفساد المالي)، أمّا المبحث الخامس (الانهيار المجتمعي والفرديّ)، أمّا المبحث السّادس (استلاب السّلطة للمجتمع)، أمّا المبحث السّابع (القضايا التي تؤرق المجتمع)، أمّا المبحث الثّامن (تمرّد الأفراد على المجتمع )، بعدها الخاتمة.

     توصّل الباحث في نهاية رسالته إلى عدّت نتائج عديدة منها :

1-   تُعدّ أزمة الفرد والمجتمع في روايات سناء الشّعلان محوراً أساسيّاً في بناء الشّكل والفكرة في رواياتها: أَدْرَكَهَا النّسيانُ، وأَعْشَقُنِي، والسّقوط في الشّمس، وهذا المحور هو الذي يدور الصّراع حوله في رواياتها، كما هو من يرسم ملامح الإنسان والمجتمع، ويظهر شكل العلاقة بينهما.

2-   غالباً ما تكون علاقة صداميّة قائمة على الرّفض، ومحاولة المجتمع لإلغاء الفرد وتذويبه، في حين يتفاوت موقف الإنسان في روايات سناء الشّعلان من الصّدام والرّفض والثّورة إلى القبول والانصياع والذّل.

3-   تحاول الرّوائيّة  الشّعلان الهروب من المواجهة مع القوى الاجتماعيّة والسّياسيّة الضّاغطة بأن تستخدم الرّموز والأقنعة والإحالات إلى درجة إلى أنّنا لا نعرف أماكن أو أزمان أو شخوص رواياتها إلى من خلال تلميحات وتوهيمات لا تحيل إلى مكان أو نظام بعينه، إلّا أنّها تفتح التّأويل على كلّ زمان ومكان تنطبق عليه شروط الاستلاب والظّلم.

4-   أزمة الإنسان الضّعيف أيّاً كان شكل الضّعف؛ أكان الضّعف ماديّاً أم جسديّاً، أم ضعف الإمكانات والمكتسبات والقوى الجسديّة والإبداعيّة والفكريّة في مجتمع ظالم مهيمن يشكّل منفى وألم للإنسان، ويقهره بكلّ شكل ممكن .

5-   أزمة المرأة الضّعيفة في مجتمع انتهازيّ يسلبها كلّ شيء حتى كرامتها وشرفها ولقمة عيشها ومن ثمّ يسلبها حياتها في كثير من الأحيان، إلى جانب أزمة الإنسان الشّريف في مواقفه الحياتيّة المختلفة في أحداث الرّوايات.

6-   أزمة الإنسان المصلح الثّائر الذي ينتهي الأمر به بأن يكون مغتصباً أو سجيناً أو حتى ميتاً في معتقلات الظّلم والقهر والاستبداد، أو أجواء الاعتقال والتّعذيب والقتل والاغتيال والتّصفية الجسديّة حدّ الموت كما حدث مع الثّوّار والمطالبين بالحريّة ضدّ ظلم حكم مجرّة درب التّبّانة أو ضدّ الثّوار الفلسطينيين في معتقلات الاستعمار الصّهيونيّ الغاشم في فلسطين.

7-   أزمة المشاعر والأحاسيس والحبّ الحقيقيّ في مجتمعات ماديّة حسيّة جنسيّة حيوانيّة تحطّ من قيمة المشاعر، وترفع من قيمة ابتذال الجسد مقابل المال والمصالح والمتكسبات إلى حدّ تعهير المجتمع بكامل أطيافه .

8-   أزمة الإنسان المبدع في مجتمع متغوّل متوحشّ إلى حدّ أنّ الإنسان يلجأ إلى أن يبيع إبداعه، ويجعل منه قلماً مأجوراً لمن يدفع أكثر، أو لمن يحميه في مجتمع سلطويّ يغتال كلّ شيء حتى الموهبة والإبداع .

9-   هذا المجتمع الذي تصوّره الروائية بهذا التّغوّل والسّلطويّة والظّلم والقسوة في رواياتها يؤدّي إلى أزمة دائمة ومعذّبة في حياة الفرد/ الإنسان/ المواطن، وهي أزمة الحرمان الدّائم والخوف الملازم؛ فهو محروم من أقلّ حقوقه من المكتسبات والكرامة والحريّة والإخاء والأمن والاحترام والعزّة وتلبية أبسط حقوقه الإنسانيّة وحاجاته اليوميّة الاعتياديّة، وفي ذات الوقت هو خائف ممّا يحيط به من قوى الظّلم والاستبداد والحرمان والاستلاب التي تقضي على فرحه وكرامته ووجوده، وتحوّل وجوده إلى عذاب وامتساخ، وسرعان ما تسير به للمرض والمعاناة ثم الموت، بل القتل والتصفية الجسديّة في كثير من الأوقات.